اخر الاخبار

دراسة: التعرض للأحداث الصادمة يزيد الإصابة باضطرابات الأكل

كشفت دراسة حديثة عن وجود علاقة واضحة بين التعرض للأحداث الصادمة وزيادة خطر الإصابة باضطرابات الأكل، كما ارتبطت بعض العوامل الاجتماعية والديموغرافية مثل المستوى التعليمي، والجنس، والمنطقة، والعمر، بزيادة احتمال الإصابة باضطرابات الأكل.

وأظهرت الدراسة نُشرت في مجلة Brain and Behavior التي شملت 580 بالغاً، بما في ذلك 320 ذكراً و260 أنثى، تم اختيارهم عبر الإنترنت، أن الأفراد الذين تعرَّضوا لأحداث صادمة كانوا أكثر عُرضة للمعاناة من اضطرابات الأكل بمختلف أشكالها، بما في ذلك القلق بشأن الأكل والوزن وشكل الجسم، بالإضافة إلى السلوكيات الغذائية المقيدة.

وتُعرف اضطرابات الأكل بأنها حالات نفسية خطيرة تتميز بسلوكيات غير طبيعية في تناول الطعام وعلاقة مضطربة مع الطعام وصورة الجسم، وتشمل أنواعاً رئيسية مثل فقدان الشهية العصبي وهو الامتناع الشديد عن الأكل، والنهم العصبي والذي يظهر في صورة نوبات أكل متبوعة بتطهير، واضطراب نهم الطعام كالاستهلاك المفرط دون تحكم.




ولا تقتصر هذه الاضطرابات على العادات الغذائية فحسب، بل تمتد آثارها المدمرة إلى جوانب الصحة الجسدية والنفسية كافة، إذ يمكن أن تسبب سوء التغذية الحاد، وفشل الأعضاء، وهشاشة العظام، واضطرابات القلب، وحتى الوفاة في الحالات الشديدة.

وترتبط اضطرابات الأكل بالاكتئاب الحاد، والقلق، وإيذاء الذات، وانخفاض جودة الحياة وتكمن خطورتها في أنها غالباً ما تُهمل أو تُعتبر خياراً شخصياً، بينما في الواقع هي أمراض نفسية معقدة تتطلب تدخلاً طبياً متخصصاً، خاصة في المجتمعات التي تعاني من صدمات جماعية مثل المجتمع الفلسطيني، حيث قد تُستخدم كآلية غير صحية للتعامل مع الضغوط النفسية المزمنة.

وكشفت النتائج أيضاً عن تأثير العوامل الاجتماعية والديموغرافية في زيادة احتمالية الإصابة بهذه الاضطرابات، حيث سجلت النساء معدلات أعلى مقارنة بالرجال، كما ظهرت الاضطرابات بشكل أكبر بين الشباب مقارنة بكبار السن، وبين الأفراد ذوي المستويات التعليمية المنخفضة مقارنة بأصحاب المؤهلات العليا.

ولاحظ الباحثون أن سكان مخيمات اللاجئين الفلسطينيين كانوا أكثر عُرضة للإصابة من سكان المدن والقرى.

خدمات الصحة النفسية

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، فايز محاميد، من جامعة النجاح الوطنية إن “التدخلات النفسية قد تساعد في تقليل اضطرابات الأكل ومعالجة التحديات الصحية النفسية في المجتمع الفلسطيني، الذي يتميز بارتفاع معدلات الأحداث الصادمة والصراع السياسي المستمر”.

وتأتي الدراسة في سياق بيئة فلسطينية تشهد توتراً سياسياً مستمراً وظروفاً معيشية صعبة، ما يجعلها بيئة خصبة لدراسة تأثير الصدمات المتكررة على الصحة النفسية والسلوكيات الغذائية.

وسلطت النتائج الضوء على الحاجة الملحّة لتعزيز خدمات الصحة النفسية وتطوير برامج متخصصة للتعامل مع اضطرابات الأكل في المناطق التي تعاني من صراعات مزمنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *