دراسة علمية تبحث في إجابة السؤال.. كيف تعالج آلام الظهر دون أدوية؟

إذا كنت تعاني من آلام الظهر، فقد تكون هناك طريقة أبسط وأكثر أمانًا لعلاجها من العلاج القاسي والأدوية الخطيرة، حيث قد يكون علاج آلام الظهر المُنهكة هو تغلّب العقل على المادة.
درس باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية حيلتين عقليتين لعلاج آلام الظهر بفعالية تعادل، إن لم تكن أفضل، المواد الأفيونية.
وتفيد مؤسسة الألم الأمريكية أن أكثر من 51 مليون بالغ يعانون من آلام مزمنة، وأن الألم في أمريكا يكلف ما يصل إلى 635 مليار دولار سنويًا في تكاليف الرعاية الصحية المباشرة، وانخفاض الإنتاجية، ومدفوعات الإعاقة.
في الوقت نفسه، يُعدّ ألم الظهر أحد الأسباب الرئيسية للألم في البلاد، وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 80% من الناس سيعانون من آلام الظهر في مرحلة ما من حياتهم.
في أحدث دراسة بحثت في الطرق الطبيعية لعلاج هذا المرض، تم تتبع 770 بالغًا يعانون من آلام أسفل الظهر المزمنة لمدة عام، حيث جربوا نوعين مختلفين من العلاجات الخالية من الأدوية.
ويُعدّ العلاج القائم على اليقظة الذهنية الذي يُعلّم الناس التركيز على اللحظة الحالية حركة متنامية تستند إلى التقاليد الشرقية القديمة للتأمل، بينما يُعدّ العلاج السلوكي المعرفي نوعًا من العلاج النفسي يُستخدم بشكل أكثر شيوعًا لعلاج الاكتئاب والقلق.
صُمّم العلاج القائم على اليقظة الذهنية لمساعدة المريض على بناء علاقة صحية وأكثر تقبلًا لأفكاره ومشاعره، بينما يدرس العلاج السلوكي المعرفي كيفية تفكيرنا في المواقف، وكيف تؤثر هذه الأفكار على تصرفاتنا ومشاعرنا.
يهدف هذان العلاجان إلى تغيير أنماط التفكير والسلوك لتحقيق نتائج أكثر إيجابية.
مشكلة الأدوية في علاج آلام الظهر
تُعدّ الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs)، مثل الإيبوبروفين والنابروكسين، ومرخيات العضلات مثل السيكلوبنزابرين، من العلاجات الشائعة لآلام الظهر، إلا أنها تنطوي على مخاطر عالية للإساءة أو الجرعة الزائدة.
في عام ٢٠٢٢، توفي ما يقرب من ١١٠ آلاف أمريكي بسبب جرعات زائدة من الأدوية، وبلغت حالات الوفاة الناتجة عن تعاطي المواد الأفيونية الموصوفة أو غير المشروعة أكثر من ٨١ ألف حالة، بزيادة قدرها حوالي ٤٠٠٪ على مدى عقد من الزمان.
يؤمل أن يُسهم تعزيز الممارسات القائمة على اليقظة الذهنية كبديل لاستخدام المواد الأفيونية في إدارة الألم في الحد من انتشار المواد الأفيونية.
وفي الدراسة، قُسّم المشاركون بالتساوي بين نهجي العلاج، حيث تضمن كلا العلاجين ثماني جلسات جماعية أسبوعية، مدة كل منها ساعتان، بقيادة معالجين ذوي خبرة، مع توصية بممارسة منزلية يومية.
وعلى مدار ١٢ شهرًا، أظهرت كلتا المجموعتين تحسنًا ملحوظًا، حيث انخفض الألم بشدة، وتحسنت الوظيفة البدنية، وتحسنت جودة الحياة.
كما وجد الباحثون أن اعتماد المشاركين على الأدوية قد انخفض، ولم يتضح بعد ما هي الأدوية التي وُصفت لهم لتخفيف آلامهم.
وخلص الباحثون إلى أن “العلاج المعرفي السلوكي والعلاج السلوكي المعرفي ارتبطا بتحسنات آمنة في الألم والنتائج الوظيفية لدى البالغين المصابين بآلام أسفل الظهر المزمنة المعقدة والمقاوم للعلاج بالأفيون”.