تتواصل فعاليات معرض “خان الحرير” للألبسة الرجالية بدورته التاسعة في فندق “شيراتون” في حلب، التي انطلقت في 24 من تشرين الأول، بمشاركة عشرات الشركات الوطنية العاملة في مجال صناعة الألبسة.

ورغم الإقبال على المعرض، عبّر عدد من الصناعيين المشاركين عن تحديات تواجه قطاع الألبسة في حلب.

وتتعلق التحديات بارتفاع تكاليف الإنتاج وصعوبة تأمين مستلزمات التصنيع، إلى جانب ضعف التسهيلات المقدمة للقطاع الصناعي الذي ما يزال يحاول استعادة نشاطه بعد سنوات الحرب.

المعارض لا تعوض غياب الدعم

وقال الصناعي عبد المعين بودقة ل، إن العمل في هذا القطاع بات مغامرة يومية، فأسعار الطاقة ترتفع باستمرار.

كما أشار إلى تأمين مادة المازوت للصناعة والتي أصبحت، بحسب وصفه، عبئًا يهدد استمرارية الإنتاج.

ولفت إلى صعوبة الحصول على الخيوط والأقمشة المستوردة وغلاء تكلفتها.

وأضاف بودقة أن العديد من الورش الصغيرة في أحياء حلب تعمل اليوم بنصف طاقتها أو أقل.

في حين اضطر البعض إلى تسريح عماله مؤقتًا بسبب ارتفاع التكاليف وضعف القدرة الشرائية للمستهلك المحلي.

واعتبر أن استمرار المعارض التخصصية يمنح الصناعيين جرعة أمل وفرصة لعرض منتجاتهم في مواجهة الظروف الصعبة، لكنه لا يعوض عن غياب دعم حقيقي ومستقر للقطاع، وفقًا لبودقة.

السوق الخارجي مغلق

من جانبه، يرى الصناعي عبد الغني قدور أن الأسواق الخارجية ما تزال مغلقة أمام المنتج السوري رغم جودته العالية.

وأوضح أن التحدي الأكبر اليوم ليس في التصنيع بل في التسويق، فالتصدير يتطلب إجراءات طويلة وكلفة شحن مرتفعة، في ظل غياب خطوط نقل مباشرة تربط حلب بالدول العربية.

الصناعيون بحاجة إلى مظلة دعم حكومية واضحة، بحسب قدور، تشمل تسهيلات مصرفية وقروض تشغيلية منخفضة الفائدة.

وأشار إلى أهمية تنظيم حملات ترويج في الخارج لإعادة ثقة الأسواق بالمنتج السوري.

وأكد أن الجهد الفردي لا يكفي في مواجهة منافسة قوية من بضائع تركية وصينية تغزو الأسواق الإقليمية بأسعار منخفضة.

ترويج للمنتج الوطني

من جانبه، أوضح معاون محافظ حلب لشؤون التجارة، محمد منافيخي، أن الهدف من إقامة المعرض هو الترويج للمنتج الوطني وفتح آفاق جديدة أمام الصناعيين.

وأكد أمام وسائل إعلام محلية أن الفعاليات تشكل فرصة للتعاون بين الشركات وإبرام عقود توريد من شأنها تعزيز دوران عجلة الاقتصاد المحلي.

بدوره، أشار رئيس غرفة صناعة حلب، عماد طه القاسم، إلى أن الغرفة تولي أهمية كبيرة لتنظيم المعارض التخصصية، وتعمل وفق خطة سنوية لإقامتها داخل سوريا وخارجها.

ولفت إلى أن النجاح الذي حققه معرض “خان الحرير موتكس” التصديري في دمشق خلال أيلول الماضي شجع على توسيع التجربة.

وكشف عضو مجلس إدارة الغرفة ورئيس لجنة المعارض، محمد زيزان، أن إدارة المعرض وجهت دعوات خاصة لرجال أعمال وتجار من العراق والأردن ولبنان.

وأشار إلى أن الحضور العربي سيكون لافتًا في هذه الدورة، بما يسهم في توسيع نطاق التبادل التجاري والتعريف بالصناعة السورية التي استعادت مكانتها رغم التحديات”.

أما نائب رئيس غرفة تجارة حلب، حسين عيسى، فلفت إلى أهمية الإسراع في إنجاز مدينة معارض متكاملة في حلب، نظرًا إلى أن المدينة تمثل أكثر من نصف الصناعة السورية وتشكل بوابة البلاد نحو الشمال والأسواق الأوروبية.

واعتبر أن المشروع سيسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية وتوفير بنية تحتية تليق بمكانة حلب الصناعية”.

استمرار المعرض

ويعد المعرض، الذي تنظمه غرفة صناعة حلب تحت رعاية محافظ المدينة، منصة للترويج للمنتج الوطني وفتح آفاق جديدة أمام الصناعيين السوريين.

وتشارك فيه نحو 50 شركة من كبرى الشركات المتخصصة في صناعة الألبسة الرجالية، إلى جانب دعوة أكثر من ألفي رجل أعمال وتاجر من مختلف المحافظات لزيارته.

وتستمر فعاليات معرض “خان الحرير” للألبسة الرجالية حتى 26 من تشرين الأول، في وقت لا تزال فيه مطالب الصناعيين بتأمين بيئة إنتاج مستقرة في صدارة أولوياتهم.

الصناعة النسيجية بحلب تفقد أسواقها وقدرتها على المنافسة

المصدر: عنب بلدي

شاركها.