– أحمد نحلوس
انطلقت، في 18 من كانون الأول الحالي، منافسات النسخة الـ55 من الدوري السوري الممتاز لكرة القدم، بمسماه الجديد “دوري برايم للمحترفين”.
أبرز ما يميز الموسم الجديد من الدوري الكروي هو عودة الجماهير للمدرجات، بعد أن غابت في استكمال النسخة السابقة، لتترقب الأوساط الكروية صخب المشجعين للمرة الأولى دون القيود الأمنية التي سادت في عهد النظام السابق.
وسيحمل الدوري اسم “دوري برايم للمحترفين” بعد حصول تلفزيون “برايم” على حقوق نقل الدوري تلفزيونيًا وإلكترونيًا، ليكون الجهة الراعية للبطولة في موسم 2025-2026.
وشكّل إطلاق المسابقة بنظام الذهاب والإياب تحديًا لاتحاد كرة القدم، في ظل تأخر بداية الموسم، ما سيجعل المتابع أمام دوري ماراثوني طويل لن ينتهي إلا مطلع الصيف المقبل، خاصة مع وجود 16 فريقًا في الدرجة الممتازة لأول مرة منذ موسم 2016-2017.
كما سيشهد الموسم الجديد عودة للاعبين الأجانب، بعد غياب موسم واحد، ومن بين 22 هدفًا سجلت في الجولة الافتتاحية، تمكن محترفان أجنبيان من هز شباك المنافس، عبر الكاميروني إيمانويل ماهوب، مهاجم أهلي حلب في مرمى خان شيخون، والغاني ديفيد ماوتر، لاعب وسط تشرين في شباك الجيش.
بداية الموسم تباينت ما بين إيجابيات وسلبيات، حيث شهدت الانطلاقة حضورًا جماهيريًا جيدًا، ونسبة تسجيل فاقت الهدفين في المباراة الواحدة للجولة الأولى، فيما كانت الأرضية السيئة لملعبي “حماة البلدي” و”الساروت” في حمص أبرز النقاط السلبية في الجولة الافتتاحية.
واقع المنشآت
علّق مدير المنشآت الرياضية في وزارة الشباب والرياضة، المغيرة حاج قدور، في حديث إلى، على واقع الملاعب، عقب الظهور المتواضع في حمص وحماة.
وقال حاج قدور، إن هناك أسبابًا متعددة تقف وراء الظهور السيئ لأرضيات الملاعب، أهمها المالية، فالصيانة الدورية للملاعب العشبية تتطلب ميزانيات ضخمة، في وقت تعاني فيه المنشآت الرياضية من شح في التمويل اللازم لبرامج الصيانة، مما يؤدي إلى الاكتفاء بالحلول “الترقيعية”.
وتابع حاج قدور، “نعاني من مشكلة في تعافي العشب وتآكل أرضيات الملاعب”، بسبب الاستخدام المفرط لها في ظل محدودية عدد الملاعب الجاهزة، حيث يتم تحميلها بأكثر من طاقتها، عبر استضافة تدريبات ومباريات لعدة أندية وفئات عمرية.
وأشار إلى أن العديد من الملاعب القديمة تعاني من مشكلات في الصرف الصحي وتفتقر إلى أنظمة صرف حديثة، كما قد تكون نوعية العشب المستخدم غير ملائمة للظروف المناخية المحلية أو غير مقاومة للاستخدام الكثيف، بالإضافة إلى سوء نوعية التربة السطحية.
وبيّن أن المنشآت الرياضية تعرضت للإهمال بفعل الظروف التي مرت فيها البلاد، إضافة إلى استخدام بعضها لأغراض غير رياضية، مع ضعف في الخبرات الفنية ونقص في الكوادر المدربة على أحدث تقنيات صيانة الملاعب العشبية.
وعن الحلول الواقعية للمشكلات قال حاج قدور، إنه على المدى القصير، لا بد من تنفيذ التهوية المكثفة عبر استخدام آلات لعمل ثقوب في الأرضية، والتغطية الرملية بالرمل المغسول والمعالج، وإدارة الأحمال عبر جدول صارم ينظم استخدام الملاعب، واستخدام بذور سريعة النمو لترقيع البقع الجرداء بشكل فوري.
وأضاف أن تطبيق هذه الإجراءات سيؤدي إلى تحسن ملحوظ في جودة الأرضيات، ما ينعكس مباشرة على الحفاظ على سلامة اللاعبين، كما يرفع من جودة اللعب، ويشجع على الأداء “المهاري والخططي”.
ولفت حاج قدور إلى وجود عدد من الملاعب التي يتوقع أن تدخل الخدمة أو تشهد تحسنًا واضحًا في الفترة المقبلة، ضمن خطة متوسطة الأمد تمتد حتى عام 2028.
أول تلك الملاعب استاد “خالد بن الوليد” في حمص، وأشار حاج قدور إلى تقدم أعمال تأهيله استعدادًا لاستقبال المباريات، بما يشمل تحسين أرضيته ومدرجاته ومرافقه العامة، مع وجود خطة لاستبدال أرضية ملعب “الساروت” بعشب صناعي في إطار صيانة شاملة، وهو حل يضمن متانة أكبر ويقلل من تكاليف الصيانة الدورية للعشب الطبيعي.
وكشف حاج قدور أن ملعب “تشرين” في العاصمة دمشق يعد من أفضل الملاعب حاليًا في سوريا، لكنه يخضع لبرامج صيانة مستمرة للحفاظ على جاهزيته العالية.
من واقع الظهور السيئ للملاعب، يرى السيد بيازيد، لاعب منتخب سوريا وناديي حطين والجيش سابقًا، أنه من غير اللائق بالدوري السوري أن تظهر ملاعبه بهذا الشكل رغم التأخر في انطلاق المسابقة، خاصة بعد الانفتاح السوري على العالم، وتحول البلاد إلى محط أنظار الدول، بفعل التغييرات السياسية الأخيرة.
الدوري ا
لمحلي يجب أن يظهر بأفضل حلة ممكنة، برأي بيازيد، خاصة لناحية الأرضيات ليكون جاذبًا للمستثمرين، ورؤوس الأموال، ما ينعكس تطورًا في واقع اللعبة.
وإلى جانب الملاعب، دعا بيازيد القائمين على الرياضة السورية للاهتمام بالدوري، عبر مساعدة الأندية ماديًا كي تستطيع الإيفاء بتعهداتها للاعبين والكوادر، والالتزام برزنامة محددة واضحة للموسم من بدايته حتى نهايته دون تأجيل.
تطوير المستوى خارج الضغط
تطوير الدوري، برأي السيد بيازيد، لا يرتبط فقط بالإجراءات الإدارية، فهو يرى أن المدربين المحليين عليهم واجب حيال ذلك، يتمثل في تطوير مستواهم وأدائهم، ومحاولة مواكبة التغييرات المستمرة والتطورات في عالم كرة القدم.
ودعا المدرب السابق لفريق حطين إدارات الأندية لحماية مدربيها، ومنحهم الثقة الكاملة، لا أن تقع تحت ضغط النتائج والمشجعين، وتبدأ بالإقالات بعد ثاني جولة من الدوري، فالاستقرار، بنظر بيازيد، هو أساس نجاح عمل أي مدرب، وتاليًا أساس لنجاح الأندية والمسابقة برمتها.
ويعتقد بيازيد أن نقطة الانطلاق الواقعية في تطوير مسابقة الدوري، تتمثل في الاهتمام بالقواعد والفئات العمرية، عبر تكليف مدربين على مستوى عالٍ في هذا القطاع، لرفد فرق الرجال بالمواهب الواعدة.
ولاحظ بيازيد أن انطلاقة الموسم شهدت دخول الفرق بنفَس جديد بعد التحرير، وظهرت المستويات بشكل متقارب عمومًا، لكن من المبكر بمنظوره الحكم على مسار الموسم فنيًا حتى توالي الجولات تباعًا.
ورشح بيازيد فرق الكرامة وأهلي حلب وحمص الفداء والوحدة للمنافسة على اللقب، فيما ستحتاج فرق الساحل حطين وتشرين وجبلة إلى مزيد من الوقت لدخول أجواء الدوري، بحكم ظروفها المادية الصعبة، مقارنة مع الفرق المرشحة للتتويج.
وختم بيازيد، “نأمل غياب الواسطات والمحسوبيات عن الكرة السورية مع سقوط النظام وسقوط ما كان ينشره من فساد في كل القطاعات ضمن سوريا ومن بينها المجال الرياضي”.
كلام الجمهور
عمر ياسين، مشجع لنادي حطين، قال ل، إن التوقعات في مرحلة ما بعد التحرير كانت مرتفعة، لكن بدأت الصدمة من طريقة انتخاب أعضاء اتحاد كرة القدم، وأعادتنا إلى أرض الواقع.
وأضاف عمر، “في كل موسم يعدنا الاتحاد بنظام (الميني فار) التحكيمي ولا نجد شيئًا يُنفذ منه، ولا بد من معاقبة الحكام عندما يخطئون كما يعاقب الاتحاد الجماهير عندما تخطئ، تحقيقًا لمبدأ العدالة”.
وبرأي عمر، فإن بداية الموسم الحالي فنيًا كانت مقبولة نسبيًا، مع تسجيل أهداف في معظم المباريات، على أن يرتفع الرتم تدريجيًا مع اشتداد المنافسة سواء على القمة أو في القاع.
وعن رفع أسعار تذاكر دخول الملاعب من 5000 إلى 15000 ليرة، قال عمر، “ربما يكون السعر الجديد مرتفعًا للبعض بحكم الحالة الاقتصادية الراهنة، لكنه مقبول نسبيًا بالمقارنة مع أشياء أخرى”، كما أن ريع الحضور الجماهيري يشكل رافعة أساسية لخزائن الأندية بسبب ما تعانيه من ضعف في الاستثمارات والمداخيل.
ويؤيد عمر عودة الجماهير للملاعب، خاصة إذا سمحت الحالة الأمنية بذلك، فالسلامة العامة برأيه هي الأهم، مع ما يشكله حضور المشجعين من روح للمدرجات، ودافع معنوي كبير للاعبين.
وفيما يخص النقل على “برايم تي في”، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليقات على المستوى الفني المنخفض، سواء في التصوير والأدوات، أو في التعليق، وكذلك جودة النقل.
طالب معلقون على صفحة “برايم” على “فيسبوك” باستقدام كاميرات متطورة، والاعتماد على معلقين أقل انفعالًا و”صراخًا”.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي
