اخر الاخبار

خاص| خبير يكشف تأثير غياب معظم القادة العرب على قمة بغداد وعلاقة لقاء “مفاجئ” بذلك

مع سعي العراق لتعزيز دوره الإقليمي واستعادة مكانته القيادية في العالم العربي وعلى الرغم من أهمية الملفات المطروحة في القمة العربية في بغداد، إلا أن القمة الرابعة والثلاثون شهدت غيابا ملحوظا لمعظم القادة العرب، حيث حضر خمسة زعماء فقط من أصل 22 دولة عربية، هذا الغياب يثير العديد من التساؤلات الجدلية.

تأثير غياب القادة العرب عن قمة بغداد 

ويرى مراقبون أن غياب عدد كبير من القادة العرب عن القمة العربية في بغداد كان له تأثير واضح على الديناميكيات السياسية والنتائج المتوقعة. هذا الغياب أثر على مستوى التفاعل المباشر بين القادة، مما قلل من فرص إجراء مفاوضات ثنائية أو اتفاقات سياسية حاسمة.

كما أن القضايا المطروحة، مثل الحرب في غزة، والأوضاع في سوريا ولبنان والسودان، كانت بحاجة إلى حضور أوسع لضمان توافق عربي أكثر قوة. ومع ذلك، حاول العراق استثمار القمة لتعزيز دوره الإقليمي، حيث أعلن رئيس الوزراء العراقي تأسيس صندوق عربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار، مع تخصيص 40 مليون دولار للبنان وغزة.

وحول هذا الموضوع يقول الخبير السياسي ورئيس مركز الشرق للدراسات الاستراتيجية والمعلومات في هولندا علي مهدي الأعرجي، لوكالة ستيب الإخبارية: “بالتأكيد، أمر غريب حيث لا يمكن التغاضي عن غياب هذا العدد الكبير من القادة العرب عن القمة العربية في بغداد”.

ويضيف: “ولربما حديثنا يأتي بمعزل عن السياق السياسي المستجد في المنطقة. فنحن أمام مشهد دقيق ومرحلة تاريخية مختلفة تجتمع فيه الرمزية مع الرسالة. ما حدث ليس مجرّد غياب بروتوكولي، بل موقف سياسي محسوب، يعكس حجم التحولات التي تشهدها الخارطة الإقليمية، لا سيما بعد اللقاء المفاجئ الذي جمع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي أجدها الصورة الحقيقية عن القمة العربية بالأخص بعد استضافة أحمد الشرع في أروقة المطبخ الملكي السعودي وربطه في مسرح عمليات البيت الأبيض”.

ويتابع:” هذا اللقاء وبالتأكيد استنفد مخرجات القمة حتى قبل أن تبدأ. لقد أعاد تشكيل زوايا الاهتمام، وأربك مسار التحضيرات السياسية التي راهنت عليه بعض القوى الداخلية في العراق على أن الحضور العربي الجامع سيعطي للقمة زخمها السياسي ويعزز من شرعيتها الإجرائية، لكن الآن تغيرت المعطيات فبدل من أن تكون بغداد عاصمة القرار العربي، تحولت للأسف إلى منصة خالية من القرار، تعج بالوفود الثانوية والتمثيل البروتوكولي، في مشهد يفتقد إلى الثقل النوعي المطلوب لمواجهة التحديات المفصلية”.

الأعرجي أردف:” ولعلي أقول وفي لغة أكثر وضوحًا نحن أمام قمة انعقدت بشكل رمزي، لكنها بالتأكيد خرجت بلا فاعلية. الحضور الخجول أسقط عن القمة صفتها الاستثنائية و الرمزية، وجعل من بياناتها الختامية أوراقًا لا تملك أدوات التنفيذ، ولا غطاءً سياسيًا كافيًا لدعمها كما في القمم السابقة”.

وزاد:” وفي المحصلة نجد إن غياب الإرادة العربية الجامعة وتعدد غرف القرار وتشظي المحاور، كلها عوامل تضع علامات استفهام كبرى حول مستقبل العمل العربي المشترك، وحول مدى مصداقية هذه القمم التي لا يواكبها حضور القادة، ولا تسبقها نوايا صادقة في إنتاج موقف موحد مع الأسف”.

وختم كلامه:” القمة في بغداد لم تفشل شكليًا، لكنها بالتأكيد فشلت موضوعيًا ولا عزاء لنا كشعوب، حين تصمت العواصم الكبرى ويغيب الكبار، إذا لا داعي من وجود القمة ولا داعي من وجود الجامعة. مافعله القادة العرب اليوم يعتبر موقف مخجل فالشعوب لا تستحق الإهمال ولا تستحق أن تترك وحدها على حافة الطاولة”.

ستيب نيوز: سامية لاوند

خاص|| خبير يكشف تأثير غياب معظم القادة العرب على قمة بغداد وعلاقة لقاء “مفاجئ” بذلك

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *