اخر الاخبار

خطة ترمب للسيطرة على غزة.. “رؤية شخصية جامحة”

قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لموقع “أكسيوس”، الأربعاء، إن الخطة، التي قدمها الرئيس دونالد ترمب للسيطرة على قطاع غزة، الثلاثاء، كانت من اقتراح ترمب نفسه، وظلّ يفكر فيها لمدة شهرين على الأقل، بعدما توصل إلى استنتاج مفاده أنه “لا يوجد أي شخص آخر لديه أي أفكار جديدة لغزة”.

وفي مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، قال ترمب إنه يعتقد أن الفلسطينيين في غزة يجب أن يُعاد توطينهم في مكان آخر، مقترحاً “قطعة أرض جديدة وجميلة” يتم تمويلها من قبل مانحين أثرياء، وسط رفض عربي ودولي متكرر لخطط تهجير سكان القطاع المدمر بعد حرب إسرائيلية استمرت أكثر من 15 شهراً.

وأضاف مسؤولون أميركيون، أن “العبارات التي استخدمها ترمب لشرح خطته كانت مدروسة مسبقاً، وتعكس الأفكار التي طرحها على بعض الموظفين والأفراد المقربين بشكل خاص”.

واعتبر “أكسيوس”، أن “هناك طريقتين للنظر إلى إعلان الرئيس ترمب”، والذي وصفه بـ”الملحمي والتاريخي وغير المتوقع بشكل صادم”، أولاً، اعتبار الأمر بمثابة تهديد أو خدعة لكسب النفوذ في الشرق الأوسط، “فالإعلان كان يشبه إلى حد ما التعريفات الجمركية التي فرضها على كندا والمكسيك. أما الطريقة الثانية، فتتمثل في هواجس ترمب نفسه، بحيث يسعى الرئيس الأميركي إلى التوصل لاتفاق سلام كبير في الشرق الأوسط، مع إيمانه بأن غزة ستكون جحيماً لعقود قادمة، ومكائده الحقيقية حول تطوير الأراضي الساحلية”. 

هواجس ترمب بشأن مستقبل غزة

وقال مستشار سابق للموقع الأميركي: “هذه المرة، فإن ترمب لم يبد أي توجس بشأن عناوين الصحف أو ما سيقوله المعلقون؛ فهو يلقي بكل ما يشعر أنه يريد أن يلقيه هناك”، مضيفاً أن رسالة ترمب إلى الشرق الأوسط تتلخص في فكرة مفادها “يمكنني أن أجعل الأمر أسوأ بكثير بالنسبة لكم يا رفاق، أو يمكنكم التوصل إلى خطة أفضل”.

وذكر “أكسيوس”، أن ترمب خاض حملته الانتخابية على أساس إنهاء الحروب الخارجية، لكنه ترك الباب مفتوحاً، الثلاثاء، لإرسال قوات أميركية إلى غزة “إذا لزم الأمر”. ولم يذكر ما الذي يمكن فعله بشأن “حماس”، التي تظل قوة في غزة وقد جندت ما بين 10 آلاف و15 ألف مقاتل منذ بداية الحرب، وفقاً للاستخبارات الأميركية.

ويشير الموقع الأميركي، إلى أن الدائرة المقربة من ترمب داخل الحزب الجمهوري، تسعى إلى وضع إطار حول أكثر تحركات ترمب دراماتيكية أو تصريحاته العامة، لكن الجميع في الداخل يعرفون أن ترمب يشعر بالثقة الكاملة، وعدم التقييد، والتحرر في قول واقتراح أي شيء يخطر بباله.

ويرى موقع “أكسيوس”، أن اقتراح غزة عبارة عن تصادم بين ثلاث وجهات نظر خاصة لترمب، فهو “يعتقد أولاً أن التوصل إلى اتفاق سلام كبير، مع السعوديين أساساً، أمر ممكن”، بالإضافة إلى أنه “تأثر حقاً بحجم الدمار الذي لحق بغزة، ثم إدراكه أن إعادة إعمارها قد يستغرق عقوداً من الزمن”، على حد وصف الموقع.

“لكن يبدو أن ترمب يقوض آماله في التوصل إلى صفقة أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط. فقد غضب السعوديون من فكرة ترمب، وادعائه أنهم سيقبلون صفقة لا تشمل دولة فلسطينية”، وفق “أكسيوس”.

كانت الخارجية السعودية، أكدت، الأربعاء، أن موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية “راسخ وثابت ولا يتزعزع، وليس محل تفاوض أو مزايدات”، و”سبق إيضاحه للإدارة الأميركية السابقة والإدارة الحالية”.

وقالت الوزارة، في بيان، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “أكد هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال خلال الخطاب الذي ألقاه في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى في 18 سبتمبر الماضي، حيث شدد على أن المملكة لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *