خطيب أزهري: المحتكر عدو الرحمة والدين.. ويهدد استقرار الأمة

الخميس 17 ابريل 2025 | 02:36 صباحاً
الدكتور محمود الأبيدي
في ظل تصاعد الأزمات الاقتصادية وضيق سبل العيش لدى كثير من المواطنين، حذّر الشيخ الدكتور محمود الأبيدي، أحد علماء وزارة الأوقاف وخطيبها، من خطورة تفشي ظاهرة الاحتكار، واصفًا إياها بأنها “جريمة مزدوجة” تهدد قيم الدين وتنسف أسس التراحم المجتمعي.
تصريحات الدكتور محمود الأبيدي
وأوضح الدكتور محمود الأبيدي خلال لقائه ببرنامج “فاسألوا” على قناة أزهري، أن المحتكر لا يعبث فقط باقتصاد الدولة وأرزاق العباد، بل يرتكب معصية ظاهرة، تدخل في نطاق الكبائر التي نهت عنها الشريعة الإسلامية، مستدلًا بحديث النبي ﷺ: “لا يحتكر إلا خاطئ”، مشيرًا إلى أن هذا الفعل يعكس افتقارًا إلى الضمير، وتجردًا من كل معاني الإنسانية.
وأضاف “الأبيدي” أن الاحتكار، خاصة حين يمس السلع الأساسية مثل الغذاء والدواء، يمثل اعتداءً صارخًا على حق الفقير والمحتاج، ويزرع بذور الفوضى والانهيار في جسد المجتمع، حيث يتحول المال إلى نقمة بدلاً من أن يكون نعمة، إذا جُمع على حساب الآخرين دون بركة أو ضمير.
وأشار إلى أن المحتكر يعيش في صراع صريح مع قيم الدين وروح المجتمع، مؤكدًا أن الإسلام دعا دومًا إلى التيسير لا التعسير، وإلى التعاون لا الاستغلال، وذكّر بنماذج خالدة في التاريخ الإسلامي والحديث، ضربت أروع الأمثلة في الإيثار والتقوى، على رأسها الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي رفض احتكار الطعام زمن القحط، مفضلاً الربح عند الله على المكاسب المادية، كما استشهد بسيرة رجل الأعمال الراحل الحاج محمود العربي، الذي جمع بين التجارة الناجحة والخلق الكريم، فحاز محبة الناس واحترامهم.
واختتم الدكتور محمود الأبيدي حديثه بالتأكيد على أن مواجهة الاحتكار لا تقتصر على الوعظ والإرشاد، بل تتطلب تكاتفًا من مؤسسات الدولة وأجهزتها الرقابية، إلى جانب وعي شعبي يحاصر جشع التجار ويدعم السوق النزيه، مطالبًا بمقاطعة كل من يسعى لتضخيم أرباحه على حساب آهات الجائعين والمحرومين، لأن من يبيع الرحمة من أجل المال، لا مكان له في مجتمع متماسك يبتغي رضا الله قبل كل شيء.
المصدر: بلدنا اليوم