اخر الاخبار

خبير يكشف الحل الوحيد لملف سلاح حزب الله.. لبنان بين طريقين قبل “الانفجار”

في ظل التطورات المتسارعة في لبنان، تتصاعد الدعوات المحلية والدولية لنزع سلاح حزب الله، وسط تعقيدات سياسية وأمنية متشابكة. يأتي هذا في أعقاب توقف حرب استمرت 14 شهرًا بين الحزب وإسرائيل، والتي خلفت أكثر من 4,000 قتيل وخسائر مادية تُقدّر بـ11 مليار دولار، فيما كشف خبير عسكري لوكالة “ستيب الإخبارية” الحل الوحيد لإنهاء هذا الملف في ظل ظروف مواتية.

 

جدل بين حزب الله والحكومة اللبنانية

أعلن الزعيم الجديد لحزب الله، نعيم قاسم، أن الحزب لن يسلم سلاحه طالما أن القوات الإسرائيلية تحتل مواقع في جنوب لبنان وتواصل انتهاك الأجواء اللبنانية. وأشار إلى أن الحزب التزم بشروط وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أمريكية، لكنه أكد أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي يجعل مناقشة استراتيجية دفاع وطني أمرًا غير واقعي. ​

 

بينما أكد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، أن نزع سلاح حزب الله سيتم عبر الحوار الثنائي كجزء من استراتيجية دفاع وطني، وليس من خلال القوة، حفاظًا على السلم الأهلي. وأشار إلى أن الجيش اللبناني يقوم بواجبه في مصادرة الأسلحة وتفكيك المنشآت العسكرية غير المصرح بها في جنوب لبنان. ​

وتطالب قوى سياسية لبنانية، مثل حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع، بوضع جدول زمني واضح لنزع سلاح حزب الله، ويُنظر إلى هذه الخطوة كوسيلة لاستعادة سيادة الدولة ومنع انزلاق البلاد إلى صراعات جديدة.

 

وعلى الرغم من وقف إطلاق النار، تستمر التوترات الأمنية، حيث قامت إسرائيل بشن غارات جوية في جنوب لبنان، مستهدفة عناصر من حزب الله، بما في ذلك حسين علي نصر، الذي وصفته إسرائيل بأنه نائب رئيس وحدة 4400 المسؤولة عن تهريب الأسلحة والأموال.

 

الضغوط الدولية وتوقيت مناسب

تواجه الحكومة اللبنانية ضغوطًا متزايدة من الولايات المتحدة لتسريع عملية نزع سلاح حزب الله. حيث زار المبعوث الأمريكي، مورغان أورتاغوس، بيروت مؤخرًا، مؤكدًا على ضرورة أن تكون الأسلحة تحت سيطرة الدولة اللبنانية فقط. كما أشار إلى أن حزب الله يجب أن يسلم أسلحته، خاصة في المناطق الواقعة شمال نهر الليطاني. ​

 

وتزامنت هذه الدعوات مع تراجع نفوذ حزب الله بعد سقوط حليفه السوري، بشار الأسد، مما أدى إلى فقدان الحزب لخطوط إمداد أساسية من إيران. كما أن الحرب الأخيرة مع إسرائيل أضعفت قدراته العسكرية بشكل كبير، حيث فقد العديد من قادته ومخزونه من الأسلحة. ​

 

الحل الوحيد لإنهاء ملف سلاح حزب الله

وفي حديث لوكالة “ستيب الإخبارية” مع العميد الركن الدكتور، هشام جابر، الخبير العسكري والاستراتيجي، يقول: “عملية نزع سلاح حزب الله غير ممكنة، إذ إن مصطلح “نزع السلاح” يعني استسلاماً كاملاً. القضية الأساسية يجب أن تكون “حصر السلاح”، أي أن يكون كل السلاح بيد الدولة”.

ويضيف: “الحل الأمثل لمشكلة السلاح يتمثل في وجود استراتيجية دفاعية واضحة للجيش اللبناني. وندعو في هذا السياق إلى تشكيل لجنة عاجلة من خبراء قانونيين وعسكريين لدراسة مسودة استراتيجية دفاعية تُعرض على مجلس الوزراء، ثم على المجلس النيابي لإقرارها”.

ويشرح “شام جابر” أنه ينبغي أن تؤكد الاستراتيجية أن الجيش والقوى الأمنية هم نواة الدفاع عن الوطن. وعلى كل الأطراف، سواء حزب الله أو غيره، أن تسلّم سلاحها ليُخزَّن في مستودعات الدولة.

ويتابع: ” المقاتلون خارج إطار الدولة، فيجب تسريحهم وعودتهم إلى الحياة المدنية. وفي حال إعلان النفير أو حالة الطوارئ، يمكنهم الالتحاق مجدداً للدفاع عن البلاد من خلال مراكز محددة، حيث يتسلمون الأسلحة التي يجيدون استخدامها. وبهذا نكون قد شكلنا مجموعات مدرّبة وكبيرة للدفاع عن الوطن بإشراف الجيش أو مجلس الدفاع الأعلى”.

 

الطريق طويل والوضع مُعقّد

يعد ملف حزب الله من أكثر الملفات الشائكة والمثيرة للجدل في لبنان منذ سنوات، إلا أن الظروف المواتية بهذه المرحلة، والضغوط الدولية لحله، أعادت طرح القضية بقوة، كما أنها مرتبطة بملفات خارجية منها المفاوضات الإيرانية مع الولايات المتحدة، حيث أن قضية أذرع إيران بالمنطقة ومن بينها حزب الله من ضمن نقاط التفاوض.

ويقول العميد “جابر”: “إيران لا تملك الكثير من الخيارات، ولذلك يهمها دخول حزب الله في اتفاق مع الدولة. وحسب المعلومات، فإن إيران أعطت حزب الله حرية التصرف في قضيته كما يشاء”.

ويؤكد أن حزب الله يمكن أن يناقش الدولة بشأن الاستراتيجية الدفاعية، لكنه لن يقبل نزع سلاحه بطريقة “فظة”.

ويلفت الخبير اللبناني إلى هناك ملفات آخر يمكن ربطه بالقضية وهو ملف سلاح الفصائل الفلسطينية، ويقول: ” قضية سلاح الفصائل الفلسطينية يجب أن تُطرح بالتوازي مع ملف سلاح حزب الله، إذ إن هذه الفصائل تملك أسلحة ثقيلة وعتاداً كبيراً يجب النظر فيه”، مشيراً إلى أن هذا الملف حله بيد قوى إقليمية ودولية أكثر منه بيد الدولة اللبنانية.

 

وتظل قضية نزع سلاح حزب الله محورًا رئيسيًا في السياسة اللبنانية، مع تزايد الضغوط الدولية والدعوات الداخلية لتحقيق ذلك عبر الحوار، ومنع الانزلاق لحرب أهلية جديدة تدمّر البلاد التي تمر بأوضاع صعبة، إلا أن التدخلات من إسرائيل التي تواصل ضرب لبنان بحجّة حزب الله، والتدخلات الإيرانية التي تدعم الحزب، لا تزال تقوّض الحل الداخلي، فيما تزداد الضغوط على الحكومة وترهن إجراءات الدعم الدولي والتعافي بهذا الملف الشائك.

خبير يكشف الحل الوحيد لملف سلاح حزب الله.. لبنان بين طريقين قبل “الانفجار”

 

إعداد: جهاد عبد الله

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *