اخر الاخبار

خالد عامر يكتب: “المسلماني” وفلسفة التغيير

الخميس 09 يناير 2025 | 11:46 مساءً

كتب : بلدنا اليوم

لقد سجل التاريخ خطورة الإشاعة إذا تفشت في الأمة، حيث إنها قادرة على تدميرها. وتكمن خطورة الشائعات في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تحوي برامج يصعب على أجهزة الدولة مراقبتها بشكل كامل. هذه الوسائل أصبحت بؤرة لإطلاق الشائعات، وهي سلاح فتاك يوفر على العدو المال والجهد والعتاد، فالشائعات تعد سلاحًا قويًا للعدو، حيث يمكنه من خلالها توجيهك وتحديد مسارك دون وعي، سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة. ومع استمرار الاستخفاف بخطورة هذا الأمر على كافة المستويات، والتشكيك المستمر في قرارات الدولة، قد تزداد آثار الكوارث المستقبلية خطورة، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى التخوين.

حديثي هذا يأتي على هامش تداول فيديو قديم للإعلامي أحمد المسلماني، عقب اختياره مؤخرًا رئيسًا للهيئة الوطنية للإعلام. يعود توقيت الفيديو إلى فترة كانت فيها مصر بأكملها مخدوعة في هذا الفصيل الذي تمدد في النسيج المصري منذ بداية عام 2000، واستمر حتى استولى الإخوان على مفاصل الدولة بعد أحداث 2011، ومنذ ذلك الحين، بدأت أفكار الجماعة الهدامة تطفو إلى السطح، وسرعان ما تحول الجميع إلى حائط صد ضد هذه الأفكار التي، لولا التصدي لها، لأصبحت مصر اليوم دولة مليشيات مثل سوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا.

لكن من أعاد نشر فيديو المسلماني عبر منصات التواصل الاجتماعي في هذا التوقيت المسموم، يراهن على ضعف ذاكرة المصريين الشرفاء، متناسيًا أن المسلماني كان من أبرز الداعمين لثورة 30 يونيو ضد جماعة الإخوان، وقد تم تعيينه مستشارًا إعلاميًا للرئيس عدلي منصور بعد نجاح الشعب المصري في ثورته الحقيقية لإسقاط حكم الإخوان. 

جولات المسلماني الخارجية والداخلية وندواته التي تحدث فيها عن خطر حكم الإخوان وما كان سيؤول إليه حال البلاد تحت حكمهم، موثقة بالصوت والصورة.

إعادة تدوير هذا الفيديو في هذا التوقيت تستهدف التشكيك في اختيارات القيادة السياسية، وإعاقة إصدار قرارات مهمة تتعلق بالإصلاح الإداري أو التغيير الهيكلي، والهدف من ذلك هو إثارة قناعات بالرفض والتشكيك بين الإعلاميين وأهل ماسبيرو، بما يعيق التعاون مع القيادة السياسية في المرحلة الحالية.

عزيزي القارئ، يمكنك الاستماع إلى حديث المسلماني عن فترة حكم الإخوان وما شهدته مصر من أحداث، ودعمه الكامل للدولة والقوات المسلحة والشرطة، لذلك عليك ألا تعيد إرسال أي منشور يصلك عبر منصات التواصل الاجتماعي دون التحقق من مصدره ونواياه، فعند تلقي مثل هذه المنشورات أو الفيديوهات التي تشكك أو تدين أو حتى تمدح، عليك أن تسأل: متى نُشر الفيديو؟ ما هو السياق الذي قيل فيه التصريح؟ ما السؤال الذي سبق التصريح؟ وما السؤال الذي تبعه؟ لأن لكل مقام مقال، والإجابة على هذه الأسئلة ستمنحك صورة أكثر وضوحًا ودقة.

الإعلامي والباحث أحمد المسلماني هو خيار المرحلة للدولة المصرية.

المصدر: بلدنا اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *