شهدت السماء، الأحد، خسوفاً كلياً للقمر وتحوّل لونه اللون الأحمر القاتم، أو ما يُعرف بـ”قمر الدم”، حيث أمكن رؤيته بالعين المجردة في الدول العربية، ومعظم مناطق آسيا، وأستراليا، والأجزاء الوسطى والشرقية من أوروبا وإفريقيا.
وتحدث هذه الظاهرة عندما تكون الشمس والأرض والقمر على خط واحد تماماً بهذا الترتيب، وعندما يكون القمر في طور البدر.
الخسوف الكلي للقمر، هو الثاني هذا العام بعد الخسوف الذي رُصد في مارس الماضي، ويشكل مقدّمة للكسوف الشمسي الكبير المتوقَّع العام المقبل في 12 أغسطس 2026.
وقال رئيس الجمعية الفلكية بجدة ماجد أبو زاهرة: “لعل أكبر ما يميز هذا الحدث هو طول مدة الخسوف التي تمتد من البداية إلى النهاية حوالي 5 ساعات و27 دقيقة، لذلك ينُصح برصد المرحلتين الجزئية والكلية، وتُعدان الأسهل للرصد بالعين المجردة”، ما يجعله واحداً من أطول الخسوفات القمرية الكلية في السنوات الأخيرة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس).
وأفاد أبو زاهرة بأن الخسوف الكلي للقمر يحدث عندما تصطف الأجرام الثلاثة (الشمس والأرض والقمر) بشكل مثالي، بحيث يمر القمر عبر الجزء الداخلي من ظل الأرض المعروف باسم “الظل”، ويقع هذا الخسوف قبل حوالي يومين من وصول القمر إلى نقطة الحضيض (أقرب مسافة له من الأرض)، مما يجعل حجمه الظاهري عند ذروة الخسوف أكبر بنحو 3.2% مقارنة بالمتوسط.
من جهته، قال محمد شوكت عودة مدير مركز الفلك الدولي، ومقره في أبوظبي بالإمارات، إن الخسوف يمر بمراحل متعاقبة تبدأ بدخول القمر منطقة شبه الظل، ثم بداية الخسوف الجزئي، وبعدها الخسوف الكلي حيث يبلغ ذروته، قبل أن ينتهي الخسوف كلياً، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
وأضاف أن درجة سطوع القمر ولونه أثناء الخسوف تعد مؤشراً على مدى نقاء الغلاف الجوي، حيث يؤدي تزايد التلوث إلى قلة الأشعة المنكسرة وبالتالي إلى ظهور القمر بلون أحمر داكن أو بني، بينما قد يختفي كلياً في حالات نادرة كما حدث في خسوف 12 ديسمبر 1992 عندما أثّر انفجار بركان بيناتوبو في الفلبين (يونيو 1991) على الغلاف الجوي للأرض.
يذكر أن خسوف القمر الكلي يُعد فرصة مثالية للعلماء لدراسة الغلاف الجوي للأرض، ويسمح لون وسطوع القمر أثناء الخسوف بجمع بيانات دقيقة عن مكونات الغلاف الجوي في طبقة الستراتوسفير مثل الهباء الجوي والغازات والرماد البركاني.