وصل الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه-ميونج إلى اليابان، السبت، لعقد أول قمة رسمية مع رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا، في زيارة تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، قبل أن يلتقي الرئيس الأميركي في واشنطن، الاثنين.

ويُعد اختيار لي، اليابان، أول محطة لزياراته الخارجية، علامة إيجابية للعلاقة بين الجارين الآسيويين، اللذين يسعيان لتحسين العلاقات رغم الصعوبات الناتجة عن الماضي الحربي بينهما، بحسب صحيفة “japantoday”.

ويعتبر الحفاظ على الزخم في التعاون الثنائي وتعزيز التبادلات الشعبية من الأولويات للبلدين، خاصة أن هذا العام يصادف الذكرى الـ 60 لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين سول وطوكيو.

وتأتي هذه القمة الثانية وجهاً لوجه بين إيشيبا ولي، الذي أصبح رئيساً في يونيو، في وقت تواجه فيه اليابان وكوريا الجنوبية قضايا مشابهة، تتراوح بين تطوير كوريا الشمالية للأسلحة النووية والصواريخ وصعود الصين، إلى جانب انخفاض معدلات الولادة داخلياً.

العلاقة مع واشنطن

تواجه طوكيو وسول، وهما حليفان رئيسيان لواشنطن في آسيا، تحدياً مشتركاً يتمثل في تعميق التعاون مع الولايات المتحدة في المجال الأمني، مع معالجة التهديدات الاقتصادية الناجمة عن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب برفع الرسوم الجمركية على الواردات.

وكان الرئيس الكوري الجنوبي، الذي اتخذ سابقاً موقفاً حازماً بشأن قضايا الحكم الاستعماري الياباني لشبه الجزيرة الكورية بين 1910 و1945، خفف من لهجته واعتمد نهجاً دبلوماسياً أكثر براجماتية.

وقال إيشيبا إنه يرغب في تطوير العلاقات، واصفاً البلدين بـ”شريكين مهمين” يجب عليهما معالجة القضايا العالمية بشكل مشترك، وأن التعاون بين الجانبين يعود بالنفع على استقرار المنطقة والعالم أوسع، بينما شدد لي على ضرورة التعاون المتبادل “المستقبلي والمنفعي” مع اليابان، وفق صحيفة “japantoday”.

ومن المقرر أن يسافر لي من اليابان إلى الولايات المتحدة لعقد قمة مع ترمب، وسط توقعات بأن يناقشا مسألة الرسوم الجمركية.

وأثار الفوز المفاجئ لليبرالي لي في الانتخابات المبكرة، بعد عزل الرئيس المحافظ يون سوك يول، بسبب إعلانه الأحكام العرفية، مخاوف في طوكيو من توتر العلاقات مع سول.

وانتقد لي الجهود السابقة لتحسين العلاقات التي توترت بسبب الاستياء المستمر من الحكم الاستعماري الياباني لشبه الجزيرة الكورية في الفترة 1910-1945.

توثيق العلاقات

وعبرت الحكومة الكورية الجنوبية، الأسبوع الماضي، عن “خيبة أمل وأسف شديدين” بعد أن زار مسؤولون محليون ضريحاً في طوكيو لضحايا الحرب اليابانيين يعتبره الكثير من الكوريين رمزاً لعدوان اليابان في زمن الحرب.

ومع ذلك، يقول لي حتى الآن إنه يؤيد توثيق العلاقات مع طوكيو، وهو ما ذكره أيضاً في أول اجتماع له مع إيشيبا على هامش قمة مجموعة السبع في كندا في يونيو.

وعلى الرغم من خلافاتهما، إلا أن البلدين الحليفين للولايات المتحدة يعتمدان بشكل كبير على واشنطن لمواجهة النفوذ الإقليمي المتنامي للصين. ويستضيفان معاً نحو 80 ألف جندي أميركي وعشرات السفن الحربية ومئات الطائرات العسكرية الأميركية.

ومن المتوقع أن يناقش لي وترمب في واشنطن المخاوف الأمنية مثل تلك المتعلقة بالصين وكوريا الشمالية، ومساهمة سول المالية مقابل تمركز القوات الأميركية في كوريا الجنوبية، وهي مساهمة ضغط الرئيس الأميركي مراراً لزيادتها.

ولدى اليابان وكوريا الجنوبية أيضاً توافق مشترك آخر بشأن التجارة، إذ وافق كلاهما على فرض رسوم جمركية 15% على واردات الولايات المتحدة من بضائعهما بعد أن هدد ترمب بفرض رسوم أعلى.

شاركها.