قال وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، إن شركات تركية فازت بمناقصة لتجديد وتوسيع مطار دمشق الدولي، مشيرًا إلى أن مشاريع مشابهة تُبحث أيضًا في مدينة حلب.

وأوضح أورال أوغلو، خلال زيارة إلى ولاية إغدير التركية، الجمعة 22 من آب، أن سوريا بحاجة إلى مشاريع واسعة في مجالي البنية التحتية والفوقية، معتبرًا أن التمويل يمثل العقبة الأساسية أمام تنفيذ هذه الخطط، وأن أي خطوات مستقبلية تعتمد على توفير مصادر دعم مالي كافية من المجتمع الدولي.

وتطرّق الوزير التركي إلى مساعي إعادة تفعيل خط السكك الحديدية بين مدينة غازي عنتاب التركية ومدينة حلب السورية، الذي توقف عن العمل وتعرض لتدمير كامل خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن المشروع يحتاج إلى تمويل يُقدّر بنحو 120 مليون دولار.

وأكد أن بلاده تجري مباحثات مع الجانب السوري لتأمين التمويل بالتعاون مع مؤسسات دولية.

واعتبر الوزير أن إعادة تشغيل هذا الخط أولوية لتركيا في إطار خططها لتعزيز شبكات النقل الإقليمي، لافتًا إلى أن ربط حلب بتركيا عبر السكك الحديدية سيُسهم في تنشيط التجارة وتقليص تكاليف النقل بين البلدين.

كما أشار إلى أن جزءًا من خط سكة حديد الحجاز داخل سوريا يحتاج إلى تمويل أقل، موضحًا أن تركيا ستتولى صيانته بشكل مباشر ضمن جهودها لإحياء البنية التحتية لوسائل النقل في المنطقة.

وفي السياق ذاته، ذكّر أورال أوغلو باتفاق “التوأمة” الذي عُقد في 29 من أيار بين محافظ حلب، عزام الغريب، ورئيسة بلدية غازي عنتاب، فاطمة شاهين، بهدف تعزيز التعاون الخدمي والتنمية المشتركة.

النقل البري عبر الحدود

كشف الوزير التركي عن اتفاق مبدئي بين أنقرة ودمشق لتمكين الشاحنات من العبور مباشرة عبر الحدود، دون الحاجة إلى عمليات التفريغ وإعادة التحميل. وأوضح أن الخطوة تنتظر استكمال الإجراءات من الجانب السوري، لافتًا إلى أن العديد من المركبات في سوريا لا تخضع لمعايير السلامة والصيانة.

وبموجب الاتفاق، ستُسمح لهذه المركبات بالوصول فقط إلى المناطق الحدودية القريبة داخل تركيا، بينما ستتمكن المركبات المطابقة للمعايير من التوجه إلى دول ثالثة. وفي المقابل، ستُتاح للشاحنات التركية إمكانية العبور إلى سوريا ومنها إلى الأردن، في خطوة وصفها الوزير بأنها ستسهم في تسهيل حركة التجارة الإقليمية.

وأضاف أن اجتماعًا ثلاثيًا سيُعقد في الخريف المقبل يضم وزراء النقل من سوريا وتركيا والأردن، بهدف تنظيم العملية بشكل أكثر مهنية وتنسيقًا وفق المعايير الدولية لنقل البضائع.

ورغم الإعلان عن هذه المشاريع، لم يحدد أورال أوغلو جدولًا زمنيًا لبدء التنفيذ، مكتفيًا بالإشارة إلى أن استكمال التمويل والتفاهمات مع الجانب السوري يمثلان شرطًا أساسيًا للمضي قدمًا.

وأكد أن سوريا ما زالت بحاجة إلى دعم واسع في مجالات النقل واللوجستيات، وأن أنقرة تسعى للقيام بدور في هذا المجال إذا توفرت الظروف المناسبة.

وارتفعت حركة الشحن البري التركي إلى سوريا بنسبة 60% في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مدفوعة بتحسن الظروف في سوريا والجهود المتجددة لإعادة فتح ممرات العبور إلى الخليج.

وقال رئيس مجلس إدارة اتحاد شركات النقل الدولية، سرفتين أراس، إن تركيا قامت بشحن ما يقرب من 113 ألف شحنة برية إلى سوريا بين كانون الثاني وأيار 2025، مقارنة بنحو 70 ألف شحنة في الفترة نفسها من عام 2024.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.