اخر الاخبار

خطة طارئة لحماية المقابر الجماعية ومرافق الاحتجاز

منصور العمري

رسالة مفتوحة إلى السلطات السورية والمنظمات والجهات المعنية.

كما تعلمون، تشكل مرافق الاعتقال ومقرات أجهزة الأمن السورية والمقابر الجماعية مصادر أساسية لا بديل عنها للمحاسبة والعدالة بما فيه معرفة الحقيقة وتعويض الضحايا وتوثيق السردية التاريخية للأجيال القادمة.

لكن هذه الأهداف الكبيرة تتطلب جهودًا كبيرة وجهات تنفيذية عديدة، وسنوات وربما عقود لإنجازها. لذلك، ونظرًا للطبيعة العاجلة لبعض الخطوات التي يجب تنفيذها بأسرع وقت ممكن، ينبغي وضع وتنفيذ خطة طارئة لحماية مرافق الاحتجاز ومواقع المقابر الجماعية في سوريا وحفظها لحين بدء العمل عليها من قبل الجهات المعنية.

تشمل هذه الخطة:

I. المقابر الجماعية

رغم أن عملية تحلل الجثث تبدأ في غضون دقائق من الوفاة، ولكن قد يستغرق التحلل الكامل سنوات وربما أكثر، تبعاً لعديد من المتغيرات. تؤثر عدة عوامل في سرعة ومدى تحلل الجثث، ويختلف تأثيرها وفترة تحلل الجثث تبعًا لعدة عوامل من بينها الظروف الجوية، كالحرارة والرطوبة وتوافر الأكسجين، وأيضًا نوع التربة وتواجد الحشرات، وكيفية الدفن وعمق الدفن، وإن كان الجثث مرتدية ملابسًا أم لا، وإن كانت متلاصقة أم لا، وإن كان الجثة مصابة بجروح مفتوحة، وغيرها.

  • يمكن للحد من تحلل الجثث – وكإجراء إسعافي عاجل وضروري- إنشاء سقوف فوق المقابر الجماعية للحد قدر الإمكان من المطر، ولاحقًا من حرارة الشمس.
  • يجب تأمين المقابر ضد دخول الحيوانات التي قد تعبث بالجثث.

II. التأمين

تشمل خطوات التأمين تنفيذ تدابير أمنية لمنع الوصول غير المصرح به أو الحفر أو تدمير الموقع أو الإضرار به بأي شكل، وتشمل:

  • وضع السياج واللافتات لتحديد حدود الموقع بوضوح.
  • المراقبة المنتظمة للموقع للكشف عن أي اضطرابات أو خروق أمنية.
  • تخصيص أفراد الأمن: للحراسة ومنع الوصول غير المصرح به، وتدريبهم على التعامل مع الزوار.
  • عدم تحدث الحرس مع الصحافة أو غيرها، وترك أمر التصريحات وإعطاء المعلومات للمتحدثين الرسميين.
  • وضع كاميرات مراقبة دائمة لمحيط الموقع وللمدخل من بين أماكن أخرى.

III. الزيارات

تعتمد إمكانية الزيارة على طبيعة الموقع عمومًا، ويجب أن تكون بعض المواقع المناسبة مفتوحة لمختلف الجهات، بشرط أن تكون هذه الزيارات منظمة وتراعي حساسية وهشاشة هذه المواقع:

  • في بعض المواقع المختارة، يجب أن تكون الزيارة مفتوحة ومنظمة للصحافة المحترفة والمسؤولة، والمنظمات المحلية والدولية، والجهات القانونية المعنية، والسياسيين.
  • يجب تخصيص ممشى واحد للزوار وتغطيته بأرضية مناسبة، وضمان عدم تأثير حركة الزوار على الموقع وموجوداته.
  • يجب إجراء معالجة طارئة للوثائق المبعثرة والمبللة أو المحروقة أو العفنة أو الممزقة أو المشوهة أو المتسخة بما يتوافق مع معايير حفظ الأدلة القانونية، وجمع الوثائق القابلة للتلف من قِبل فريق قانوني لتنفيذ عملية الجمع بما يتوافق مع شروط حفظ الأدلة.
  • تحسين ظروف التهوية في الأماكن المغلقة.
  • زيارة دورية خبيرة لتفقد الظروف في المرفق.
  • توعية الأهالي بضرورة حماية المواقع والوثائق لحماية حقوقهم.

IV. التوثيق العاجل

ينبغي إجراء توثيق مرئي كامل من قبل محترفين قانونيين، يتضمن فريق يصور كل سمات الموقع من المحيط إلى المدخل ثم الاسقف والأرضيات، والموجودات على حالها.


*منصور العمري، مدافع سوري عن حقوق الإنسان وباحث قانوني. حاصل على درجة الماجستير في العدالة الانتقالية والصراع من جامعة إيست لندن. يعمل العمري مع منظمات حقوقية دولية وسورية لمساءلة مرتكبي الجرائم الدولية في سوريا. في عام 2012، اعتُقِل العمري وتعرض للتعذيب من قِبل الحكومة السورية لمدة 356 يوما لتوثيقه فظائعها أثناء عمله مع المركز السوري للإعلام وحرية التعبير كمشرف على مكتب المعتقلين.

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *