“خيانات لم يرتكبها أحد”.. تاريخ الطائفة العلوية في سوريا

يتناول الكاتب والصحفي السوري محمد ديبو، في روايته الجديدة “خيانات لم يرتكبها أحد”، التي صدرت في آذار الماضي عن دار “رياض الريس”، محوري مفهوم الخيانة، وتاريخ الطائفة العلوية في سوريا، وكيف استغل نظام الأسد الطائفة لمصلحة البقاء في السلطة.
يناقش الكاتب أحداثًا امتدت على مدار مئة عام من تاريخ سوريا الحديث، مع عودة جزئية إلى الماضي، مسلطًا الضوء على ما تعرض له العلويون عبر التاريخ من مجازر وتهجير، تركت آثارها بوضوح في وعيهم وخوفهم الدفين من نظام الأسد الذي استغلهم.
مسارات الرواية
ثمّة ثلاثة مسارات في الراوية، تتشابك مع بعضها، الأول يعرض تاريخ أسرة مريم، بدءًا من الجد الذي كان رجل دين وقاتل في صفوف ثورة الشيخ صالح العلي ضد الفرنسيين، إلى الجفاء الذي ساد بين أبيها أحد مؤسسي حزب “البعث”، وعمها السجين السياسي والمعارض للنظام السوري السابق.
المسار الثاني، يسلط الضوء على مسار البلد بين ثمانينيات القرن الماضي، عندما حدثت انتفاضة مسلحة قادها الإسلاميون ضد النظام وبين الثورة السورية عام 2011.
بينما يسلط المسار الثالث الضوء على رحلة مريم الطويلة لمعرفة سر مقتل أخيها، ضمن سياق روائي يتعرض للتقاطع الطبقي والديني والسياسي والاقتصادي للتاريخ السوري الحديث، قبل أن تصل إلى نهايات غير متوقعة.
خصوصية الرواية
الكاتب محمد ديبو، قال ل، إن خصوصية الرواية تنطلق من موقف شخصي عام 2011 في سوريا، عندما تعرض للاعتقال في عهد نظام الأسد.
فبعد خروجه من المعتقل، توجه إلى قريته ليرى الأهالي يكتبون على جدران القرية، “الخائن العميل محمد ديبو”، ومن هذا الموقف بدأ الكاتب البحث في مفهوم الخيانة، إذ تطرق إليه في روايته كمحور أساسي.
بدأ ديبو بكتابة روايته عام 2020، واستغرقت خمس سنوات لإنجازها، بعد أن تبحر في قراءة كتب ومراجع عن تاريخ الطائفة العلوية، والأقليات في سوريا، وقراءة مئات الشهادات لمعتقلين سياسيين سابقين.
“آمل في روايتي أن يصل القارئ لفكرة أن صفة الإنسانية والإجرام لا ترتبط بطائفة معيّنة كما يروّج له خطاب الكراهية عبر (السوشيال ميديا)، ويجب فصل إجرام النظام السابق عن الطائفة”، يقول الكاتب ديبو.
من محمد ديبو؟
روائي وشاعر وصحفي سوري، ولد عام 1977 في محافظة طرطوس، وشارك في المظاهرات السلمية بمدينة بانياس مع انطلاق الثورة السورية، ليتم اعتقاله على إثر ذلك في آذار 2011.
صدر له في العام 2014 كتاب “كمن يشهد موته”، ضمن سلسلة شهادات سورية، كما ينشط بالكتابة في قضايا الاقتصاد والطائفية، ونال عدة جوائز منها جائزة “نيلسون مانديلا” 2007، وجائزة “دمشق عاصمة الثقافة العربية” 2008.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي