في وقت تتصاعد فيه حدة التوترات الإقليمية، بعد تصريحات أطلقها وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده، هدد فيها بأن بلاده ستضرب القواعد الأمريكية في المنطقة إذا اندلع صراع مع واشنطن على خلفية المحادثات النووية، وعقب تهديدات إسرائيلية بشن هجوم على إيران، يدخل العراق المسكين مرة أخرى في صراع لم يختره، بل اختارته الفصائل الموالية لإيران.
فقد هدد الأمين العام لكتائب “سيد الشهداء” أبو آلاء الولائي، اليوم الخميس، بإرسال عشرات “الاستشهاديين لمهاجمة مصالح أمريكا في حال اندلعت الحرب ضد إيران”.
حول هذه التهديدات يقول الخبير السياسي العراقي حسين الأسعد لوكالة ستيب الإخبارية: “يبدو أن صانع السجاد الإيراني قد فقد الوقت و لا يملك زبائن لشراء بضاعته”.
ويضيف: “بعد أن خسرت إيران أوراقها في المنطقة باتت الفصائل العراقية هي رأس الرمح الأخير لها قد أدخرتها إيران للمواجهة الأخيرة فقط على اعتبار أن العراق يعتبر الباحة الخلفية لها و من الحكمة الحفاظ على هذه الباحة وإبعاد النار عنها قدر المستطاع، لأن خسارة الوجود في العراق يعني خسارة جزء من قوة العامل الجيوسياسي لإيران في المنطقة، لذلك ستشارك هذه الفصائل حين تكون المعركة معركة وجود”.
ويتابع:” أما تأثير مشاركة هذه الفصائل على العراق فبالتأكيد ترامب يرى أن الحكومة العراقية هي مسؤولة عن منع هذه الفصائل، وبالتالي في حال فشلت الحكومة العراقية فإن العراق قد يتعرض إلى ضربات عسكرية أمريكية أو إسرائيلية و ربما عقوبات اقتصادية بفعل ورقة الفيدرالي الأمريكي”.
الأسعد أردف:” وبذلك يدخل العراق في نفق مظلم لا سامح الله فيها تداعيات أمنية خطيرة و حتى إلغاء الانتخابات النيابية و ما دعوة ترامب قبل أيام لسحب القوات الأمريكية من العراق خلال أسابيع إلا مؤشر على خطورة الموقف”.
واستطرد:” كذلك لاتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية مع سماع صوت طبول الحرب عمد ترامب إلى تقليص التمثيل الدبلوماسي من العراق و المنطقة، وبالتالي تحييد الحركة والتنقل عبر مطار بغداد ربما فيها إشارة لإسرائيل التي تحتفظ بحق الرد على إيران كما تدعي باستخدامها الأجواء العراقية ضد أهداف إيرانية محتملة”.
من جهته، قال مصدر أمني مسؤول عراقي لوكالة ستيب الإخبارية، إن العراق سيكون ساحة الصراع الأكثر ضررا حال حدوث أي مواجهات، لأن الفصائل خارجة تماما عن سيطرة الحكومة وليس كما تدعي الحكومة أنها باتت تسمع بعضا من أومرها بخصوص تخفيف حدة التصعيد.
وأردف:” تهديدات الفصائل المسلحة في العراق ليست عبثية. هي جزء من استراتيجية محسوبة للردع والجاهزية، لكنها في نفس الوقت محكومة بحدود موقف إيران نفسها من التصعيد”.
ووفقا للمصدر الأمني فإن ما يجعل التهديدات الفصائلية جدية للغاية، هس قدرتها على الضرب الدقيق بطائرات مسيّرة، بالإضافة إلى الغطاء السياسي النسبي الذي تحظى به داخل العراق.
وتابع:” كما أن لديها خبرة طويلة في العمل السري وحرب المدن. إلى جانب استعدادها للتحرك حتى دون أمر مباشر من إيران، كما حدث سابقًا”.
ستيب: سامية لاوند
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية