تشهد محافظة درعا تحركات لإخلاء المدارس التي كانت مراكز إيواء مؤقتة للمدنيين المهجرين من قرى محافظة السويداء، إثر الأحداث التي بدأت في تموز الماضي.
ويواجه المهجرون صعوبة بإيجاد أماكن بديلة، خصوصًا مع اقتراب بدء العام الدراسي المقرر في 21 من أيلول الحالي.
وأفاد مراسل في درعا، أن هناك 140 عائلة في مراكز الإيواء (المدارس) بقرية السهوة بريف درعا، بينما تقطن في مركز داعل حوالي عشر عائلات، أما بمركز الإيواء في بلدة ناحتة فيقدر عدد المهجرين بـ40 عائلة.
عضو المكتب التنفيذي في مجلس مدينة داعل بالريف الغربي لدرعا، علي إقبال، أوضح ل أن المهجرين في مركز إيواء المدينة خرجوا بشكل طوعي، وسكنوا بجوار مشاريع زراعية، ولم يتم تقديم مساعدات أو خيام إيواء لهم حتى نشر هذا التقرير.
وباشر مجلس المدينة بتهيئة المدارس لاستقبال العام الدراسي الجديد، وفق إقبال.
وقال رئيس مجلس قرية السهوة في ريف درعا الشرقي، مرعي العقاب، ل، إنه سيتم إخلاء المدارس من المهجرين خلال يومين، وسيقدم مجلس البلدية خيمة لكل عائلة بالإضافة إلى سلة غذائية، وسيتم تأمين مكان لهم في محيط القرية ليضعوا خيامهم بها.
وأوضح رئيس بلدية بلدة ناحتة في ريف درعا الشرقي، فريد المفعلاني، ل، أن عدد العائلات الموجودة في مدرسة التي يقطن بها المهجرون 40 عائلة، و يرفضون الخروج دون تأمين سكن بديل لهم، مقترحًا أن يتم ترحيلهم إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية في ريف السويداء الغربي.
واقترح محافظ درعا، أنور الزعبي، أن يتم إعطاء المهجرين خيامًا إلا أنهم رفضوا وطالبوا بتقديم “كرفانات”، بحسب المفعلاني.
وبحسب مدير تربية درعا، محمد الكفري، في تصريح سابق ل، يبلغ عدد المدارس التي يقطنها النازحون من السويداء 52 مدرسة معظمها في ريف درعا الشرقي.
وتابع أن المديرية عملت بالتنسيق مع وزارة التربية على إرسال تقارير إلى وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، من أجل إيجاد مراكز بديلة لمهجري السويداء، ولإتاحة الفرصة لتجهيز المدارس قبل بداية العام الدراسي المقبل.
وأضاف الكفري أن لدى المديرية دراسة جاهزة لترميم المدارس المتضررة، وستباشر قريبًا عملية الترميم على نفقة حملة تبرعات “أبشري حوران“، التي خُصص قسم منها لترميم المدارس.
وأشار الكفري إلى أن ترميم المدارس سيبدأ بالفارغة، إذ جرى تأجيل خطة ترميم المدارس التي يقيم فيها المهجرون لحين إيجاد مراكز بديلة لهم.
وكانت إدارة مدرسة المليحة الشرقية في ريف درعا الشرقي، أبلغت النازحين فيها بضرورة الإسراع في إخلاء المدرسة قبل بداية العام الدراسي الجديد، دون أن تؤمّن لهم أي مراكز إيواء بديلة.
مراكز بديلة
حول إيجاد مراكز بديلة للمهجرين من السويداء، تحدث عضو المكتب التنفيذي للشؤون الاجتماعية، حسين النصيرات، ل، أنه طرحت بعض المواقع كمراكز بديلة، لكنها لا تغطي 10% من أسر النازحين.
وأوضح النصيرات أن من الصعب وضع معايير لاختيار هذه الأسر، بسبب علاقة الترابط التي تجمع أسر البدو، وعدم رغبتهم بالتفرق من خلال التوزع على مناطق السكن المختلفة.
ونوه النصيرات إلى وجود مشكلة في الإسكان بمحافظة درعا، نظرًا لزيادة عدد السكان وعودة المهجرين إليها، في ظل نقص كبير بالأماكن السكنية المؤهلة للعيش، نتيجة تضررها خلال سنوات الحرب.
وقال محافظ السويداء، مصطفى البكور، في 10 من أيلول، إن الحكومة تعمل على وضع خطة شاملة لإعادة المهجرين من السويداء إلى قراهم وممتلكاتهم، بما يضمن استقرارهم واستعادة حياتهم الطبيعية.
وأوضح أن الحكومة وعلى رأسها وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، تتابع أوضاع الأهالي المهجرين من قرى السويداء والمقيمين في مراكز الإيواء المؤقتة بمحافظة درعا وداخل مدينة السويداء.
وأشار بكور إلى أن محافظة السويداء قامت بتوجيه المنظمات الإنسانية والهلال الأحمر السوري لتأمين إغاثة عاجلة تضمن تلبية الاحتياجات الأساسية للمهجرين.
أحداث السويداء
بدأت أحداث السويداء في 12 من تموز الماضي، بعد عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس في السويداء، ذي الأغلبية البدوية وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، تطورت في اليوم التالي إلى اشتباكات متبادلة.
تدخلت الحكومة السورية في 14 من تموز، لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية، وتصرفات مهينة، ما دفع فصائل محلية للرد، بما فيها التي كانت تتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية.
في 16 من تموز، خرجت القوات الحكومية من السويداء، ما أعقبه انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان البدو في المحافظة، بحسب شهادات حصلت عليها، الأمر الذي أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل “فزعات عشائرية” نصرة لهم.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي