دمشق.. شكاوى من تخبط القرارات بشأن “بسطات” الكتب

“الجهات المعنية مبتعدة عن الأمور الخدمية، ومهتمة بمن يتولى إزالة بسطات الكتب”، بهذه العبارة يبدأ عبد الله حمدان شكواه، ل، بعد إزالة “بسطته” تحت جسر “الحرية” (الرئيس سابقًا) في دمشق.
وبحسب الرجل الأربعيني، فإنه بعد عيد الفطر (بين 31 من آذار و2 من نيسان) أزالت دوريات تابعة لوزارة النقل “بسطات” الكتب تحت جسر “الحرية”، بحجة أن المكان هو “كراج للسرافيس”، علمًا أن المساحة التي تشغلها “البسطات” هي مساحة مرتفعة عن الشارع (مصطبة مرتفعة) ولا تستطيع “السرافيس” الصعود إليها أو التوقف فيها.
عندما راجع أصحاب “البسطات” محافظة دمشق، أوضح المسؤولون فيها بأنه لا يحق لوزارة النقل إزالة تلك “البسطات” قبل منحهم ساحات بديلة من قبل المحافظة.
في حين استغرب الرسام وصاحب “بسطة” لبيع الكتب عمر المطلق، خلال حديث مع، علاقة وزارة النقل بملف “البسطات”.
أدهم عجمية وهو أيضًا صاحب “بسطة” في المكان نفسه، طالب عبر، بشرح تفاصيل وخلفية ومبررات إزالة وزارة النقل “بسطات” الكتب تحت جسر “الحرية”.
وأقدمت دوريات لوزارة النقل على إزالة “بسطات” للكتب تحت جسر “الحرية”، مطلع نيسان الحالي، دون توضيح الأسباب باعتبار أن الأمر خارج نطاق مهامها.
وأطلقت محافظة دمشق، الأحد 13 من نيسان، حملة شاملة لإزالة جميع الإشغالات العشوائية المنتشرة على الأرصفة والطرقات والممتلكات العامة.
وكانت محافظة دمشق أعلنت، في 24 من شباط الماضي، عن إزالة الإشغالات الطرقية بما فيها “البسطات” بمختلف أنواعها، وأكدت المحافظة أنها تعمل على تجهيز أماكن مخصصة للبازارات والأسواق التفاعلية بهدف نقل المستفيدين من “البسطات” إليها وفق نظام سيتم الإعلان عنه لاحقًا.

مكان “بسطات” الكتب تحت جسر الحرية بعد إزالتها – 9 نيسان 2025 (/ أمير حقوق)


مكان “بسطات” الكتب تحت جسر الحرية بعد إزالتها – 9 نيسان 2025 (/ أمير حقوق)
المحافظة لا تستجيب
صاحب “البسطة” تحت جسر “الحرية” عبد الله حمدان قال إن محافظة دمشق بدأت منذ شهرين بإزالة “البسطات”، ومن ضمنها “بسطات” الكتب، وحينها أمهلنا الأمن العام مدة نصف ساعة فقط لإزالة الكتب وإلا ستصادر كلها.
“ومنذ ذلك الوقت حتى الآن نتردد على المحافظة بشكل دوري ومتكرر، لمعرفة مصير الساحات التفاعلية والأماكن التي وعدتنا بها المحافظة، ونطالب بمقابلة المحافظ لعرض شكوانا، والمحافظ يرفض الاجتماع بنا، وأرجعنا البسطات حينها تحت الجسر لحين استلامنا أمكنة مخصصة حسب وعد المحافظة” أضاف عبد الله.
عمر المطلق وهو صاحب “بسطة” في المكان نفسه، اشتكى أيضًا من عدم استجابة المحافظة بقوله، “لا صدى لأصواتنا ومطالبنا، ونأمل أن تصل مطالبنا للرئيس”.
وأزالت محافظة دمشق في عهد النظام السابق عشرات “بسطات” الكتب تحت جسر “الحرية” الرئيس سابقًا) وسط العاصمة، ما أثار حالة استياء واسعة.
وذكر مصدر حينها في محافظة دمشق لموقع “أثر برس” المحلي، في 17 من تشرين الأول 2024، أن إزالة “البسطات من تحت الجسر تأتي في سياق استمرار المحافظة بإزالة جميع الإشغالات، والحفاظ على المظهر الحضاري.
تخبط بالقرارات
واجه أصحاب “بسطات” الكتب في عهد النظام السابق تخبطًا في القرارات بين إزالة “بسطاتهم” وإعادتها إلى حين توفير أماكن بديلة.
وقال صاحب “البسطة” عبد الله حمدان، إن التخبط زاد بعد سقوط النظام في 8 من كانون الأول 2024.
وبحسب صاحب “البسطة” أدهم عجمية، فإن بعض أصحاب “بسطات” الكتب جمعوا كتبهم وأوقفوا عملهم، وتوجهوا لمهن أخرى، ومنهم من يبحث عن شارع ليضع عينات من كتبه ليبيعها.
وأضاف أن إزالة “البسطات” سيخلق بطالة بين أصحابها، نتيجة موقف الجهات المعنية وقرارتها المتضاربة.


“بسطة” كتب خلف المتحف الوطني بعد إزالتها من تحت جسر “الحرية” – 9 نيسان 2025 (/ أمير حقوق)
لا رد من المحافظة و”النقل”
حاولت التواصل مع محافظة دمشق ووزارة النقل لمعرفة تفاصيل القرار، وعلاقة وزارة النقل بإزالة “البسطات”، وسبب غياب التنسيق بين الجهتين، ومصير الساحات التفاعلية التي وعدت المحافظات بها أصحاب “البسطات” بما فيها “بسطات الكتب” لكنها لم تتلقَّ ردًا حتى نشر التقرير.
وتراجع عدد بائعي الكتب بدمشق في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، إذ اقتصر العدد على 20 مكتبة في منطقة الحلبوني، و7 “بسطات” في جسر “الحرية” قبل إزالتها، وما يقارب 5 “بسطات” بين تجمع الكليات في منطقة البرامكة، حسب استطلاع أجرته سابقًا.
ويعتبر سوق “البسطات” في منطقة جسر “الحرية” مكانًا يقصده الطلاب والمهتمون بالقراءة بغية شراء الكتب، لأن أسعارها أقل بكثير من أسعار الكتب في المكتبات.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي