خشية فقدان العملة قيمتها.. إقبال على ادخار الذهب بإدلب

تشهد أسواق الذهب والمجوهرات إقبالًا في مدينة إدلب خلال نيسان الحالي مقارنة بالأشهر الماضية، رغم ارتفاع الأسعار، ووصول الغرام من الذهب عيار 21 إلى 94 دولارًا أمريكيًا (نحو 1.1 مليون ليرة سورية).
وفق رصد، فإن سبب الإقبال يعود إلى الخوف من خسارة وانخفاض قيمة العملات المتداولة كالليرة التركية والدولار، والرغبة باقتناء قطع مستعملة بصياغة قليلة لتفادي الخسارة.
وتبلغ أجور صياغة الغرام من الذهب الجديد بين 3 و5 دولارات، أما المستعمل فتتراوح بين دولار و3 دولارات، بحسب نظافة القطعة وطريقة صياغتها أو زخرفتها.
وفق صاغة ومشترين قابلتهم، فالإقبال لا يعني “رفاهية الشراء” بقدر ما هو الخوف من خسائر “آخر المدخرات” أو فقدان العملات قيمتها، وسط تردٍ في الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
للادخار خشية الخسائر
شهدت أسواق الذهب العالمية ارتفاعات غير مسبوقة خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الشهرين، في وقت يعد الذهب الملاذ الأكثر أمنًا لمدخرات السوريين، في ظل الأزمات الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
الصائغ عدنان قوصرة في مدينة إدلب، يرى أن المجتمع المحلي في المدينة يثق بشكل أكبر بالذهب كسلعة غالية الثمن وسهلة الحمل للادخار، وذلك بسبب ما واكبه من صراعات وحروب وتهجير، وعلى الرغم من انتهاء الحرب بسوريا، فإن شبحها العالمي لا يزال حاضرًا.
وقال الصائغ ل، إن إقبال السوريين على المبيع ضعيف مقارنة بالشراء، بعد ظهور عدة تقارير تشير لمواصلته الارتفاع وتخطيه أعتاب الـ100 دولار للغرام الواحد في الفترة المقبلة، وبالتالي فإن البيع سيعرض صاحبه لخسارة مالية هو بغنى عنها.
وتوجد شريحة واسعة من الأهالي لا يدخرون العملات الأجنبية كالدولار واليورو التي تتأثر بشكل مباشر عند أصغر إشاعة لحرب ما.
رغم ارتفاع الأسعار، إقبال على شراء الذهب في إدلب – 26 نيسان 2025 (/ سماح علوش)
الخياطة زينب سرماني (36 عامًا) قالت ل، إن النساء كن يتزينّ بالذهب ويتباهين به في الأعراس والمناسبات الاجتماعية، لكن في وقتنا الحالي أصبح كما تقول الجدّات “عقدة”، أي أنه استثمار لا يفقد قيمته ويفيد في الأيام الصعبة.
وعن الأسباب التي تجعل الذهب الأكثر طلبًا، عدم تأثره بالدمار أو التلف بسهولة، على عكس العقارات المنزلية او التجارية التي أنفق عليها السوريون مدخرات حياتهم ودمرها نظام الأسد، وفق عروة الذي قرر شراء قطعة من الذهب من مدخراته المالية.
الخوف من الحروب، والبحث عن ديمومة، والقدرة على حمله والسفر بسهولة، بالإضافة إلى تعدد مصادر بيعه وشرائه، تجعل المعدن الأصفر الأكثر طلبًا محليًا وعالميًا، وفق رصد لآراء بعض الأشخاص المقبلين على شراء الذهب في مدينة إدلب.
أما أحمد من المعرة، فقد باع مصاغ زوجته منذ ثلاثة أشهر تقريبًا ليشتري منزلًا بقيمته في مدينة ادلب، إلا أنه لم يُوفق بعقار مناسب حتى الآن، ومع ارتفاع أسعار الذهب، أصبحت خسارته مضاعفة.
باع أحمد 120 غرامًا عندما كان الغرام بـ72 دولارًا، حيث شهدت أسواق العقارات أيضًا ارتفاعًا في جميع المحافظات السورية عقب تحريرها، وهنا كانت الصدمة بالنسبة له، فلم يعد بوسعه شراء منزل بالمبلغ المتوفر، ولا يمكنه أيضًا شراء مصاغ بديل بذات القيمة.
كما يشكل ارتفاع الذهب مشكلة كبرى يعاني منها الشباب المقبلون على الزواج، ووفق رصد، فإن ذوي الدخل المحدود يبحثون عن زيجات تقتصر على خاتم الزواج فقط وفتيات يرضين بذلك، بغض النظر عن العادات والتقاليد الاجتماعية التي تفرض شراء مصاغ أكثر.
ووفقًا لبعض الصاغة، فإن نسبة كبيرة من الشابات يلجأن لشراء الذهب البرازيلي الذي انتشر بشكل كبير خلال سنوات الحرب في سوريا، ولعل السبب الخشية من نظرة المجتمع المحيط والعادات والتقاليد.
اقرأ أيضًا: سوق جديد للذهب في الدانا.. مهم و”ليس من الأولويات”
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي