إندونيسيا تقترح استقبال ألف فلسطيني من غزة مؤقتاً

قال الرئيس الإندونيسي برابو سوبيانتو، الأربعاء، إن بلاده مستعدة لاستقبال فلسطينيين متضررين من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة “مؤقتاً”، لكنه اشترط الحصول على موافقة جميع الأطراف المعنية، وذلك في مستهل جولة بمنطقة الشرق الأوسط، حيث يزور الإمارات ومصر وقطر والأردن، إضافة إلى تركيا.
وأضاف سوبيانتو في مؤتمر صحافي قبل مغادرته إلى أبوظبي، حيث وجهته الأولى في الجولة: “مستعدون لاستقبال نحو ألف فلسطيني من غزة كمرحلة أولى، من الجرحى، أو من تعرّضوا للصدمات، أو من فقدوا أسَرَهم”.
وأشار إلى أن “هذه المبادرة تأتي استجابة من إندونيسيا لنداء المجتمع الدولي للقيام بدور أكثر فاعلية، والاستفادة من وضعها كدولة غير منحازة ومكانتها كدولة بها أكبر عدد من المسلمين في العالم”.
وأوضح الرئيس الإندونيسي أنه يقوم بهذه الجولة بهدف التشاور مباشرة مع قادتها (الدول الخمس)، حيث كان يتلقى اتصالات هاتفية ومبعوثين يستفسرون عن مدى استعداد إندونيسيا للمساعدة في معالجة الوضع في غزة.
واستدرك بالقول إنهم “مستعدون لإرسال طائرات لنقلهم، ولكن بشرط الحصول على موافقة جميع الأطراف. هؤلاء الفلسطينيون سيكونون هنا مؤقتاً فقط حتى يتحسن الوضع. بمجرد أن يستقر الوضع في غزة، يجب عليهم العودة. لذلك، يجب عليّ التشاور مع قادة هذه المناطق”.
وفي الوقت ذاته، أكد أنه “سيتم مناقشة الخطة مع الحكومة الفلسطينية من خلال إرسال وزير خارجيتنا سوجيونو، للقاء رئيس الوزراء ووزير الخارجية الفلسطيني (محمد مصطفى)”.
وتدعم جاكرتا حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما أرسلت مساعدات إنسانية للفلسطينيين في غزة.
تأتي تصريحات سوبيانتو بعد نحو شهرين من إعلان وزارة خارجيته رفْضها القاطع لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين قسراً، وذلك في أعقاب اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب نقلهم بشكل دائم من غزة.
وكان سوبيانتو قال العام الماضي، قبل تولّيه الرئاسة رسمياً، إن إندونيسيا مستعدة لإرسال قوات حفظ سلام إلى غزة إذا لزم الأمر.
مقترح أميركي وتحركات إسرائيلية
اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب في أكثر من مناسبة، وكان آخرها لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، الاثنين، إمكانية نقل سكان الفلسطينيين من غزة إلى دول أخرى، وتحويل المنطقة الساحلية إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، على حد وصفه.
وأشاد نتنياهو مجدداً بخطة ترمب لإجلاء سكان غزة أثناء إعادة إعمار القطاع، وقال إن هناك محادثات إيجابية مع دول ترغب في استقبال سكان غزة، لكنه رفض الكشف عن هذه الدول.
وفي وقت سابق الجمعة، قال مسؤولان إسرائيليان إن نتنياهو كلف جهاز الاستخبارات الخارجية “الموساد”، بالبحث عن دول توافق على استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين من قطاع غزة، حسبما نقل موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي.
وأضاف المسؤولان ومسؤول أميركي سابق للموقع، أن تل أبيب أجرت بالفعل محادثات مع الصومال وجنوب السودان، بالإضافة إلى دول أخرى منها إندونيسيا.
وكان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي وافق على اقتراح قدّمه وزير الدفاع يسرائيل كاتس، في فبراير الماضي، لإنشاء إدارة جديدة داخل الوزارة تتولى “تمكين” مغادرة الفلسطينيين من قطاع غزة “طواعية”، حسبما أفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” حينها.
وذكر مكتب كاتس، في بيان، أن الإدارة الجديدة ستعمل على “التحضير لتمكين المرور الآمن والمنظم لسكان غزة الراغبين في مغادرة القطاع طوعياً إلى دول ثالثة، بما في ذلك تأمين تنقلهم، وتحديد مسارات للحركة، وإجراء الفحوصات عند المعابر المحددة داخل قطاع غزة، فضلاً عن تنسيق توفير البنية التحتية اللازمة التي تضمن انتقالهم براً وبحراً وجواً إلى الدول المستقبلة”.
وأدانت عدة دول، وفي مقدمتها السعودية ومصر والأردن، إعلان إسرائيل إنشاء إدارة تستهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، إضافة إلى “المصادقة على فصل 13 حياً استيطانياً غير قانوني في الضفة الغربية، تمهيداً لشرعنتها كمستوطنات استعمارية”.
رفض عربي ودولي
وأثار الرئيس الأميركي انتقادات عربية ودولية واسعة حتى من أقرب حلفائه الغربيين، بعدما طرح فكرة نقل الفلسطينيين من غزة وفرض سيطرة أميركية على القطاع المحاصر في أفق إعادة إعماره وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
وقوبل مقترح ترمب برفض دولي مطلق، إذ عبّر حلفاء الولايات المتحدة، بما فيهم الأوروبيين، عن رفضهم اقتراح ترمب بأن “تتولى” الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة وإعادة توطين سكانه الفلسطينيين بشكل دائم، وأدانوه على الفور، معتبرين أن غزة “هي أرض الفلسطينيين، ويجب أن يبقوا فيها”.
ورفضت القمة العربية الطارئة، التي عُقدت في العاصمة المصرية القاهرة، في مارس الماضي، تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وأعلنت اعتماد خطة مصر بشأن إعادة إعمار غزة، ودعْم القرار الفلسطيني بتشكيل لجنة لإدارة القطاع لفترة انتقالية تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
وحذَّر البيان الختامي للقمة من أن “أي محاولات آثمة لتهجير الشعب الفلسطيني أو محاولات لضم أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة، سيكون من شأنها إدخال المنطقة في مرحلة جديدة من الصراعات، وتقويض فرص الاستقرار، وتوسيع رقعة الصراع ليمتد إلى دول أخرى بالمنطقة”.
كما أكد البيان الختامي للاجتماع الوزاري لمجلس التعاون الخليجي في دورته الـ(163)، على دعم الدول الأعضاء لثبات الشعب الفلسطيني على أرضه، ورفض أي محاولات لتهجير سكان غزة.