اخر الاخبار

ذكرى تأسيس الحزب الفاشي في إيطاليا وبداية عهد موسوليني وصعود الفاشية

الاحد 23 فبراير 2025 | 01:57 مساءً

كتب : عامر عبدالرحمن

في مثل هذا اليوم من عام 1919، أسس بينيتو موسوليني الحزب الفاشي في إيطاليا، وهو الحدث الذي شكل نقطة تحول في التاريخ السياسي الأوروبي ومهد الطريق لصعود الأنظمة الشمولية في القرن العشرين.

الأيديولوجيا والتوجهات

الفاشية هي تيار سياسي وفكري من أقصى اليمين، ظهر في أوروبا في العقد الثاني من القرن العشرين، وله نزعة قومية عنصرية تمجد الدولة إلى حد التقديس، وترفض نموذج الدولة القائم على الليبرالية التقليدية والديمقراطية البرلمانية التعددية.

تُعتبر الفاشية شكلاً راديكاليًا من الهيمنة، حيث تمثلت تاريخيًا في حركات سياسية قومية أو وطنية، وأنظمة حكم شمولية. وقد تبلور الفكر الفاشي عبر التجارب السياسية التي خاضتها عدة دول أوروبية خلال فترة ما بين الحربين العالميتين.

بداية الفاشية وظهور موسوليني

واجهت إيطاليا عقب الحرب العالمية الأولى أزمة اقتصادية واجتماعية حادة، وعجزت الحكومات المتعاقبة عن حلها، مما أدى إلى فقدان الدولة هيبتها. استغل موسوليني هذه الأوضاع لتأسيس الحزب الفاشي، الذي تمكن من الوصول إلى الحكم عام 1922 بعد “المسيرة إلى روما”، حيث عينه الملك فيكتور إيمانويل الثالث رئيسًا للوزراء، ليبدأ بعدها بترسيخ حكمه وتحويل إيطاليا إلى دولة فاشية تحت سلطته المطلقة.

أهداف الفاشية

سعت الحركات الفاشية إلى توحيد الأمة عبر الدولة الشمولية، وروجت للتحرك الجماعي للمجتمع الوطني. وتميزت بحركات تهدف إلى إعادة تنظيم المجتمع وفق مبادئ الأيديولوجية الفاشية، مثل تبجيل الدولة، والولاء الشديد لقائد قوي، والتعصب الوطني والعسكري.

كما اعتمدت على العنف السياسي والحرب كوسيلة لإحياء نهضة وطنية، واعتقد الفاشيون أن الأمم الأقوى لها الحق في فرض نفوذها بإزاحة الأمم الأضعف.

نشأة المصطلح والفكر الفاشي

إن كلمة الفاشية (Fascism) مستمدة من الكلمة اللاتينية (Fasces)، ومعناها العصبة أو الاتحاد. وقد نشأ المذهب الفاشي في إيطاليا عام 1920، على إثر اضطرابات عمالية حاول فيها العمال الاستيلاء على عناصر الإنتاج، مثل مصانع شركة “فيات” للسيارات، مما أدى إلى شل حركة الاقتصاد. استغل موسوليني هذه الأحداث، وبدعم من جماعات كبيرة، أعاد النظام إلى نصابه وتولى الحكم بالقوة، ومنذ ذلك الحين اقترنت الفاشية باسمه.

التأثير الفاشي على الأنظمة الأخرى

يلخص موسوليني الفاشية بأن إرادة الشعب ليست الوسيلة للحكم، بل القوة التي تفرض القانون. وقد أثرت هذه الأيديولوجية في نشوء أنظمة أخرى، مثل النازية في ألمانيا بزعامة أدولف هتلر عام 1933، وحركة الفلانجية الإسبانية بقيادة فرانكو عام 1939.

الجانب الاقتصادي للفاشية

من الناحية الاقتصادية، تقوم الفاشية على تكوين نقابات تجمع العمال وأرباب العمل، بشرط أن يكونوا جميعهم أعضاءً في الحزب الفاشي. لا تؤمن الفاشية بحق الإضراب، لكنها لا تستهدف القضاء على الرأسمالية الوطنية، بل تسعى لإيجاد نوع من التعاون بين الطبقات لتحقيق السلام الاجتماعي.

كما ترى أن تدخل الدولة يجب أن يكون فقط عند فشل المشروعات الفردية، على أن يأخذ هذا التدخل شكل الرقابة أو تحسين النوعية أو الإدارة المباشرة في حالات العجز الإداري.

الإرث والتداعيات

شكلت الفاشية نموذجًا للحكم الديكتاتوري ألهم أنظمة أخرى وأسهمت في اندلاع الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من انهيار حكم موسوليني عام 1943 وإعدامه لاحقًا، إلا أن إرث الفاشية ظل جزءًا من النقاش السياسي والتاريخي حول الديكتاتورية وتأثيرها المدمر على الشعوب.

المصدر: بلدنا اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *