قال المرشد الإيراني علي خامنئي الاثنين، إن التعاون مع الولايات المتحدة “غير ممكن ما دامت تدعم إسرائيل، وتحتفظ بقواعد عسكرية، وتتدخل في شؤون المنطقة”.
واعتبر في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية رسمية، في ذكرى اقتحام السفارة الأميركية في طهران، 4 نوفمبر 1979، أن الخلاف مع واشنطن “جوهري وأصيل”، وليس “خلافاً تكتيكياً”.
وتابع: “من الحماقة القول إن سبب الخلاف بين طهران وواشنطن هو شعار الموت لأميركا”. وقال إن “الطريقة الوحيدة لمعالجة الكثير من المشاكل وتأمين حماية البلاد هي أن نكون أقوياء”.
وأردف: “أميركا لا تقبل إلا الاستسلام الكامل، وقد كان جميع رؤسائها يريدون ذلك، لكن الرئيس الحالي (دونالد ترمب) فقط هو من صرّح به علناً وكشف عن باطن واشنطن”.
وقال إنه “لن يكون هناك مجال للنظر في أي طلب أميركي للتعاون مع إيران، لا في المستقبل القريب، بل حتى البعيد، إلا إذا أوقفت واشنطن دعمها الكامل لإسرائيل، وأزالت قواعدها العسكرية من المنطقة، وكفّت عن التدخل في شؤونها”.
لا مفاوضات حالياً
وجاءت تعليقات خامنئي، في أعقاب تصريحات أدلى بها الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، قال فيها إن طهران لم تتلق أي رسائل من الولايات المتحدة بشأن بدء مفاوضات نووية جديدة، مشيراً إلى أن تبادل الوسطاء رسائل لتقريب وجهات النظر، لا يعني بدء عملية تفاوض بين طهران وواشنطن.
وأضاف بقائي في تصريحات صحافية أوردتها وكالة أنباء “مهر” الإيرانية أن “تحركات الوسطاء بخصوص الملف النووي الإيراني طبيعية، ولا توجد أي مفاوضات جديدة”، مشدداً على أن الأمور المرتبطة بالتفاوض “واضحة، ويجب على الطرف المقابل احترام حقوقنا”.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قد قال في أكتوبر الماضي، إن بلاده مستعدة للتفاوض من أجل إثبات أن برنامجها النووي سلمي تماماً، مشيراً إلى أنها “مستعدة لأي حل عادل لقضية البرنامج النووي، لكنها لن تتنازل عن حقوقها”.
وأضاف عراقجي أن “قنبلة إيران النووية هي القدرة على قول كلمة لا أمام القوى العظمى”، وفق تعبيره، مجدداً تأكيده أن لبلاده الحق في تخصيب اليورانيوم، وأن برنامجها “سلمي بحت”.
ورداً على سؤال بشأن تصريح مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي، قبل أيام قليلة بأن إيران “لم تكن ولا تسعى لامتلاك قنبلة ذرية، أو تُخصّب اليورانيوم”، قال بقائي الاثنين: “لقد صرّح المدير العام بما هو بديهي. ينبغي على الوكالة الامتناع عن الإدلاء بتصريحات تُمثّل نوعاً من تكرار الادعاءات والتكهنات الفارغة”.
إعادة بناء المنشآت النووية
والأحد، قال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان إن طهران ستعيد بناء منشآتها النووية “بقوة أكبر”، مضيفاً أن طهران “لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي”.
واعتبر بيزشكيان أن “تدمير المنشآت النووية لن يكون عائقاً أمام تقدمنا، وسنعيد بناءها وبقوة أكبر”.
وأضاف أن “جميع أنشطتنا النووية تهدف إلى حل مشكلات المواطنين وقضايا غير عسكرية، ونحن نعتبر استخدام القنبلة النووية محرماً”.
وتعرضت مواقع إيران النووية إلى ضربات جوية في حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل يونيو الماضي، والتي انتهت بضربات شنتها مقاتلات B-2 الأميركية على مواقعها النووية الرئيسية، واستهدفت منشأة فوردو المحصنة تحديداً، التي كانت إيران تستعملها لتخصيب اليورانيوم.
وتواجه المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة عقبات، خاصة بعدما أعادت دول الترويكا الأوروبية فرض العقوبات الأممية التي كانت قد رفعت بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.
وكانت طهران وواشنطن قد خاضتا 5 جولات من المفاوضات النووية غير المباشرة، قبل حرب الـ12 يوماً.
