خاص| خبير اقتصادي يكشف لستيب تأثير رسوم ترامب الجمركية على سوريا ونقطة مهمة لكنها “غير سارة”

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرض رسوم جمركية مضادة عالمية خلال فعالية في البيت الأبيض، رفع خلالها لوحة تُظهر الرسوم الجمركية الجديدة المفروضة على معظم الدول وتراوحت نسبة هذه الرسوم بين 10% و49%.
تأثير رسوم ترامب الجمركية على سوريا
وبرزت سوريا على رأس القائمة، حيث فُرضت عليها من قبل ترامب رسوم جمركية بنسبة 41%، وهي من بين أعلى النسب التي تم فرضها بشكل عام، تليها العراق بنسبة 39%. في حين أن معظم الدول العربية فُرض عليها 10% فقط، وهي أقل نسبة تم فرضها.
يقول الخبير في الاقتصاد السوري يونس الكريم لوكالة ستيب الإخبارية، حول تأثير الرسوم الجمركية هذه على سوريا: “هناك تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على الاقتصاد السوري”.
ويضيف: “التأثيرات المباشرة تأتي على القطاع النفطي بما أن النفط هو قواعد عسكرية وبما أنه يوجد حديث غير رسمي يفيد بأن هناك اتفاق أو رغبة أمريكية بالاستثمار بالقطاع النفطي، وبالتالي فإن فرض رسوم جمركية عالية على المستوردات من سوريا، يعيق أي عملية استثمار من هذه الشركات في سوريا ولا يمكن لهذا الحقول أن تستثمر في سوريا”.
ويتابع:” المشكلة أن الخوف هو أن هذه الشركات الأمريكية سوف تعمل على إعاقة إعطاء أو إعادة هذه الحقول إلى الحكومة السورية واستثمارها وبالتالي ستبقى معطلة”.
ويزيد: “النقطة الثانية، تتلخص بإعادة إعمار سوريا، بذلك فإن الكثير من الشركات التي كان من المحتمل أن يكون لها دور بإعادة الإعمار مع هذا القرار سوف يتم تحييدها، ونحن نعلم أن هذه الشركات لها مطامع بسوريا سواء من خلال بناء خطوط خاصة (نقل نفط أو بنى تحتية) أو خطة استثمار كبيرة تشمل الشرق الأوسط من العراق إلى سوريا وغزة ولبنان”.
الخبير الاقتصادي أردف:” النقطة الثالثة، تتمحور في تعطيل سلاسل التوريد والإمداد، وذلك بأن كلفة عمليات التأمين والبنوك سوف ترتفع والتي يعود جزء كبير منها إلى سيطرة الشركات الأمريكية، وبالتالي إضافة إلى أن التعرفة الجمركية تكمن خطورتها في أنها تنفرض من قبل ترامب ولكن هناك ردات فعل من دول العالم سوف ترفع كلف الاستيراد والسلع عالميا، هذا الأمر يؤدي إلى زيادة التضخم الركودي، أي ارتفاع مع تضخم مع قلة أعمال وبالتالي هذا الأمر سوف ينعكس على سوريا وقدرة الدول على مساعدة الاقتصاد السوري والدخول إلى سوريا والمشاركة بإعادة إعمارها”.
وأكمل:” الاستثمار غير المباشر، هو عدم اليقين، الآن أصبح الاقتصاد العالمي في حالة اهتزاز لا يعلم هل هناك أزمة اقتصادية أم لا. هذا الأمر سوف يحجم الكثير من الدول على العمل خارج حدودها على البناء أو استثمارات خارج الحدود بالدول الهشة التي فيها فرص الاستثمار كبيرة”.
وبحسب الخبير الاقتصادي، فإن من التأثيرات المباشرة هو أن” الرسوم سوف ترفع أسعار الفائدة عالميا، وهذا سوف يرفع كلفة الاقتراض وسوريا بحاجة إلى الاقتراض لإعادة الإعمار وبالتالي هذا الأمر سوف ينعكس سلبا على عدم قدرة الاقتصاديات الهشة ومنها السوري على الاستدانة خارجيا”.
وحول القطاعات الأكثر تأثراً في سوريا بالرسوم الجمركية، يقول الخبير الاقتصادي:” الآن سوريا لا تصدر إلى أمريكا أي من السلع نتيجة العقوبات عليها لكن هذه التعريفة الجمركية تشكل نوع جديد من العقوبات الاقتصادية التي تعيق إعادة الإعمار، وعدم تطوير القطاع النفطي والبرمجيات خاصة أن سوريا بخطتها الحالية تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا حسب ما صرحت”.
يُذكر أن الصومال هي الدولة العربية الوحيدة الغائبة عن هذه اللائحة، بالإضافة إلى بعض الدول الأجنبية مثل روسيا وكندا وبيلاروسيا والمكسيك. ورغم صدور توضيحات من إدارة ترامب بشأن غياب بعض الدول، لم يصدر أي موقف بشأن الصومال حتى الآن.
وفي ما وصفه بـ”يوم التحرير”، قال ترامب في خطاب ألقاه في حديقة البيت الأبيض إنّ “الأمر التنفيذي التاريخي” الذي وقّعه “يفرض رسوما جمركية متبادلة على (الواردات من) دول العالم”.
وأضاف أنّ “الرسوم المتبادلة تعني: ما يفعلونه بنا نفعله بهم. هذا أمر سهل جدا. لا يمكن أن يكون أسهل من ذلك”، متابعا “هذا، في رأيي، أحد أهم الأيام في التاريخ الأمريكي”.
ستيب: سامية لاوند

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية