قال رئيس دائرة الصحة المدرسية في مديرية التربية والتعليم بحلب، محمد الخراط، إن الدائرة تعمل على تطوير كفاءة الكوادر الصحية داخل المدارس.
وأوضح خراط، في حديث إلى، أن هذا التوجه يأتي ضمن خطة متكاملة لتفعيل دور الصحة المدرسية بعد سنوات من التراجع.
وتهدف الخطة إلى تعزيز الوعي الصحي والوقاية من الأمراض بين الطلاب.
ماذا تضمنت الدورة؟
وجاء حديث الخراط في سياق دورة تدريبية نظمتها مديرية التربية والتعليم في حلب، في 28 من تشرين الأول الماضي.
وبحسب مديرية التربية، استهدفت المساعدات والمثقفات الصحيات العاملات في المدارس، ضمن برنامج يركز على رفع المهارات العملية والنظرية للعاملات في مجال الصحة المدرسية.
ووفق ما أوضحه الخراط، ل، شملت الدورة جميع كوادر الصحة المدرسية في المديرية، من المدينة والريف، إذ جرى اختيار المشاركات من المدارس التابعة للمديرية بشكل كامل.
واقتصر التدريب على هذه الفئة تحديدًا لضمان تحقيق الاستفادة القصوى ضمن اختصاصها، وتوحيد آليات العمل الصحي داخل المدارس.
وأشار الخراط إلى أن الحقيبة التدريبية أعدت من قبل دائرة الصحة المدرسية بالتعاون مع جهات صحية متخصصة في هذا المجال.
هذا الإجراء، وفقًا لخراط، يأتي بهدف ضمان مطابقة المحتوى للمعايير الصحية والتعليمية المعتمدة.
وأضاف بأن إعدادها تم بما يتناسب مع احتياجات المدارس والظروف الصحية الراهنة.
وتنوعت محاور الدورة بين الجانب النظري والتطبيقي، إذ شملت فحوصات صحية أساسية للطلاب.
وتضمنت تدريبات على متابعة النظافة الشخصية وطرق الوقاية من الأمراض المعدية.
وشملت أنشطة للتثقيف السلوكي، والتعامل مع الحالات الصحية الطارئة، وتقديم الإسعافات الأولية.
كما تخلل التدريب محاضرات توعوية حول أنماط الحياة الصحية داخل البيئة المدرسية.
وأوضح الخراط أن دائرة الصحة المدرسية ستجري تقييمًا نهائيًا للمشاركات في نهاية الدورة، لقياس مدى الاستفادة وتحديد الجوانب التي يمكن تطويرها مستقبلًا.
بيئة حاضنة للأمراض
واعتبر أن الاهتمام بالصحة المدرسية ضرورة لحماية الطلاب في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
وبيّن الخراط أن هناك خطة لتنظيم دورات مشابهة خلال الفترة المقبلة، تستهدف فئات أخرى من الكوادر التعليمية والصحية، بهدف توسيع نطاق التثقيف الصحي في جميع المدارس.
ولفت إلى أن الهدف الأوسع من هذه الجهود هو تأسيس ثقافة وقائية مستدامة داخل المدارس، تربط بين التعليم والصحة كأساس لبيئة تعليمية سليمة.
من جانبها، قالت الآنسة حسناء مصري، إن مثل هذه الدورات تمثل خطوة مهمة لإعادة تفعيل دور الصحة المدرسية بعد فترة من الإهمال.
وشددت، في حديثها ل، على أهمية المتابعة الميدانية بعد انتهاء التدريب، فالتنظير لا يكفي إذا لم تترجم الخطط إلى ممارسات فعلية داخل الصفوف وبين الطلاب.
أما أسعد طحان، والد طالب في إحدى مدارس حي صلاح الدين، فاعتبر أن المشكلة لا تكمن فقط في ضعف التدريب، بل في غياب الرقابة اليومية داخل المدارس.
وأشار إلى أن كثيرًا من المدارس ما تزال “بيئة حاضنة للقمل”، نتيجة الاكتظاظ وقلة النظافة وضعف المتابعة الصحية المنتظمة.
إجراءات وزارية موازية
وكانت وزارة التربية والتعليم أصدرت، في 28 من تشرين الأول الماضي، تعميمًا إلى مديرياتها في المحافظات شددت فيه على ضرورة ضمان صحة الطلاب والعاملين في المؤسسات التربوية، وتوفير بيئة تعليمية آمنة ونظيفة.
ودعت الوزارة، عبر صفحتها في “فيسبوك“، إلى مراقبة وفحص خزانات مياه الشرب في جميع المدارس.
وطالبت التأكد من نظافتها وتعقيمها بشكل دوري وفق المواصفات المعتمدة، واستبدال المهترئ منها.
وشملت التوصيات صيانة الحمامات وتوفير مستلزماتها الأساسية، إلى جانب مراقبة الندوات المدرسية والتأكد من التزامها بمعايير الصحة العامة فيما يتعلق بالمأكولات والمشروبات المعروضة، تحت طائلة المساءلة القانونية والإدارية عند المخالفة.
وكلفت الوزارة مديري المدارس بتقديم تقرير مفصل إلى مديرياتهم خلال أسبوع واحد من تاريخ التعميم، يتضمن الإجراءات المتخذة ومدى الالتزام بتنفيذ التعليمات الصحية.
“التربية” تصدر تعليمات لضمان صحة الطلبة بالمدارس
مرتبط
المصدر: عنب بلدي
