دراسة: الميكروبلاستيك قد يزيد الإعاقة لدى سكان السواحل

أظهرت دراسة أولية أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة “الميكروبلاستيك” الموجودة في مياه المحيطات والبحار، قد تكون مرتبطة بزيادة معدلات الإعاقة بين سكان المناطق الساحلية.
والميكروبلاستيك هي جزيئات بلاستيكية دقيقة لا يتجاوز حجمها 5 مليمترات، وتنتج عن تحلل النفايات البلاستيكية الكبيرة، أو تُصنع خصيصاً بهذا الحجم لاستخدامها في منتجات مثل مستحضرات التجميل ومنظفات البشرة.
وتنتشر هذه الجزيئات في البيئات البحرية بفعل التيارات المائية، إذ تبتلعها الكائنات البحرية، ما يؤدي إلى دخولها في السلسلة الغذائية، وبسبب صغر حجمها، يصعب ترشيحها وإزالتها من المياه، ما يجعلها تهديداً بيئياً متزايداً يمكن أن يؤثر على صحة الإنسان والنظم البيئية على المدى الطويل.
الحفاظ على البيئة البحرية
تسلط الدراسة الضوء على مخاطر جديدة محتملة للتلوث البلاستيكي في المحيطات، مما يستدعي إجراء مزيد من الأبحاث واتخاذ تدابير للحد من انتشار الميكروبلاستيك في البيئة.
ولم تثبت الدراسة، التي نُشرت خلال الاجتماع السنوي الـ77 للأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب، أن الميكروبلاستيك يسبب هذه الإعاقات، لكنها وجدت علاقة واضحة بين المستويات العالية من هذه الجزيئات وانتشار الإعاقة بين السكان.
وشملت الدراسة تحليل بيانات 218 مقاطعة ساحلية في الولايات المتحدة عبر 22 ولاية، حيث صنَّف الباحثون المناطق بناء على مستويات تلوث مياه المحيط بالميكروبلاستيك.
وتبيّن أن بعض المناطق تحتوي على أكثر من 1000 قطعة بلاستيكية لكل متر مكعب من المياه، بينما كانت المناطق الأقل تلوثاً تحتوي على أقل من 10 قطع.
وبعد ذلك، قارن الباحثون بين مستويات التلوث ونسب الإعاقة لدى السكان، ووجدوا أن معدلات الإعاقة كانت أعلى في المناطق ذات التلوث المرتفع.
وأظهرت الدراسة أن في المناطق التي تحتوي على أعلى مستويات من الميكروبلاستيك، بلغت نسبة الأشخاص الذين يعانون من إعاقات في التفكير والذاكرة 15.2%، مقارنة بـ13.9% في المناطق الأقل تلوثاً، أما نسبة المصابين بإعاقات حركية، فقد وصلت إلى 14.1% في المناطق الملوثة، مقابل 12.3% في المناطق الأقل تلوثاً.
كما ارتفعت نسبة الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في العناية بأنفسهم مثل ارتداء الملابس أو الاستحمام إلى 4.2% في المناطق ذات التلوث العالي، مقارنة بـ3.6% في المناطق الأقل تلوثاً.
وبالنسبة للإعاقات المتعلقة بالعيش المستقل، مثل القدرة على التسوق أو إدارة الأموال، فقد بلغت النسبة 8.5% في المناطق الملوثة، مقابل 7.7% في المناطق الأخرى.
خطر الإعاقات العصبية
وحتى بعد الأخذ في الاعتبار عوامل مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية والتلوث الهوائي ومستوى الدخل، ظلت معدلات الإعاقة أعلى في المناطق ذات التلوث المرتفع، حيث سجلت زيادة بنسبة 9% في إعاقات التفكير والذاكرة، و6% في إعاقات الحركة، و16% في إعاقات العناية بالنفس، و8% في إعاقات العيش المستقل.
وأكد الباحث الرئيسي في الدراسة، سارجو جاناترا، أن البيئة تلعب دوراً رئيسياً في صحة الإنسان، وأن التلوث قد يكون عاملاً في زيادة خطر الإعاقات العصبية.
وأضاف جاناترا أن هناك حاجة ماسة لمزيد من الأبحاث لفهم كيفية تأثير الميكروبلاستيك على صحة الدماغ والجهاز العصبي.
وأشار الباحثون إلى أن كمية الميكروبلاستيك في مياه المحيط قد تتأثر بعدة عوامل، مثل التيارات البحرية والكثافة السكانية وأنظمة إدارة النفايات والأنشطة الصناعية، لكن لا تزال هناك تساؤلات بشأن كيفية تأثير هذه الجسيمات على صحة الإنسان، وما إذا كان التعرض الطويل لها يؤدي إلى تغيرات عصبية تساهم في زيادة معدلات الإعاقة.