اخر الاخبار

دير الزور.. 86 مدرسة خارج الخدمة

دير الزور – عبادة الشيخ

تحتاج مدارس محافظة دير الزور شرقي سوريا إلى إعادة إعمار وتأهيل، فالعشرات منها في المدينة والريف باتت خارج الخدمة لأسباب مختلفة، منها تحويل بعضها لنقاط عسكرية لقوات النظام وإيران، والقصف الذي ألحق الضرر بعدد كبير منها.

بحسب إحصائية حصلت عليها من وزارة التربية في حكومة دمشق المؤقتة، توجد في دير الزور 63 مدرسة مدمرة بالكامل، وتحولت 23 مدرسة أخرى إلى مقار عسكرية لقوات النظام السابق والميليشيات الإيرانية.

وتحتاج 23 مدرسة إلى تأهيل كامل في البنية التحتية، بسبب العبث بها خلال فترة سيطرة النظام السابق والميليشيات الإيرانية على المنطقة، والتي امتدت منذ نهاية عام 2017 حتى سقوط النظام في 8 من كانون الأول 2024.

وكان لخروج هذه المدارس عن الخدمة أثر سلبي، وأدى إلى تسرب عدد من الطلاب، وفق توضيح الوزارة.

مكتظة ودون كتب

وفق معلمين وإداريين قابلتهم، يعاني القطاع التعليمي في دير الزور من نقص كبير في أعداد المدرسين الاختصاصيين والموجهين التربويين، إضافة إلى عدم توفر مواصلات لنقل المعلمين والموجهين لمتابعة العمل في مدارس الريف.

هلا التركي معلمة من مدينة دير الزور، قالت ل، إن صفوف المدارس التي لا تزال في الخدمة مكتظة بالطلاب، وقد يصل العدد داخل الصف الواحد إلى 50 طالبًا.

وذكرت أن أغلب الطلاب دون كتب، والمعلمون يشرحون المواد العلمية بلا وسائل تعليمية، ويضطرون أحيانًا لكتابة المناهج كاملة على السبورة بسبب عدم توفر الكتب.

أما المعلم سهيل الجاسم، فقال ل، إن المدرسة الثانوية التي كان يعمل فيها أغلقت أبوابها نتيجة قصفها من قبل قوات النظام 2017، مشيرًا إلى أنها كانت تضم حوالي 700 طالب، غالبيتهم أصبحوا خارج مقاعد الدراسة.

وأضاف سهيل أن النظام السابق لم يكن يسعى بعد سيطرته على المدينة وأجزاء من ريفها لإعادة تفعيل المدارس المدمرة، أو إعادة ضبط العملية التعليمية.

ولفت إلى أن التحدي الأكبر الذي واجه المعلمين كان نزوح الطلاب مع ذويهم من مدينة دير الزور إلى مناطق لم يطلها القصف، مطالبًا المنظمات الدولية وحكومة دمشق المؤقتة بالإسراع والانتباه للعملية التعليمية وإعادة ضبطها.

متطلبات الدعم

مصدر مسؤول في وزارة التربية (غير مخوّل بالتصريح) قال ل، إن إعادة تأهيل القطاع التعليمي في دير الزور تتطلب تضافر الجهود المحلية والتعاون مع المنظمات الدولية الداعمة للتعليم.

وذكر أن هذه الجهود يجب أن تركز على تأهيل وترميم المدارس المتضررة، وتوفير البنية التحتية اللازمة لضمان استمرارية العملية التعليمية بشكل مستدام.

واعتبر أن واقع التعليم في دير الزور بحاجة إلى اهتمام كبير واستراتيجيات مستدامة لإصلاحه، خاصة بعد الأضرار التي لحقت بالقطاع نتيجة الحرب والسياسات المهملة للنظام السابق.

ومنذ سنوات يعاني القطاع التعليمي من عدة صعوبات، كما توجد مناهج تعليمية متعددة في مناطق شمال شرقي سوريا، إذ لا تزال تسيطر “الإدارة الذاتية” على عدة قرى وبلدات في ريف دير الزور.

وكانت “الإدارة الذاتية” لا تعترف بالمنهاج الذي يفرضه النظام السوري السابق، كما سبق لها الإعلان عن حظر تدريسه في مناطق سيطرتها، وأغلقت عشرات المدارس والمعاهد التي تُدرسه، وكانت حكومة النظام ترفض الاعتراف بمنهاج “الإدارة الذاتية”.

ويعاني السكان من دفع تكاليف في سبيل تأمين التعليم لأطفالهم، بدءًا من المستلزمات من القرطاسية والزي وصولًا إلى تكلفة النقل إلى المدارس، في حين تكون التكاليف مضاعفة في حال أرادت العائلة تسجيل أبنائها في مدارس خاصة أو معاهد تقوية.

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *