خسارة موسم القمح تسيطر على أجواء العيد في دير الزور
تشهد أسواق ريف دير الزور التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” ركودًا في الحركة الشرائية، قبيل عيد الأضحى، وذلك بعد موسم قمح عانى فيه الفلاحون من خسائر بسبب التسعيرة الرسمية التي حددتها “الإدارة”.
ورصد مراسل في دير الزور حركة طفيفة في الأسواق، خصوصًا التي تباع فيها الألبسة، بسبب ارتفاع الاسعار وانخفاض مستوى الدخل.
ووفق ما قاله عدد من أبناء المنطقة، ل، يعود تراجع الحركة الشرائية للخسائر التي تكبدها المزارعون في موسم القمح الحالي، نتيجة ضعف الإنتاج وانخفاض تسعيرة البيع المحددة من الإدارة الذاتية.
وتعتمد المنطقة ذات الطبيعة الريفية على الزراعة، وتجارة المحروقات بشكل رئيس، إلى جانب نشاط التهريب نحو مناطق سيطرة النظام عبر نهر الفرات، كدخل لأبنائها.
ويضطر بعض سكان المنطقة لكسر تقاليد لطالما التزموا بها خلال فترة العيد، بسبب عدم قدرتهم المالية على الاستمرار بها خلال العيد الحالي.
جمود غير مسبوق
انخفاض القدرة الشرائية لدى أهالي دير الزور تسبب بشلل واضح في الأسواق المحلية، إذ غاب النشاط المعهود عنها خلال فترات الأعياد، كما كان عليه خلال السنوات الماضية، أو حتى قبل عيد الفطر الماضي.
سليمان السعيد، تاجر أقمشة نسائية في بلدة درنج شرقي المحافظة، قال ل، إن الحركة الشرائية لسكان المنطقة تراجعت بعد الخسائر التي تكبدها مزارعو المنطقة.
وبعد انتظار استمر لأشهر، تسبب محصول القمح الماضي بضائقة مادية للسكان، وفق التاجر، معتبرًا أن من يقبلون على الأسواق اليوم هم من أصحاب الدخل الثابت مثل موظفي “الإدارة الذاتية” والعاملون في مجال النفط.
وأضاف سليمان أنه يبيع القماش العادي بـ75 ألفًا لكل مترين ونصف، ويحتاج القماش أيضًا لـ25 ألفًا كأجور تفصيل لتحويلها إلى ملابس، وهو ما جعل من أسعارها مرتفعة بالنسبة لظروف أبناء المنطقة الراهنة.
من جانبه، قال حمد الصالح، وهو نازح من مدينة البوكمال يعمل على بسطة لبيع الأحذية شرقي دير الزور، إن العيد ليس كسابقه بسبب الارتفاع المستمر في الأسعار.
وأضاف أن هناك تراجعًا بحجم الإقبال عما كان عليه في الأعياد السابقة، إذ كانت قيمة المبيعات تصل في مثل هذه الأيام خلال السنوات الماضية إلى 1000 دولار، بينما لم تتجاوز 200 دولار خلال الموسم الحالي.
ووفق موقع “الليرة اليوم” المتخصص برصد حركة العملات الاجنبية وصل سعر صرف الليرة السورية إلى 14800 ليرة مقابل كل دولار واحد.
“الكليجة” بـ50 ألفًا
تعتبر “الكليجة” من أشهر أنواع الحلوى التي يحرص سكان المحافظات الشرقية من سوريا على صناعتها في الأعياد، ودائمًا تحضر على مائدة الضيافة خلال اجتماع العائلات وتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء.
تبدأ ربات المنزل ريف دير الزور قبيل العيد بأسبوع بتحضير “الكليجة” لكن تكاليف صناعتها التي وصفت بـ”الباهظة” خفّضت من الكميات التي اعتاد أبناء المنطقة على إعدادها.
فاطمة الركيوي، وهي ربة منزل من أبناء شرقي دير الزور، قالت ل إن كلفة ثلاثة كيلوغرامات من “الكليجة” صارت تحتاج حوالي 50 ألف ليرة سورية، بين ثمن الطحين والسَمنة ولوازم أخرى.
ورغم ارتفاع سعرها، أصرت فاطمة على إعدادها في منزلها حفاظًا على طقوس العيد السنوية.
أسعار الأضاحي “باهضة”
تشهد أسواق المواشي في ريف دير الزور تراجعًا في شراء الأضاحي على غير العادة بسبب ارتفاع أسعار الأضحية وتراجع مستوى الدخل، وفق ما قاله تجار ل.
عمر داود، اعتاد أن يشتري أضحية مع كل عيد، لكنه وقف عاجزًا عن الشراء خلال عيد الأضحى الحالي، وفق ما قاله ل.
وأضاف أنه تراجع عن الشراء بسبب ارتفاع الأسعار رغم أنه خصص مبلغ مليوني ليرة سورية منذ أيام بهدف زيارة السوق، واختيار أضحية تناسب وضعه الماضي، لكنه تفاجأ بالأسعار التي فاقت توقعاته، إذ يتراوح سعر الأضحية بين أربعة وخمسة ملايين ليرة سورية.
من جانبه قال حسين حمادة وهو تاجر أغنام في سوق الجمة بريف دير الزور الشرقي، إن ارتفاع الأسعار سببه عدم توفر المراعي وارتفاع أسعار الأعلاف.
وأضاف أنه اشترى الأعلاف بأسعار “باهظة”، إذ وصل سعر طن النخالة إلى 220 دولارًا تقريبًا، مشيرًا إلى أن الثروة الحيوانية تأثرت بسبب موجات الجفاف التي ضربة المنطقة أيضًا.
وكان مزارعو دير الزور تلقوا قرار تسعير “الإدارة الذاتية” لشراء مادة القمح للموسم الزراعي 2023- 2024 كـ”صدمة” لهم، واعتبروها لا تقابل التكاليف التي أنفقوها على المحصول خلال الموسم.
وحددت “الإدارة” سعر القمح بـ31 سنتًا أمريكيًا لكل كيلوجرام، بالتوازي مع تسعيرة طرحها النظام السوري بلغت 36 سنتًا للكيلوغرام.
ولم تغيير التسعيرة على الرغم من احتجاجات للمزارعين استمرت لعدة أيام.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي