غادرت مخيم “الهول” دفعة جديدة مؤلفة من 12 عائلة، تضم 55 شخصًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وينحدرون من حمص، وحماة، وإدلب وحلب، اليوم الأحد 26 تشرين الأول.

وهذه الدفعة الثالثة من “قافلة الأمل”، التي أطلقتها إدارة المخيم، بالتنسيق والمتابعة مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بدمشق، وفرعها في القامشلي، بالإضافة إلى التعاون مع المنظمات المحلية.

وتعد هذه الدفعة واحدة من سلسلة خطوات عملية تقول “الإدارة الذاتية” في شمالي شرق سوريا إنها تتخذها، لإغلاق ملف النزوح، وسط دعوات متزايدة من الجهات المحلية والدولية لتأمين عودة آمنة وكريمة لجميع النازحين واللاجئين السوريين إلى ديارهم، حسبما نقلت وكالة “هاوار” المقربة من “الإدارة الذاتية”.

واعتبرت أن هذه الخطوة تأتي في سياق خطة شاملة تسعى من خلالها “الإدارة الذاتية” لإعادة قاطني المخيم إلى مناطقهم الأصلية، في وقت تواصل فيه “حكومة دمشق الانتقالية” تنصلها من مسؤولياتها تجاه النازحين داخل الأراضي السورية، ما يزيد من الأعباء الملقاة على كاهل “الإدارة الذاتية”، حسب تعبيرها.

وقد أصدرت “الإدارة الذاتية”، في 23 كانون الثاني الماضي، قرارًا أشارت فيه أنه “حان الوقت لعودة النازحين إلى ديارهم، وأكدت استعدادها لمساعدة الحالات الإنسانية الموجودة في المخيمات الموجودة بشمال وشرق سوريا للعودة الطوعية إلى مدنهم”.

ويقع مخيم “الهول” في محيط مدينة الحسكة، بالقرب من الحدود السورية- العراقية، ويضم مقاتلين سابقين في تنظيم “الدولة” وعوائلهم.

الدفعتان السابقتان

الدفعة الأولى من “قافلة الأمل”، كانت مؤلفة من 42 عائلة، ضمت 178 شخصًا من ذوي الأمراض المزمنة والحالات الإنسانية، واتجهت إلى حلب، في 15 من حزيران الماضي.

وقبل مغادرة الدفعة، وقعت الجهات المشاركة اتفاقية رسمية تُنظّم شروط وآليات التنسيق، وقالت الرئيسة المشتركة لمخيم “الهول”، جيهان حنان، حينها، إن إدارة المخيم تواصل العمل مع جميع الأطراف المعنية لتحقيق العودة الآمنة لجميع السوريين إلى مناطقهم الأصلية، مع “الاحترام الكامل لإرادتهم وكرامتهم”.

وتم إجلاء الدفعة الثانية من “قافلة الأمل”، في 30 من تموز الماضي، وضمت 36 عائلة، بتعداد 127 شخصًا، ينحدرون من حمص وحلب والرقة.

منسق المشاريع في وحدة دعم الاستقرار في سوريا، حسين شلاش، قال ل حينها، إن القافلة الثانية، وتتألف من خمسة باصات، و20 شاحنة لنقل أثاثات العائلات، بالإضافة لسيارات إسعاف، وأطباء ومختصين نفسيين، للتعامل مع الأطفال، وتأهيلهم نفسيًا، لافتًا أن هؤلاء الأطفال خارجين من وضع إنساني سيء، ويعانون من حالات نفسية مضطربة.

فيما أوضح الطبيب في مديرية صحة حلب، رامي حايك، بين ل، أن هناك خمس سيارات إسعاف وفريق طبي مجهز بالأدوات اللازمة، سترافق القافلة، لإجلاء العائلات من مخيم “الهول”.

اتفاق مع دمشق

وقالت “الإدارة الذاتية”، في شمال شرقي سوريا، إنها اتفقت مع الحكومة السورية على تنظيم آلية تهدف لإخراج العائلات السورية من مخيم “الهول”، الذي يضم عائلات مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” شرقي محافظة الحسكة السورية.

ونشرت “الإدارة” عبر معرّفاتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، في 26 من أيار الماضي، تصريحًا لرئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في “الإدارة”، شيخموس أحمد، أن الأخيرة اتفقت مع الحكومة على وضع آلية مشتركة لإخراج العوائل السورية من مخيم “الهول” وعودتهم إلى مناطقهم الأصلية.

وأعلن أحمد أن اجتماعًا ثلاثيًا عُقد، في مخيم “الهول”، ضم وفدًا من الحكومة السورية الانتقالية، ووفدًا من التحالف الدولي، وممثلين عن “الإدارة الذاتية”.

وقال إن الاجتماع انتهى بالاتفاق على وضع آلية مشتركة لإخراج العوائل السورية الموجودة ضمن مخيم “الهول” لوضع حد لمعاناة هذه العائلات.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، إن إدارة مخيم الهول ستكون مختلفة عما كانت عليه سابقًا، لافتًا إلى أنها تسعى لتحويله “من بؤرة غير إنسانية إلى ملف علاج مجتمعي شامل”.

حملة أمنية

شّنت “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) التابعة لـ”الإدارة الذاتية” بشمال شرقي سوريا، حملة أمنية جديدة على مخيم “الهول”، لمنع تنظيم “الدولة الإسلامية”، من “استغلال الفئات الأكثر هشاشة ونشر أفكار متطرفة في المخيم”، على حد قولها.

وأعلنت “أسايش”، في بيان ، في 5 من أيلول الماضي، عن إطلاق مرحلة جديدة من عملية “الإنسانية والأمن”،  التي تهدف إلى “حماية قاطني المخيم وضمان استمرار عمل المنظمات الإنسانية بأمان داخله”.

ووفق البيان، فقد شهد المخيم الواقع شرقي الحسكة خلال الفترة الماضية تصاعدًا في هجمات خلايا تنظيم “الدولة”، حيث نفذت 30 هجمة استهدفت العاملين في المجال الإنساني وأدت إلى تخريب منشآت ومرافق خدمية.

ويقطن في مخيم “الهول” 46,500 شخص، من السوريين والعراقيين وغيرهم من الأجانب المحتجزين، وفق تقديرات “منظمة العفو الدولية”، في أيار 2025.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.