خاص| جنون أسعار البيض قبل رمضان.. وجشع التجار يلهب الأسواق

مع اقتراب شهر رمضان، الذي يزداد فيه الطلب على السلع الغذائية، يجد المواطن المصري نفسه أمام أزمة جديدة تتمثل في الارتفاع غير المبرر لأسعار البيض، حيث تجاوز سعر الطبق 170 جنيهًا للمستهلك، في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعاني منها الكثيرون، هذه الزيادة أثارت حالة من الغضب والاستياء، خاصة أن البيض يعد مصدرا غذائيًا أساسيًا على مائدة الأسرة المصرية، ولا غنى عنه في مختلف الوجبات اليومية.

ارتفاع أسعار البيض 

ورغم تأكيدات الخبراء بأن تكلفة الإنتاج الفعلية لا تبرر هذه القفزات السعرية، إلا أن السوق يشهد حالة من الانفلات في آليات التسعير، وسط غياب واضح للضوابط الرقابية التي من شأنها كبح جماح المضاربين والمتلاعبين بالأسعار، وبعض المنتجين يستغلون مواسم ارتفاع الطلب، مثل بداية العام الدراسي وقرب شهر رمضان، لتحقيق مكاسب ضخمة على حساب المستهلك، وهو ما يضع الجهات المعنية أمام مسؤولية كبرى في مواجهة هذا الجشع وضمان وصول السلع الأساسية بأسعار عادلة.

حلول لمواجهة أزمة أسعار البيض 

وفي الوقت الذي يطالب فيه البعض باستيراد البيض من الخارج للسيطرة على الأسعار، يرى خبراء الاقتصاد أن الحل الحقيقي يكمن في إنشاء بورصة عادلة لتسعير البيض، تعتمد على التوازن بين العرض والطلب، دون تحكم فئة معينة في السوق، كما أن دعم المزارعين، وتوفير الأعلاف بأسعار مناسبة، وتشديد الرقابة على الأسواق، كلها عوامل يمكن أن تساهم في إعادة الاستقرار للسوق وضمان حماية المستهلك من هذه الأزمات المتكررة.

ويبقى السؤال هل ستتخذ الحكومة إجراءات حاسمة لضبط السوق قبل دخول رمضان، أم أن الأسعار ستواصل ارتفاعها ليجد المواطن نفسه في مواجهة أزمة جديدة بطلها “طبق البيض”؟

عبد العزيز السيد: ارتفاع أسعار البيض غير مبرر ولا منطقي

أكد عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية في تصريحات خاصة ل”بلدنا اليوم” أن الزيادة الحالية في أسعار البيض غير منطقية، حيث وصل سعر الطبق إلى 150 جنيهًا في المزرعة و170 جنيهًا للمستهلك، رغم أن تكلفة الإنتاج الفعلية لا تبرر هذا الارتفاع.

استغلال زيادة الطلب في المواسم

أوضح السيد أن بعض المنتجين يستغلون مواسم ارتفاع الطلب، مثل بداية الفصل الدراسي الجديد واقتراب شهر رمضان، لرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، مما يؤدي إلى تحميل المستهلك أعباء إضافية، مشيرًا رئيس شعبة الدواجن إلى أن السوق يعاني من عدم وجود آلية واضحة لتسعير البيض، مما يسمح لكل طرف بتحديد الأسعار وفقًا لرغباته، في ظل غياب ضوابط رقابية دقيقة تعتمد عليها الأجهزة المعنية لضبط الأسواق.

الحل في بورصة لتسعير البيض وليس الاستيراد

شدد السيد على أن الاستيراد من الخارج ليس الحل الأمثل لمواجهة ارتفاع الأسعار، بل إن الحل يكمن في إنشاء بورصة لتسعير البيض، مما يضمن تحقيق التوازن بين المنتجين والمستهلكين، ويحد من التلاعب بالأسعار، مما يساعد على استقرار السوق وضمان عدالة التسعير.

خالد الشافعي: البيض سلعة غذائية أساسية لا تتحمل المضاربات

ويقول الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، أن ارتفاع أسعار البيض في الأسواق المصرية يشكل عبئًا إضافيًا على المواطنين، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، حيث يزداد الطلب على السلع الغذائية بشكل عام، موضحًا أن هذه الزيادة تعود إلى عدة عوامل، منها ارتفاع تكاليف الإنتاج، مثل الأعلاف والطاقة والنقل، إلى جانب تقلبات العرض والطلب في السوق المحلية.

وأضاف الشافعي أن هذا الارتفاع قد يؤثر بشكل مباشر على الأسر محدودة الدخل، نظرا لأهمية البيض كمصدر غذائي أساسي في العديد من المنازل المصرية، مؤكدًا أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة للحد من تفاقم هذه الأزمة، من خلال تعزيز المعروض في الأسواق عبر المنافذ الحكومية ومنافذ القوات المسلحة والداخلية، التي توفر السلع بأسعار مخفضة مقارنة بالسوق الحرة.

كما أشار إلى أن الحكومة تعمل على دعم المزارعين ومنتجي البيض من خلال توفير الأعلاف بأسعار مناسبة، ومراقبة الأسواق لمنع أي ممارسات احتكارية قد تساهم في رفع الأسعار بشكل غير مبرر، داعيًا الجهات المعنية إلى تكثيف جهود الرقابة على الأسواق، وتشجيع الإنتاج المحلي لضمان استقرار الأسعار وحماية المستهلكين من التقلبات الحادة، خاصة خلال المواسم التي يزداد فيها الطلب على السلع الأساسية.