داعية إسلامي: الصيام مدرسة روحية لتهذيب النفس وتقوية الإرادة

الاثنين 17 مارس 2025 | 02:22 صباحاً
الشيخ علاء جمال
يُعد الصيام من العبادات التي تجمع بين البعد الروحي والجسدي، إذ لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يمتد ليكون وسيلة لتزكية النفس، وتقويم السلوك، وتعزيز الإرادة، فهو بمثابة تدريب عملي للإنسان على الصبر، وكبح الشهوات، وتطهير القلب من شوائب الحياة.
وخلال إحدى حلقات برنامج “فاسألوا” الذي يُبث على قناة “أزهري”، تحدث الشيخ علاء جمال، الداعية الإسلامي، عن مراتب الصيام التي تتفاوت بين الناس وفق مدى التزامهم وجهادهم لأنفسهم في سبيل الله.
وأوضح أن المرتبة الأولى تُعرف بـ “صيام العوام”، وهو الحد الأدنى الذي يقتصر على الامتناع عن المفطرات، لكنه لا يمنع صاحبه من الانشغال بأمور الدنيا، أما “صيام الخواص”، فيرتقي بالمسلم إلى مستوى أعلى، حيث لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يشمل ضبط الجوارح، كحفظ السمع والبصر واللسان، والابتعاد عن المعاصي مثل الغيبة والنميمة.
وأكد أن أسمى درجات الصيام، فهي “صيام خواص الخواص”، وهو مرتبة أولياء الله والأنبياء، حيث يخلص القلب لله تمامًا، ويتجاوز صاحبه كل الارتباطات الدنيوية ليحيا في أجواء روحانية سامية، لا يشوبها سوى السعي إلى رضوان الله.
وأشار الشيخ علاء جمال إلى أن بلوغ أعلى مراتب الصيام ليس أمرًا مستحيلًا، بل يتطلب مجاهدة النفس، والإكثار من العبادات، واستثمار هذا الشهر المبارك في التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، كما أكد أن الله خلق الناس متفاوتين في درجاتهم الإيمانية، لكن بإمكان كل فرد أن يسعى للارتقاء بمكانته من خلال الالتزام بمنهج الإسلام والسير على خطى الصالحين.
واستشهد الداعية الإسلامي برؤية الإمام أبو حامد الغزالي، الذي أكد أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام، بل هو مدرسة روحية تهدف إلى تهذيب النفس، وتقوية الإرادة، وإبعاد الإنسان عن المحرمات، حيث يبلغ الصائم أعلى المراتب حين يصبح قلبه حاضرًا مع الله في كل لحظة.
واختتم حديثه بدعوة المسلمين إلى اغتنام شهر رمضان في العبادة، والابتعاد عن كل ما يشتت القلب، مشددًا على أن الصيام فرصة ذهبية لتنقية الروح، وتهذيب السلوك، والوصول إلى مراتب الإيمان الحقيقية.
المصدر: بلدنا اليوم