“ديب سيك”.. ماذا قال كبار مدراء الشركات التقنية الأميركية؟
اكتسح اسم “ديب سيك” (DeepSeek) للذكاء الاصطناعي السوق التقنية في العالم، وسيطرت المنصة على عقول قادة الشركات التقنية الأميركية، الذين استخدموا اسمها هذا الأسبوع لنحو 10 مرات خلال إعلان النتائج الفصلية.
ويأتي ذلك بعدما تسببت المنصة الصينية في هبوط أسهم البورصة الأميركية، بالتزامن مع إعلان نموذج الذكاء الاصطناعي الفريد من نوعه DeepSeek R1، والذي يضاهي في بعض المهام نموذج o1 من شركة OpenAI، رغم أن تكلفة تدريبه بلغت 3% فقط من تكلفة تدريب النموذج الأميركي.
إقرار أميركي بتقدم “ديب سيك”
أشاد الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، بشركة “ديب سيك” الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، معتبراً أنها “حققت بعض الابتكارات الحقيقية”، التي طورتها شريكتها OpenAI فيChatGPT.
وأضاف ناديلا: “من الواضح أن هذه الابتكارات ستصبح سلعاً تُستخدم على نطاق واسع”.
وفي خطوة تعكس هذا التقدير، أعلنت مايكروسوفت عن إضافة نموذج “R1” من “ديب سيك” إلى منصتها السحابية “آيجور إيه آي فاوندري” (Azure AI Foundry)، وهي منصة تجمع العديد من خدمات الذكاء الاصطناعي وتستهدف بها عملائها من قطاع الأعمال والمطورين.
وأكدت مايكروسوفت أن نموذج “R1” خضع لتقييمات سلامة صارمة، بما في ذلك تقييمات آلية لسلوك النموذج ومراجعات أمنية شاملة لتقليل المخاطر المحتملة.
وأشارت إلى أنه في المستقبل القريب، سيتمكن العملاء من استخدام نسخ مبسطة من نموذج “R1” لتشغيلها محلياً على أجهزة Copilot+ الحاسوبية، التي تمكن مايكروسوفت من دخول أسواق الحواسيب المجهزة بمتطلبات الذكاء الاصطناعي.
منافس جديد في الذكاء الاصطناعي
في إعلان نتائج شركته عن الربع الأخير من 2024، أقرّ الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا” مارك زوكربيرج، بأن شركة “ديب سيك” تمثل “منافساً جديداً” في مجال الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر. جاء ذلك رداً على سؤال أحد المستثمرين حول التنافس في هذا المجال.
وقال زوكربيرج: “في ضوء بعض الأخبار الأخيرة، تعلمون أن هناك منافس جديد، ديب سيك من الصين. أعتقد أن أحد الأمور التي نناقشها هو المعيار مفتوح المصدر على مستوى العالم، ومن منظور وطني، من المهم أن يكون هذا المعيار أميركياً”.
وأضاف أن ظهور “ديب سيك” عزّز قناعة “ميتا” بأن الاستمرار في التركيز على الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر هو القرار الصحيح للشركة.
وخلال الاجتماع، أشار زوكربيرج إلى أن “ديب سيك” قامت “بعدد من الابتكارات الفريدة”، لتدريب نموذجها بسرعة وتكلفة منخفضة، وهو ما لا تزال “ميتا” تحلله.
كما أوضح أن “ديب سيك” أحرزت تقدماً تأمل “ميتا” في دمجه ضمن أنظمتها المستقبلية.
تكنولوجيا محورية
وصف جون ستانكي، المدير التنفيذي لشركة الاتصالات الأميركية AT&T، أن نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة منخفضة التكلفة ستفتح الباب أمام تطبيقات وفرص مميزة لقطاع الأعمال خلال الفترة المقبلة.
كما أشار ستانكي إلى أن هذه النماذج تعد تكنولوجيا محورية ستغير من طريقة تفاعل البشر مع العالم الرقمي، تماماً كما كان الحال في الأيام الأولى لتأسيس الإنترنت في تسعينيات القرن الماضي.
وأشاد ستانكي كذلك بالنماذج الثورية للذكاء الاصطناعي مثل “ديب سيك”، والتي تستخدم قوة حاسوبية منخفضة، وتتطلب كمّاً محدوداً من الطاقة، مشيراً إلى أنها ستكون عملية لتقديم وتشغيل بعض التطبيقات والقطاعات السوقية، إلى جانب أنها تتيح تشغيل النماذج ذات الإمكانيات المتقدمة محلياً على الأجهزة، بدلاً من الاعتماد على الحوسبة السحابية، مما سيخلق تطبيقات جديدة تحافظ على خصوصية البيانات، كما تقدم أداءً بمعدل استجابة سريع ولحظي.
وقال ستانكي: “يجب علينا جميعاً أن نظل في أفضل حالاتنا لضمان استخدام هذه التقنية بفعالية، حتى لا نجد أنفسنا في وضع غير جيد مقارنة بمنافسينا من حيث كفاءة هيكل التكلفة”.
بدوره، ذكر ويندل ويكس، الرئيس التنفيذي لشركة كورنينج، المتخصصة في صناعة الزجاج، والتي تنتج الألياف الضوئية التي أصبحت عنصراً أساسياً في شبكات الاتصالات عالية السرعة، أن المجتمع التقني يراقب “ديب سيك”.
وأضاف: “من الضروري للغاية أن نفهم أننا بحاجة إلى تحسينات كبيرة في تكاليف التدريب والاستدلال، لجعل الذكاء الاصطناعي التوليدي نموذجاً تجارياً مستداماً على نطاق واسع، والأهم من ذلك، أن يكون المحرك الأساسي للإنتاجية كما نأمل جميعاً”.
وتابع قائلاً: “نحن جميعاً في هذا المجال نعوّل على المزيد من الابتكارات المستقبلية”، مشيراً إلى أن نماذج الذكاء الاصطناعي القادمة ستظل بحاجة إلى تحسينات مستمرة في تقنيات الحوسبة والاتصال.