رئيس جوجل السابق يخطط لإطلاق مراكز بيانات في الفضاء

منذ استحواذ الرئيس التنفيذي السابق لشركة جوجل، إريك شميدت، على شركة Relativity Space قبل نحو شهرين، لم يُفصح الملياردير الأميركي عن الكثير علناً بشأن خططه للشركة. ومع ذلك، يبدو أن نواياه تجاه Relativity أصبحت الآن أكثر وضوحاً، فهو يريد امتلاك القدرة على إطلاق مراكز البيانات إلى الفضاء، حسبما أورد موقع arstechnica.
يأتي هذا بعدما مثل شميدت أمام لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب الأميركي خلال جلسة استماع في أبريل الماضي، حيث تحدث عن مستقبل الذكاء الاصطناعي والقدرة التنافسية للولايات المتحدة.
ومن بين المواضيع التي طُرحت آنذاك، الحاجة إلى المزيد من الطاقة الكهربائية – المتجددة وغير المتجددة – لتشغيل مراكز البيانات التي ستُسهّل احتياجات تطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته. وأشار شميدت إلى أن محطة الطاقة النووية المتوسطة في الولايات المتحدة تُولّد 1 جيجاوات من الطاقة.
وقال شميدت: “يُخطط الناس لبناء مراكز بيانات بقدرة 10 جيجاوات. يُعطيك هذا فكرةً عن حجم هذه الأزمة. يعتقد الكثيرون أن الطلب على الطاقة في صناعتنا سيرتفع من 3% إلى 99% من إجمالي الإنتاج. أحد التقديرات التي أعتقد أنها الأرجح هي أن مراكز البيانات ستحتاج إلى 29 جيجاوات إضافية من الطاقة بحلول عام 2027، و67 جيجاوات إضافية بحلول عام 2030”.
وتستهلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي قدراً هائلاً من قوة الحوسبة. يستهلك سؤال واحد لـ ChatGPT طاقةً تفوق ما يستهلكه بحث جوجل خلال عملية بحث واحدة بحوالي 10 أضعاف. وقطاع الطاقة الأميركي غير مُهيأ جيداً لهذا النوع من النمو الهائل في الطلب على الطاقة حسب موقع arstechnica، حيث زاد استهلاك الطاقة خلال العقد الماضي بنحو 0.5% سنوياً. كما تستهلك مراكز البيانات كمياتٍ كبيرة من المياه للتبريد.
مراكز بيانات في الفضاء
ويقول الموقع إنه بناءً على تصريحات شميدت، فإن المدير التنفيذي السابق لشركة جوجل ربما يكون قد اشترى شركة Relativity Space كوسيلةٍ لدعم تطوير مراكز البيانات في الفضاء، حيث يمكن أن تُشغّل مراكز البيانات هذه بواسطة ألواح شمسية، وتطلق الحرارة المنتجة في الفضاء.
ونشر صاحب المقال إريك برجر، تدوينة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” بعد تصريحات شميدت يقول فيها: “ربما يُساعد هذا في تفسير سبب شراء شميدت لشركة Relativity Space”. بعد يوم واحد، ردّ شميدت بكلمة واحدة: “نعم”.
ويشير الموقع إلى وجود عدد قليل نسبياً من الشركات الأميركية القادرة على إطلاق صواريخ.
والخيارات المتاحة لرائد أعمال في بيزنس الفضاء المُحتمل، يرغب في التحكم في وصوله إلى الفضاء، محدودة. إذ أن شركتي SpaceX وBlue Origin مملوكتان بالفعل لمليارديرات يتمتعون بسلطة كاملة لاتخاذ القرار. فيما صاروخ Vulcan من United Launch Alliance مرتفع التكلفة، وبينما ستُطرح مركبة Neutron من Rocket Lab قريباً، إلا أنها قد لا تكون كبيرة بما يكفي لطموحات شميدت.
في المقابل، فإن شركة Relativity Space تسعى لإطلاق صاروخ Terran R القابل لإعادة الاستخدام جزئياً في أفق عامين، وإذا تم تنفيذ مشروع Terran R كما هو مخطط، فسيكون مركبة إطلاق عملاقة قادرة على إرسال شحنة بوزن 33.5 طن إلى مدار الأرض المنخفض.
تحديات
ويشير موقع arstechnica إلى وجود عيوب كبيرة في نهج Relativity لتطوير Terran R. ومع ذلك، يمكن حل هذه المشكلات بتمويل إضافي، وقد ساهم شميدت في ذلك خلال النصف الأول من العام الماضي.
ولا يمتلك شميدت ثروةً بحجم ثروة إيلون ماسك أو جيف بيزوس. إذ تقدر ثروته الشخصية بحوالي 20 مليار دولار، أي أقل بعشرة أضعاف تقريباً. وهذا يُفسر، وفقاً لمصادر في القطاع المالي، سعي شميدت حالياً لجذب شركاء إضافيين لتمويل إعادة إحياء مشروع Relativity.
ويُعد حل مشكلة الإطلاق، أبرز التحديات التي تواجه هذه الفكرة. إلى جانب ما إذا كانت الطاقة الشمسية قادرة على تلبية احتياجات مراكز البيانات من الطاقة، وما إذا سيكون من الممكن تصريف الحرارة الناتجة في الفضاء، وأين ستُوضع مراكز البيانات هاته ضمن مدار أرضي يزداد ازدحاماً.