قد يصبح تساقط الشعر قريبًا شيئًا من الماضي، بفضل سلسلة من الاكتشافات العلمية الحديثة، وعلى الرغم من أن بعض الدراسات لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أن هناك الآن العديد من العلاجات المثبتة تجريبيًا والتي قد تُنهي الصلع غير المرغوب فيه.
وتستهدف بعض العلاجات الآلية الكامنة وراء الصلع، في محاولة لإيجاد “المفتاح” الجزيئي لتنشيط خلايا الشعر الخاملة.
ويهدف بعضها الآخر إلى تحفيز خلايا فروة الرأس على إنتاج المزيد من بصيلات الشعر بعد موت الخلايا الطبيعية.
والأفضل من ذلك كله، أن العديد من العلاجات المتطورة رخيصة الثمن وسريعة المفعول، ومن المرجح أن يُشكّل هذا راحةً لحوالي 50% من الرجال و40% من النساء، ممن يُحتمل أن يُعانوا من تساقط الشعر بدرجةٍ ما عند بلوغهم سن الخمسين.
تساقط الشعر مشكلة النساء والرجال
غالبًا ما يُنظر إلى الصلع على أنه مشكلة تُصيب الرجال، ومع ذلك، أظهرت الدراسات أن تساقط الشعر يُصيب في الواقع حوالي 50 مليون رجل و30 مليون امرأة في الولايات المتحدة وحدها.
وقد أدى ذلك إلى ازدهار صناعة علاجات تساقط الشعر، بقيمة تُقدّر بـ 7.6 مليار دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 13 مليار دولار بحلول عام 2028.
مع وجود أرباحٍ هائلة مُحتملة على المحك، تتسابق المختبرات في جميع أنحاء العالم لتكون السبّاقة في تقديم علاجٍ حقيقي للصلع، وتتضمن بعض أكثر العلاجات المُحتملة الواعدة مستخلصاتٍ نباتية مُشتقة طبيعيًا.
ويأمل الباحثون في إيجاد بديل طبيعي يجمع جميع الفوائد دون أي عيوب، فعلى سبيل المثال، قام العلماء بدمج الكافيين (مكون شائع في شامبو تساقط الشعر)، وبروتينين معروفين بتحفيز نمو الخلايا، وهذه المستخلصات النباتية.
وبعد شهرين فقط من الاستخدام اليومي، لاحظ المشاركون الذين تلقوا هذا العلاج زيادة في كثافة شعرهم بنسبة 23.9%.
كما زاد متوسط سمك شعرهم بمقدار 27.9 ميكرومتر، مقارنةً بـ 13.9 ميكرومتر فقط في مجموعة الدواء الوهمي.
كان هذا مثيرًا للاهتمام بشكل خاص لأن الدراسة أُجريت على مشاركين بشريين، والذين لمسوا فوائد حقيقية من استخدام العلاج.
في الوقت نفسه، حدد باحثون في اليابان نباتين يمكن أن يُشكلا أساسًا لعلاج واعد لتساقط الشعر، وهذان العنصران هما لحاء فيلودندرون، وهو لحاء سميك يوجد في المناطق الاستوائية من آسيا، وقشر اليوسفي المجفف بالشمس.
ولتعزيز نمو الشعر، قرر الباحثون التركيز على بروتين طبيعي تنتجه خلايا الحليمة الجلدية، ويُسمى عامل نمو المشيمة (PlGF).
يُعرف هذا البروتين بدوره المهم في تكوين الشعر في أسفل بصيلات الشعر، لذلك أراد العلماء معرفة ما إذا كان بإمكانهم تحفيز إفرازه.
