رأس العين تعاني انقطاع الكهرباء.. “AK” لا تستجيب
– رأس العين
منذ منتصف تشرين الأول الماضي، تعاني مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة من انقطاعات متكررة للكهرباء، تصل إلى 5 ساعات يوميًا، ما يؤثر سلبًا على حياة السكان.
وتعتمد غالبية سكان المدينة على الكهرباء القادمة من تركيا عبر شركة “AK Energy” (أك إنرجي)، التي تعد المصدر الرئيس للطاقة في المنطقة، إلا أن أهالي اعتبروا تعاملها يسوده غياب “الاستجابة والشفافية”.
وتضاف حالة الانقطاع إلى شكاوى قديمة لم تلقَ استجابة، وظلت حبيسة الوعود، منها غياب الكهرباء عن ريف رأس العين منذ نحو أربع سنوات، وسط وعود بالتمديد، وهو ما يخالف العقد المبرم بين الشركة والمجلس المحلي.
انقطاعات وخدمة سيئة
مع بدء انخفاض درجات الحرارة، يزداد استخدام الكهرباء خاصة للتدفئة، لكن انقطاع التيار دون سبب واضح، أربك حسابات الأهالي، ومنعهم من تشغيل مدافئ أو أدوات تسخين المياه، وفق ما قاله الخمسيني حسن المحمد من رأس العين.
وذكر الرجل ل أن منزله يعتمد في التدفئة على الكهرباء، وأن الانقطاعات الطويلة للتيار دفعته إلى شراء المازوت، لكنه ليس حلًا لأنه مكلف ماليًا، وكذلك لأنه يدفع مبالغ مقابل اشتراكه بالكهرباء.
ويجد الخمسيني نفسه مضطرًا للبحث عن بدائل مثل المازوت أو الحطب، معربًا عن خشيته من استمرار هذا الانقطاع، ما يعني “شتوية قاسية”، وأمراضًا تقلق صحة عائلته وراحتهم.
واشتكت السيدة رابعة الكريم القاطنة في مدينة رأس العين، من طول ساعات انقطاع الكهرباء، وعدم قدرتها على إنهاء بعض واجبات منزلها، من إعداد طعام أو غسل ملابس.
وقالت ل، إنها تضطر لاستخدام الشموع والفوانيس كبدائل في الليل، مع إدراكها أن هذه الحلول ليست مستدامة.
أما أحمد الإبراهيم، وهو موظف في بلدية رأس العين، فقال إن انقطاع الكهرباء المتكرر أصبح مصدر ضرر للسكان، دون استجابة رغم الشكاوى المتعددة.
وذكر ل أن الانقطاع أدى إلى فساد الأطعمة في الثلاجة وتلف الأدوية، معتبرًا أن الشركة تفتقر إلى الشفافية، إذ لا توجد أي توضيحات حول الأسباب ومواعيد الصيانة.
وفق أهالٍ قابلتهم، تكررت مطالبهم من شركة الكهرباء بإيجاد حلول، لكنهم لم يتلقوا أي رد إيجابي، واكتفوا بالوعود التي لم تنفذ، ولا توجد ضمانات أو آلية لتحصيل حقوقهم من الشركة.
ويضطر الأهالي إلى شحن بطاقات اشتراكهم بالكهرباء شهريًا بمبالغ تتراوح بين 700 و1000 ليرة تركية في مدينة رأس العين، ويتلقى موظفو المجالس المحلية أو الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لـ”الائتلاف السوري المعارض” رواتب تتراوح بين 2000 و3000 ليرة تركية شهريًا.
ويبلغ سعر ليتر المازوت 35 ليرة تركية، وسعر الشمعة 18.5 ليرة تركية.
وعود المجلس المحلي
بالإضافة إلى الانقطاع، انخفضت شحنة الكهرباء من 35 إلى 27 كيلوواطًا لكل 100 ليرة تركية، قبل نحو شهر ونصف، وسط مطالب من الأهالي برفع الشحنة، إلا أن الشركة لم تستجب بتحسين الخدمة أو ضمان استقرارها.
ووقعت الشركة أول عقودها مع المجلس المحلي في رأس العين وتل أبيض في آذار 2021، ويتضمن وصول التيار الكهربائي إلى مدينة رأس العين وريفها، وفق حديث ل مع رئيس المجلس المحلي في رأس العين سابقًا، مرعي اليوسف، وهو ما يجعل المجلس المحلي معنيًا بمتابعة العقد وإلزام الشركة بالبنود.
ا
لمتحدث باسم المجلس المحلي، زياد ملكي، قال ل، إن المجلس يتواصل بشكل مستمر مع شركة الكهرباء لحل مشكلة الانقطاع المتكرر، خاصة في آخر 15 يومًا، متوعدًا بمواصلة مطالبة المجلس للشركة بالالتزام بتوفير التيار الكهربائي على مدار الساعة دون انقطاع، لضمان استقرار الخدمة المقدمة للسكان.
وأضاف أن المجلس شدد على الشركة بضرورة التزامها بالعقود المبرمة، خصوصًا فيما يتعلق بعدم رفع سعر الكهرباء دون إشعار مسبق للمجلس، للحفاظ على حقوق المواطنين.
وذكر أن المجلس تلقى وعدًا من الشركة بتوفير الكهرباء دون أعطال خلال الأيام القليلة المقبلة.
“Ak”: أعمال صيانة
أُسست شركة “Ak Energy” في ولاية كلّس التركية وتعود ملكيتها للسوري إبراهيم خليل وثلاثة أشخاص أتراك، وبدأت الشركة أعمالها بأرياف حلب في 1 من حزيران 2017، وحصلت على الترخيص رقم “9123455” من غرفة الصناعة والتجارة في ولاية غازي عينتاب التركية.
عقد الشركة المبرم مع المجلس المحلي في رأس العين عام 2021، نص على تغذية المدينة والريف خلال عام فقط، لكن الشركة تخلفت عن العقد المبرم حيث استغرق إيصال الكهرباء إلى مدينة رأس العين بشكل كامل أكثر من عامين.
وكان من أبرز بنود العقد، صيانة البنية التحتية للكهرباء في المدينة والريف، لكن لم تستبدل البنية التحتية للكهرباء، وجرى توصيلها بشكل عشوائي، ولا تزال المدينة تعاني من انقطاعات متكررة نتيجة لذلك.
مصدر مسؤول في الشركة (طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخوّل بالتصريح) أوضح ل أن الانقطاع الذي شهدته مدينة رأس العين خلال الـ15 يومًا الماضية كان نتيجة أعمال صيانة رئيسة داخل تركيا وسوريا.
وقال المصدر إن الشركة بدأت عمليات الإصلاح قبل أكثر من شهر، تحضيرًا لفصل الشتاء، بهدف تأمين التيار الكهربائي بشكل مستمر دون انقطاع.
وأضاف أن الشركة عملت خلال هذه الفترة على صيانة وتحديث نحو 60% من الشبكات لضمان كفاءة أفضل.
وذكر أن أعمال الصيانة في رأس العين لا تزال مستمرة، ومن المتوقع الانتهاء منها خلال الأيام المقبلة، ما سيؤدي إلى استقرار التيار الكهربائي وتحسين جودته.
وتؤرق مشكلات الكهرباء حياة السكان في مدينة رأس العين البالغ عددهم 115 ألف نسمة، إذ تتكرر الشكاوى سواء من غيابها عن معظم مناطق الريف، أو تذبذب التيار ما يؤدي إلى تلف الأجهزة الكهربائية، أو ارتفاع أسعارها بشكل متكرر.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
المصدر: عنب بلدي