خطر يهدد كل أوروبا.. تعرف على نظام Iskander-1000 الروسي
تعمل روسيا على ابتكار أنظمة واستراتيجيات قتالية جديدة تساهم في تحقيق التوازن في أوروبا، ويعد من أبرز أسباب تقدم روسيا في هذا الإطار، نظام الصواريخ الباليستية الجديد Iskander-1000.
وتعلمت روسيا طوال الحرب الدائرة في أوكرانيا، دروساً قيمة من الصراع في القرن الحادي والعشرين، وبدأت تكييف قواتها مع عصر الحرب الجديد، وبعد ما يقرب من 3 سنوات من الحرب، إذ زادت قوة الجيش الروسي، على الرغم من مزاعم مصادر غربية بحدوث العكس، بحسب مجلة The National Interest.
واعترف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، مارك روته، الشهر الماضي، ضمناً بتنامي القوة الروسية، لافتاً إلى أن موسكو قادرة على إنتاج المزيد من الموارد خلال 3 أشهر أكثر مما تستطيع القاعدة الصناعية الدفاعية للحلف إنتاجه في عام واحد.
ويعتبر التكيف في الحرب أمر بالغ الأهمية، ففي أوقات السلم، لا يحدث سوى القليل من التكيف، ولكن في خضم الحرب، تتغير العلوم والتكنولوجيا والتكتيكات التي تدعم صناعة الحرب بسرعة.
ويفوز الجانب الذي يتكيف بشكل أسرع مع هذه التغييرات.
وفي حين أن الناتو، “ليس أكثر من وكيل في الصراع الأوكراني”، على حد وصف المجلة، فإن روسيا تشارك بشكل مباشر، وتعلمت من الصراع على النحو اللائق.
وفي أعقاب التغيرات السريعة التي طرأت على الأراضي في الأسابيع الأولى من الغزو، تحولت الحرب إلى حد كبير إلى معركة استنزاف في شرق أوكرانيا.
ومع تزويد الولايات المتحدة، وشركائها في الناتو، أوكرانيا، بالأسلحة، بذلت كييف قصارى جهدها لنشر تلك الأصول ضد موسكو بطرق جديدة.
وتصب ديناميكيات الصراع في صالح روسيا، بعدما جرى حشر أوكرانيا في حرب استنزاف تتواجه فيها القوات العسكرية الروسية الأكبر حجماً مع القوات العسكرية الأوكرانية الأصغر حجماً.
وعلاوة على ذلك، جمعت روسيا بين منهجيتها الكلاسيكية في حرب الاستنزاف، وحملات التطويق الشاملة الموجهة ضد أهداف محددة في أوكرانيا.
“أنظمة قتال مذهلة”
وتعمل روسيا الآن على تطوير ونشر أنظمة “تقلب تماماً استراتيجية الدفاع التقليدية التي يتبناها حلف شمال الأطلسي في التعامل مع أوروبا” على نطاق أوسع، وفق مجلة The National Interest.
ويبدو أنه على حلف شمال الأطلسي، أن يبتكر بسرعة تدابير مضادة وقدرات جديدة لاستعادة الردع المفقود، ويرجع هذا إلى حد كبير إلى الطريقة التي أدى بها حلف شمال الأطلسي إلى تفاقم حرب أوكرانيا بمساعداته التي تبدو دون حدود.
وتعتبر إحدى الطرق العديدة التي تقدمت بها روسيا، تعود لنظام الصواريخ الباليستية الجديد Iskander-1000، ويستمد النظام الروسي تسميته من حقيقة أن مداه يصل إلى 1000 كيلومتر، وهو نظام مطور من نظام Iskander-M الذي استخدمه الجيش الروسي لفترة طويلة.
ويزعم الروس أنه بالإضافة إلى مداه الأطول، فإن Iskander-1000 الجديد أكثر دقة أيضاً، وصُممت صواريخ Iskander-M للتهرب من دفاعات صواريخ حلف شمال الأطلسي وتوفير قدرات الضرب التقليدية والنووية.
وتعزز صواريخ Iskander-1000 هذه القدرات بكل الطرق.
وبداية من أشهر الصيف الأولى من عام 2024، بعد عامين من حرب أوكرانيا، بدأت روسيا عرض صواريخ Iskander-1000 في العروض العسكرية الروسية للاحتفال بالذكرى الـ 78 لموقع اختبار الصواريخ كابوستين يار.
يتشابه النظام الصاروخي الروسي الجديد في العديد من السمات مع الصاروخ الأقدم 9M723 Iskander-M من حيث الشكل، لكن هناك اختلافات عن شقيقه الأكبر، إذ يتميز Iskander-1000 بشحنة وقود صلبة متزايدة، ومحرك أحدث، وأنظمة أفضل للتحكم في الطيران والتوجيه.
وتؤدي كل هذه القدرات الجديدة إلى منح الصاروخ مداه الموسع القوي، وهو ما يقرب من ضعف مدى Iskander-M.
صاروخ بعيد المدى قادر على المناورة
وفي حين ركز كثيرون على المدى الموسع المثير للإعجاب لصاروخ Iskander-1000، فإن دقته يجب أن تكون موضع قلق بين المحللين العسكريين الغربيين، بحسب مجلة The National Interest.
وزود علماء موسكو Iskander-1000 بنظام توجيه يعمل بالقصور الذاتي المستقل INS الجديد، مكملاً بنظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية الذي يوفره منافس روسيا الأصلي لنظام تحديد المواقع العالمي GPS الأميركي، نظام GLONASS.
وفوق كل ذلك، برمج الروس نظام التوجيه لاستخدام الرادار خلال المراحل النهائية من رحلة Iskander-1000، ما يمنحه احتمال خطأ دائري يبلغ حوالي 5 أمتار، بمعنى أنه “نادراً ما يخطئ السلاح هدفه”.
وحسب الروايات الروسية، فإن صاروخ Iskander-1000 قادر على المناورة بشكل جذري بسرعات عالية خلال مرحلته النهائية، وكل هذا في حين يطلق صواريخ وهمية من المرجح أن تعيق أي نظام دفاع جوي مصطف ضده.
وقالت The National Interest، إنه يجب تصديق الروس هذه المرة بأنهم يمتلكون “نظاماً يقلب ديناميكيات الأمن الإقليمي رأساً على عقب”.
وبمدى يصل إلى 1000 كيلومتر، يستطيع صاروخ Iskander-1000 الوصول إلى أهداف في عمق أراضي حلف شمال الأطلسي بأمان من الأراضي الروسية، أو من الجيب الذي تسيطر عليه روسيا في كالينينجراد.
ويبدو أن الصاروخ مصمم بشكل مثالي لتدمير طائرات F-16 الحربية التي سلمها حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا، وإذا أصبحت روسيا ذات اليد العليا في أوكرانيا، فربما تجد الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف الضعيفة والمعزولة نفسها في مواجهة روسيا أقوى وأكثر غضباً؛ مما كانت عليه قبل بدء الحرب.
يعتمد الصاروخ على نظام الصواريخ الباليستية 9K720 Iskander-M، الذي يبلغ مداه حتى 1000 كيلومتر، أي ضعف المدى الحالي لـ Iskander-M.
ويأتي تطوير Iskander-1000 في أعقاب تقارير تشير إلى تحسينات لكل من صواريخ Iskander وKinzhal من أجل مدى أكبر ورؤوس حربية أكثر قوة وقدرات محسنة للتهرب من الدفاعات الجوية، وذلك وفقاً لموقع Army Recognition.
وتتماشى هذه التطورات مع رد روسيا على الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة بعدما أعلنت الولايات المتحدة عن خطط في يوليو الماضي، لنشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا.
تصميم كلاسيكي ومحرك محدث
وتوقعت تقارير أن يحتفظ صاروخ Iskander-1000 بالتصميم الكلاسيكي لصواريخ 9M723-1/K5 ولكن مع زيادة بنسبة 10-15% في حجم شحنة الوقود الصلب، فضلاً عن محرك محدث ونظام تحكم معزز ورأس حربي منقح.
ويرجح أن يتميز هذا الصاروخ الباليستي الروسي الجديد، بنظام مستقل للتوجيه بالقصور الذاتي، فضلاً عن تزويده بالملاحة عبر الأقمار الصناعية، وربما التوجيه بالرادار بناءً على خريطة تضاريس المنطقة المستهدفة خلال المرحلة النهائية من الرحلة.
ولتسهيل نشره، يتوقع أن يتم إطلاق صاروخ Iskander-1000 باستخدام قاذفات Iskander القياسية، والتي تشترك في أوجه التشابه الهيكلية مع صاروخ 9M723 الباليستي من نظام الصواريخ التكتيكية Iskander.
ويتوقع أن يكون نظام الدفع عبارة عن محرك صاروخي يعمل بالوقود الصلب مشابهاً لصاروخ 9M723، ولكنه أكبر حجماً، وربما يستخدم نوعاً جديداً من وقود الصواريخ عالي النبض، ربما يعتمد على الأوكتوجين، مع نبض محدد يصل إلى 480 وحدة.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن الوقود الجديد قادر على دفع الصاروخ إلى سرعات تتراوح بين 2700 و 3100 متر في الثانية، وإيصال رؤوس حربية شديدة الانفجار أو عنقودية يصل وزنها إلى 350 كيلوجراماً لمسافات تتراوح بين 900 و1000 كيلومتر، أو رؤوس حربية أخف يصل طولها إلى 1250-1300 كيلومتر.
ويحتوي الصاروخ على نظام تحكم ديناميكي غازي ودفة هوائية للمناورة، مع قدرات تحميل زائدة تصل إلى 25-30 وحدة، ويتضمن نظام INS وComet-P8 GLONASS/GPS أو نظام حرب إلكترونية X/J/Ka-band.
وتعتبر ميزة التعديل الجديد لصاروخ Iskander مقارنة بأنظمة أخرى مثل Mig-31K التي تحمل صواريخ باليستية من طراز Kinzhal التي تطلق من الجو هي قدرته على تقليل أوقات الكشف والاستجابة بشكل كبير.
وتولد محركات الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب في صاروخ Iskander-1000 شرارات متباينة الحرارة لا يمكن رؤيتها إلا أثناء مراحل الطيران النشط، ما يوفر وقت تحذير أقصر يتراوح من 2 إلى 7 دقائق، اعتماداً على مسافة الهدف، ما يعقد جهود الاعتراض من قبل أنظمة الدفاع الجوي مثل Patriot.