اخر الاخبار

دراسة تكشف أدق اختبارات الدم لتشخيص “التصلب الجانبي الضموري”

توصلت دراسة حديثة إلى تحديد أفضل اختبارات الدم التي تساعد في تشخيص مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS) ومراقبة تطوره، والذي يصيب الجهاز العصبي، ويؤدي إلى تدهور الخلايا العصبية الحركية تدريجياً.

ويُعد التصلب الجانبي الضموري من الأمراض التي يصعب تشخيصها في مراحلها الأولى أو التنبؤ بسرعة تقدمها، ويؤكد الأطباء على أهمية توفر مؤشرات حيوية دقيقة لتشخيص المرض وتتبع مراحله المختلفة، مما قد يسهم في تحسين استراتيجيات العلاج وتقديم رعاية أفضل للمرضى.

وقال الباحثون إن وجود مؤشر حيوي فعال لا يساعد فقط في التشخيص، بل يمكن أن يكون أداة حاسمة في توقع تطور المرض، وتحديد المرحلة التي وصل إليها المريض، وتقييم استجابته للعلاجات.

وقارنت الدراسة، التي نُشرت في دورية الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب بين ثلاثة أنواع من البروتينات الحيوية في الدم لتحديد مدى دقتها في تشخيص التصلب الجانبي الضموري، حيث شملت البروتين المسؤول عن انتقال الإشارات في الخلايا العصبية والمعروف باسم سلاسل النوروفيلامين الخفيفة، والذي يظهر عند تلفها أو موتها، والبروتين الحمضي الدبقي المرتبط بعملية إصلاح الخلايا العصبية عند تعرضها للضرر، إضافة إلى بروتين تاو المرتبط بتراكم المواد المسببة لاضطرابات الدماغ مثل الزهايمر.




كما اختبر الباحثون عدة طرق لقياس مستويات البروتين الأول لمعرفة الأكثر دقة وفاعلية في التشخيص.

وشارك في الدراسة 139 شخصاً مصاباً بمرض التصلب الجانبي الضموري، بالإضافة إلى 70 شخصاً يعانون من أمراض عصبية مشابهة مثل مرض العصبون الحركي السفلي والتصلب الجانبي الأولي.

وتابع الباحثون المشاركين لنحو 3 سنوات ونصف في المتوسط للأشخاص المصابين بمرض ALS، و12 عاماً في المتوسط للأشخاص غير المصابين بالمرض، وخلال هذه الفترة، توفي 86% من المصابين بـالتصلب الجانبي الضموري، مقارنة بـ8% فقط من المصابين بالأمراض الأخرى.

نتائج واعدة

وأظهرت النتائج أن مستويات بروتين النوروفيلامين الخفيف في دم مرضى التصلب الجانبي الضموري كانت أعلى بثلاث مرات مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى.

كما أن هذا الاختبار كان الأكثر دقة، حيث تمكَّن من تشخيص المرض بنسبة تزيد على 80%، مقارنة بدقة منخفضة نسبياً للبروتين الحمضي الدبقي وبروتين تاو الفوسفوري، والتي بلغت نحو 50% فقط.

وتمكَّن الباحثون من تحديد مستوى معين من بروتين النوروفيلامين الخفيف يمكن أن يساعد في التنبؤ بالبقاء على قيد الحياة لدى مرضى التصلب الجانبي الضموري.

وخلال عام واحد، كان أكثر من 40% من الأشخاص الذين لديهم مستويات أقل من هذا الحد ما زالوا على قيد الحياة، بينما لم ينجُ أي مريض تجاوز هذا الحد.




وعلى الرغم من الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج، إلا أن تحديد مستوى البروتين كعامل لتوقع مسار المرض يمكن أن يكون مفيداً للمرضى وعائلاتهم، وكذلك للأطباء الذين يعالجونهم.

وأشار الباحثون إلى أن الحصول على معلومات أدق عن تشخيص المرض ومساره قد يساعد في تحسين استراتيجيات العلاج واتخاذ قرارات مبنية على أدلة أكثر دقة.

وتواجه الدراسة عدد من التحديات؛ من ضمنها تعميم نتائج هذه الدراسة هو أن جميع المشاركين كانوا من منطقة واحدة في فرنسا، مما قد يؤثر على إمكانية تطبيق النتائج على نطاق أوسع يشمل مرضى من خلفيات جغرافية وعرقية مختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *