اخر الاخبار

خفية ومستقلة.. أميركا تطور صواريخ طويلة المدى تهدد سفن الصين

تواجه الولايات المتحدة بيئة استراتيجية متغيرة بشكل كبير، فلم تعد القوة العسكرية الوحيدة ذات الامتداد العالمي، في ظل منافسة شرسة من الصين وروسيا. ويحذر خبراء ومراقبون دوليون من احتمال نشوب صراع خلال السنوات القليلة المقبلة بين الولايات المتحدة والصين، في ظل سعي بكين لغزو تايوان.

ولتحدي القوة المتزايدة للصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، طورت الولايات المتحدة صواريخ AGM-158C طويلة المدى المضادة للسفن LRASM، وذلك وفقاً لمجلة The National Interest.

وتعد إحدى أكبر المشاكل التي تعقد قدرة الجيش الأميركي على فرض قوته في المناطق المتنازع عليها في العالم هي تطور الأسلحة، مثل أنظمة منع الوصول (منع دخول المنطقة).

ومن خلال إطلاق أكبر عدد ممكن من الصواريخ على مسافات طويلة قادرة على اكتشاف السفن الحربية والقواعد الجوية الأميركية وتعقبها وتدميرها أو إتلافها، هناك فرصة حقيقية لأن تتمكن أنظمة “منع الوصول” المنافسة من إبعاد الجيش الأميركي عن المناطق التي يطمح إليها، وهذا ينطبق بشكل خاص على  النزاع بين الصين وتايوان.

“صاروخ مذهل”

تم تطوير صواريخ AGM-158C طويلة المدى المضادة للسفن (LRASM) من شركة Lockheed Martin  بالتعاون الوثيق مع وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة DARPA. 

وتوفر صواريخ LRASM قدرة قوية مضادة للسفن، مع ميزات التخفي، بالإضافة إلى أنظمة الاستهداف المستقلة، والتي يمكنها ضرب تلك الأهداف على مسافات بعيدة جداً.

ونظراً لتركيزه على تدمير الأهداف البحرية من مسافات أبعد من الأنظمة الأميركية الأخرى، فإن هذا يشكل دليلاً إيجابياً على أن هذه الصواريخ صُممت خصيصاً لتحدي القوة الصينية المتزايدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وتوجد العديد من الميزات الفريدة المدمجة في LRASM من بينها الاستهداف المستقل، ما يعني أن السلاح يمكن أن يعمل بأقل قدر من الدعم الخارجي أو المدخلات.

وبمجرد إطلاقه، يمكن لـ LRASM التنقل إلى منطقة الاستهداف باستخدام مزيج من التوجيه GPS/INS المقاوم للتشويش، وباحثي الأشعة تحت الحمراء التصويرية، وتدابير الدعم الإلكتروني السلبي.

وتعني الاستقلالية في LRASM أن الصاروخ يمكنه العمل في بيئات متدهورة إلكترونياً، وهو ما يعد من بين الأصول الرئيسية في أي  قتال محتمل بشأن تايوان أو للسيطرة على بحر الصين الجنوبي مع بكين.

وركز مصممو صاروخ LRASM على التكنولوجيا التي لا يمكن ملاحظتها بسهولة، فقاموا بتقليص المقطع الراداري للصاروخ للتهرب من الدفاعات المعادية المتطورة.

ويمكن للصاروخ أن يحلق على ارتفاع متوسط ​​قبل أن يهبط باتجاه سطح البحر، ما يجعل اكتشافه واعتراضه أكثر صعوبة.

ويمكن للصاروخ تجنب العوائق وتكييف مسار طيرانه لجعله أكثر فتكاً مما هو عليه بالفعل، حتى في مواجهة الدفاعات الصينية المتطورة بشكل متزايد.

قدرات فتاكة

احتفظ البنتاجون بتفاصيل الصاروخ سرية، ولكن من المعتقد أن مدى صاروخ LRASM أكبر من مدى صاروخ Harpoon التابع للبحرية الأميركية، ما يزيد على الأرجح من منطقة الاشتباك المحتملة بمقدار 230 ميلاً.

وفي حين أن هذا المدى الموسع يزيد من قوة فتك صاروخ LRASM مقارنة بالأنظمة الأقدم، مثل Harpoon، إلا أن هذا السلاح تم تطويره خصيصاً لأن طرق الهجوم الأخرى قد تم إغلاقها من خلال الدفاعات المبتكرة للمخططين العسكريين الصينيين.

ويعتقد أن صاروخ LRASM، قادر على تدمير أهداف كبيرة، مثل حاملات الطائرات أو طرادات الصواريخ الموجهة، والتي تبنيها الصين بأعداد كبيرة.

ويمكن إطلاق LRASM من مجموعة متنوعة من المنصات الأميركية، وخاصة B-1B Lancer، و F/A-18E/F Super Hornet، و F-35 Lightning II، و P-8A Poseidon ما يجعل هذا السلاح “إضافة رائعة” إلى ترسانة أميركا المستنفدة، وذلك وفقاً لـThe National Interest.

وإذا أمكن بناء ما يكفي من هذه الأنظمة، نظراً لإمكانية إطلاقها من مجموعة متنوعة من المنصات الأميركية، فإن إطلاق هذه الأسلحة في وقت واحد من منصات متعددة قد يعقد بشكل كبير قدرة الجيش الصيني على الدفاع عن سفنه المستهدفة بهذا السلاح الأميركي الجديد.

وستدور أي معركة مع الصين حول كميات السلاح، بعدما أظهرت بكين بالفعل التزامها بمفهوم الكمية.

وقالت المجلة الأميركية، إن الولايات المتحدة وحلفاءها أثبتوا في الحرب العالمية الثانية أن أعداداً هائلة من الأنظمة الأقل تكلفة في التصنيع والأقل تقدماً يمكنها في كثير من الأحيان أن تهزم جيشاً يمتلك أنظمة أقل عدداً ولكنها أكثر تقدماً.

وكان مصممو صاروخ LRASM يعتزمون أن يعتمد السلاح بشكل أكبر على الدقة وليس الكتلة. وفي هذه المرحلة، تحتاج الولايات المتحدة إلى كليهما عندما يتعلق الأمر بنظام مثل AGM-158C LRASM.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *