قالت شبكة World Weather Attribution العلمية في تقرير لها اليوم الأربعاء، إن الغطاء الجليدي في جرينلاند ذاب بسرعة أكبر بـ17 مرة من المتوسط الماضي خلال موجة الحر في مايو/أيار والتي ضربت أيضا أيسلندا.
ـ ذوبان جرينلاند أسرع من المتوقع
تقع منطقة القطب الشمالي على الخط الأمامي للاحتباس الحراري العالمي، حيث ترتفع درجة حرارتها 4 مرات أسرع من بقية الكوكب منذ عام 1979، وفقا لدراسة أجريت عام 2022 في المجلة العلمية Nature.
وقالت فريدريك أوتو، إحدى مؤلفي التقرير، للصحافيين: “إن معدل ذوبان الغطاء الجليدي في جرينلاند، وفقا للتحليل الأولي، بعامل 17… يعني أن مساهمة الغطاء الجليدي في جرينلاند في ارتفاع مستوى سطح البحر أعلى مما كان ليكون عليه لولا موجة الحر هذه”.
من جانبه، قال أوتو، الأستاذ المشارك في علوم المناخ في إمبريال كوليدج لندن: “لولا تغير المناخ لكان هذا الأمر مستحيلا”.
وتمت مقارنة بيانات موجة الحر في الفترة من 15 إلى 21 مايو 2025 بمتوسط ذوبان الجليد في نفس الأسبوع خلال الفترة 19802010.
وفي أيسلندا، تجاوزت درجات الحرارة 26 درجة مئوية (79 فهرنهايت) في 15 مايو/أيار، وهو رقم غير مسبوق في ذلك الوقت من العام على الجزيرة شبه القطبية.
أما هيئة الأرصاد الجوية العالمية، قالت: إن “درجات الحرارة في أيسلندا كما تم رصدها في شهر مايو هذا العام قياسية، حيث كانت أعلى من متوسط درجات الحرارة القصوى اليومية في شهر مايو في الفترة 19912020 بأكثر من 13 درجة مئوية”.
وفي مايو/أيار الماضي، سجلت 94% من محطات الأرصاد الجوية في أيسلندا درجات حرارة قياسية، وفقا للمعهد الأرصاد الجوية في البلاد.
وفي شرق جرينلاند، كان اليوم الأكثر حرارة خلال موجة الحر أعلى بنحو 3.9 درجة مئوية مقارنة بالمناخ ما قبل الصناعي، حسبما ذكرت هيئة الأرصاد الجوية العالمية.
وقال أوتو: “في حين أن موجة الحر التي تبلغ حوالي 20 درجة مئوية قد لا تبدو حدثًا متطرفًا من تجربة معظم الناس في جميع أنحاء العالم، إلا أنها تشكل حدثًا كبيرًا حقًا لهذا الجزء من العالم”.
وأضاف: “أنها تؤثر على العالم أجمع بشكل كبير”.
وبحسب الجمعية العالمية لعلوم المناخ، فإن الارتفاعات القياسية التي سجلت في أيسلندا وجرينلاند في مايو/أيار هذا العام قد تتكرر كل 100 عام.
بالنسبة للمجتمعات الأصلية في جرينلاند، تؤثر درجات الحرارة المرتفعة وذوبان الجليد على قدرتهم على الصيد على الجليد، مما يشكل تهديدًا لسبل عيشهم وطريقة حياتهم التقليدية.
وتؤثر التغييرات أيضا على البنية التحتية في البلدين.
وقالت جمعية المياه العالمية: “في جرينلاند وأيسلندا، تم بناء البنية التحتية للطقس البارد، وهذا يعني أنه خلال موجة الحر يمكن أن يؤدي ذوبان الجليد إلى حدوث فيضانات وتدمير الطرق والبنية التحتية”.
وفي جرينلاند، يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة المصحوبة بهطول الأمطار الغزيرة إلى عواقب عديدة على الطبيعة.
وفي عام 2022، تسببت درجات الحرارة المرتفعة في ذوبان الجليد الدائم، مما أدى إلى إطلاق الحديد والمعادن الأخرى في العديد من بحيرات القطب الشمالي، كما ذكرت الوكالة.
كما يمكن أن تتأثر الصحة والنظافة أيضًا، حيث تفتقر الأسر الريفية في جرينلاند في كثير من الأحيان إلى أنظمة الصرف الصحي.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية