دراسة: توقيت علاجات “عث الفاروا” يحدد مصير خلايا النحل
كشفت دراسة جديدة أن معدلات نفوق نحل العسل يمكن تقليلها بشكل كبير من خلال ضمان تطبيق علاجات لـ”عث الفاروا” الطفيلي في أوقات محددة.
وأظهرت الدراسة أن أكثر من ثلث المربين في إنجلترا وويلز لا يلتزمون بالإرشادات الموصى بها لتوقيت العلاج، مما يؤدي إلى تفاقم خسائر الخلايا.
ويُعد “عث الفاروا” أحد أخطر الطفيليات التي تهدد حياة نحل العسل، حيث يتغذى على يرقات النحل والعذارى عن طريق امتصاص سوائل أجسامها، مما يؤدي إلى إضعافها، وتقليل فرص بقائها على قيد الحياة.
كما يعمل العث كناقل للعديد من الفيروسات والأمراض، مثل فيروس تشوه الأجنحة، الذي يسبب تشوهات جسدية، ويقلل من عمر النحل البالغ.
ويتغذى العث أيضاً على النحل البالغ، مما يضعف قدرته على أداء مهامه داخل الخلية، مثل جمع الرحيق وحبوب اللقاح، أو رعاية اليرقات.
ومع زيادة أعداد العث داخل الخلية، تبدأ الخلية في الانهيار بسبب الإجهاد، وعدم قدرة النحل على مواجهة هذا الغزو، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج العسل وزيادة معدلات نفوق النحل.
علاج الفاروا
أظهرت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة “إكستر” البريطانية، أن توقيت العلاج يلعب دوراً حاسماً في السيطرة على أعداد العث، وحماية خلايا النحل.
واستخدم الباحثون بيانات من سجل “بيز بيز” (BeeBase)، التابع لوحدة النحل الوطنية في إنجلترا وويلز، حيث قاموا بتحليل معلومات من 4 آلاف و339 مربياً للنحل، عبر 37 مقاطعة، تغطي 18 ألفاً و700 خلية نحل في الفترة بين 2016 و2020.
ودرس الفريق البحثي أنواع علاجات “عث الفاروا” المستخدمة، وطريقة تطبيقها، وتأثير ذلك على بقاء الخلايا وإنتاج العسل.
ووجد الباحثون أن خسائر الخلايا لم تكن مرتبطة فقط بنوع العلاج المستخدم، بل أيضاً بمدى التزام مربّي النحل بالإرشادات الخاصة بتوقيت العلاج.
وأشارت النتائج إلى أن أكثر من 35% من مربّي النحل لا يلتزمون بالإرشادات؛ مما يؤدي إلى خسائر أكبر في الخلايا.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، توماس أوشيا-ويلر، إن أعداد العث تتزايد بشكل كبير خلال الموسم، ولذلك يجب استهدافها في نقاط زمنية محددة لتحقيق السيطرة الفعّالة، مضيفاً: “إذا تم تطبيق العلاج مبكراً أو متأخراً، فإنه يفشل في كبح جماح نمو العث، مما يؤدي إلى استمرار المشكلة”.
وتابع أوشيا-ويلر بالقول إن عدم الالتزام بالإرشادات هو السبب الرئيسي لزيادة معدلات نفوق خلايا النحل، موضحاً: “نحن نتحدث كثيراً عن الأمراض الجديدة التي تهدد النحل، لكن هذه المشكلة كانت أمام أعيننا طوال الوقت”.
وحذَّر الباحثون من أن عدم الالتزام بالإرشادات قد يؤدي أيضاً إلى زيادة مقاومة العث للعلاجات، “فمثل المضادات الحيوية، يجب استخدام علاجات عث الفاروا بدقة وفقاً للإرشادات. التوقيت الخاطئ، أو الجرعات غير المناسبة يمكن أن تزيد من فرص تطوير العث لمقاومة ضد الأدوية”.
تحسين إدارة خلايا النحل
أوصت الدراسة بضرورة توعية مربّي النحل بأهمية الالتزام بالإرشادات الخاصة بتوقيت علاجات “عث الفاروا”، وتوفير تدريب أفضل لضمان تطبيق العلاج بشكل صحيح.
ولفتت إلى أن تحسين ممارسات إدارة خلايا النحل يمكن أن يقلل بشكل كبير من معدلات النفوق؛ مما يساهم في الحفاظ على صحة النحل وإنتاج العسل.
كما أظهرت الدراسة أن الحل لمواجهة أحد أكبر التهديدات التي تواجه نحل العسل قد يكون بسيطاً نسبياً عبر الالتزام بتوقيت العلاج الصحيح.
ومع تزايد المخاطر التي تواجه النحل، مثل تغير المناخ، وفقدان الموائل، يُعد تحسين ممارسات إدارة خلايا النحل خطوة حاسمة لضمان بقاء هذه الحشرات المهمة التي تلعب دوراً رئيسياً في تلقيح المحاصيل، والحفاظ على التنوع البيئي.