فشل الاتحاد الأوروبي في الاتفاق على خطة مناخية ملزمة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مدى العقد المقبل، وذلك قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، حيث وقّعت الدول الأعضاء المنقسمة على “بيان نوايا” بدلاً من ذلك، حسبما أوردت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
وأعلن وزراء البيئة من دول الاتحاد السبع والعشرين، الخميس، أنهم سيحاولون خفض الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 66.3% و72.5% بحلول عام 2035، مما وجه ضربة موجعة لآمال قيادة الاتحاد الأوروبي في قمة الأمم المتحدة للمناخ في البرازيل والمقررة في نوفمبر المقبل.
كما يتفاوض الوزراء على هدف عام 2040، نحو تعهد متفق عليه بتحقيق انبعاثات “صفرية صافية” بحلول عام 2050.
وسيتعين عليهم الاتفاق على خطة ملزمة قانوناً، تُعرف باسم “المساهمة المحددة وطنياً” (NDC)، قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين في أقل من ثمانية أسابيع.
وتتصدر بريطانيا هذه المساعي بتحقيق هدف 81% من مستويات انبعاثاتها القصوى لعام 1990، بينما التزمت أستراليا، الخميس، بخفض يصل إلى 70% من مستويات عام 2005.
حل وسط
ودافعت الدنمارك، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، عن هذا الحل الوسط (بيان النوايا).
وقال وزير المناخ الدنماركي، لارس آجارد: “نواصل وقوفنا متحدين وسنتحدث بصوت واحد وواضح في الأمم المتحدة. هذا يُظهر إرادة الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء في إيجاد حلول وتعزيز العمل المناخي العالمي”.
وقالت شيرلي ماثيسون، من الصندوق العالمي للطبيعة، وهي مؤسسة خيرية بيئية إن “بيان النوايا هذا هو بمثابة استعراض دبلوماسي على مستوى أولمبي، وهو أداء مصمم لتجنب إحراج الوصول إلى مؤتمر الأطراف خالي الوفاض”.
وقالت ماثيسون: “عندما يتعلق الأمر بطموحات المناخ، لا ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يكتفي بالتنافس، بل يجب أن يضع سقفاً عالياً”.
واعتبرت الصحيفة البريطانية، أنه مع تطلع العديد من الدول إلى أوروبا لاتخاذ قرار بشأن مساهماتها المحددة وطنياً، شكلت هذه فرصة ضائعة للاتحاد الأوروبي لرفع مستوى التزامه وإلهام الآخرين للسير على خطاه.
وكان العام الماضي الأكثر حرارةً على الإطلاق عالمياً، وأوروبا هي أسرع القارات احتراراً.
اختلاف في الأهداف
لكن مفوض المناخ الأوروبي، فوبكي هوكسترا، تجاهل الانتقادات. وقال إن الاتحاد الأوروبي “يستطيع أن يذهب إلى نيويورك الأسبوع المقبل بثقة وبنطاق طموح حقاً مقارنة بأي معيار دولي… أعتقد أننا نستطيع القول بثقة إننا ما زلنا على مسار الطموح عالمياً”.
وأيده سيمون ستيل، كبير مسؤولي المناخ في الأمم المتحدة، الذي أضاف أنه على الاتحاد الأوروبي أن يسعى إلى “تحقيق أقصى حد” للتوصل إلى اتفاق.
وقال: “إذا تحققت هذه الأهداف بسرعة وعلى نطاق واسع، فسيكون لدى الاتحاد الأوروبي مكاسب كبيرة”.
وأضاف: “لن يقتصر دور الاتحاد الأوروبي على كونه رائداً عالمياً في مجال تغير المناخ والطاقة النظيفة فحسب، بل كلما زادت الإجراءات المتخذة، زادت استفادة القارة، مع نمو اقتصادي أقوى وصناعات جديدة مزدهرة مدعومة بطاقة أرخص وأنظف”.
لكن قادة الاتحاد الأوروبي يتعرضون لضغوط مع تصاعد قوى اليمين المتطرف، الذي أصبح المعارضة السياسية الرئيسية في العديد من بلدان التكتل، إذ يتصدر وقف التحول إلى الطاقة الخضراء أجندته، بدعوى ارتفاع تكلفته على الشركات والمواطنين.
وأثارت فرنسا وألمانيا وبولندا ودول أخرى، نقاشاً حول هدف الاتحاد الأوروبي للمناخ لعام 2040، بعد أن اقترحت المفوضية الأوروبية خفضاً بنسبة 90%.
وسيناقش قادة الاتحاد الأوروبي هذا الأمر في قمة يومي 23 و24 أكتوبر المقبل.
ويريد العديد من القادة الأوروبيين، مزيداً من المرونة في تحقيق الهدف، وهدف صافي الصفر بحلول عام 2050. ويشمل ذلك زيادة استخدام التعويضات مثل زراعة الأشجار وإعفاء قطاعات مثل الدفاع.