رئيس لبنان لنظيره الفرنسي: ثقة العالم ببيروت يجب أن تعود
أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون أمام نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أهمية تثبيت وقف إطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي لا تزال موجودة فيها ضمن المهلة المتفق عليها في اتفاق وقف إطلاق النار، وضرورة وقف اعتداءاتها في بعض القرى الجنوبية.
وقال عون إن “ثقة الشعب اللبناني ببلده قد عادت، وثقة العالم بلبنان يجب أن تعود، لأن لبنانَ الحقيقي الأصيل قد عاد”، داعياً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يشهد للعالم بذلك، مضيفاً خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي، عقب جلسة مباحثات ثنائية في بيروت، أن الشعب اللبناني دفع الكثير من دمائه وثرواته خلال الأعوام الماضية.
من جانبه، أعلن ماكرون أن فرنسا ستنظم مؤتمراً دولياً لحشد التمويل لإعادة إعمار لبنان، خلال زيارة الرئيس اللبناني إلى فرنسا “خلال بضعة أسابيع”، مؤكداً ضرورة مشاركة المجتمع الدولي في إعادة بناء ما دمُر من منازل ومنشآت خلال الهجمات الإسرائيلية على لبنان.
وقال الرئيس الفرنسي إن “فرنسا وقفت إلى جانب اللبنانيين خلال السنوات الماضية”، وخاطب الرئيس عون قائلاً: “أنهيتم الفراغ السياسي الذي شهده لبنان، وأنتم تضعون لبنان على طريق التعافي”، وفق ما نقلته الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
وأكد ماكرون أن باريس تواصل “مساندة لبنان ليبسط سيادته على كل الأراضي اللبنانية”، مشيراً إلى أن “بقاء لبنان بمنأى عن التدخلات الخارجية شرط استمرار تنفيذ وقف إطلاق النار (مع إسرائيل)، وسنستمر في دعم الجيش لمواصلة انتشاره في الجنوب”، مشيراً إلى أن فرنسا ستبدأ تدريب 500 جندي لبناني، فيما سيطلق الاتحاد الأوروبي برنامجاً لدعم الجيش وقوى الأمن اللبنانية، بقيمة 130 مليون يورو.
التنقيب عن النفط
وشدد ماكرون على ضرورة استكمال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان، بالإضافة إلى احتكار الجيش اللبناني، وحده، السلاح في لبنان، لتفادي عودة الفوضى، مضيفاً أن بلاده ستدعم لبنان في ترسيم الحدود مع إسرائيل عند الخط الأزرق”، مؤكداً ضرورة تعزيز عمل قوات الأمم المتحدة “اليونيفيل” في جنوب لبنان.
وخلال اللقاء بين الرئيسين اللبناني والفرنسي، حث عون، ماكرون “الإيعاز إلى شركة توتال بالعودة لمواصلة عمليات التنقيب عن النفط في البلوكات النفطية البحرية”، معتبراً أن ما يجمع لبنان وفرنسا، إلى جانب الروابط التاريخية العميقة، قيم إنسانية وحضارية وثقافية وتربوية يتشاركان بها ويدافعان عنها.
وبحث عون مع نظيره الفرنسي الوضع الراهن في جنوب لبنان، مشدداً على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي التي لا تزال متواجدة فيها، ضمن المهلة المتفق عليها في الاتفاق لوقف إطلاق النار، و”ضرورة وقف إعتداءاتها وتعدياتها المتمادية في بعض القرى الجنوبية ما يشكل انتهاكاً فاضحاً للاتفاق”.
كما شدد عون على أهمية إعادة إسرائيل الأسرى اللبنانيين، فضلاً عن إعادة إعمار القرى والمناطق اللبنانية التي تهدمت جراء العدوان الإسرائيلي الأخير، ونوه بالدور الذي تقوم به قوات اليونيفيل في الجنوب، مشدداً على أهمية المشاركة الفرنسية فيها، ووجه التحية للتضحيات التي قدمتها الكتيبة الفرنسية على تراب لبنان الجنوبي.
زيارة دعم
وفي وقت سابق الجمعة، بدأ ماكرون زيارة رسمية للبنان لتهنئة رئيس الجمهورية جوزاف عون بانتخابه، وعقد محادثات تتناول سبل دعم فرنسا لدولة لبنان.
وعقد ماكرون، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، اجتماعاً ثنائياً استمر نحو 45 دقيقة، وقال الرئيس الفرنسي في نهايته للصحافيين: “أنا سعيد لوجودي في لبنان الذي دخل مرحلة جديدة، وعبّرت عن امتناني وتقديري للرئيس ميقاتي وللمهمة التي قام بها على مدى أعوام لخدمة الجميع في لبنان، لا سيما خلال المرحلة الصعبة جداً بسبب الحرب الأخيرة. وجهت إليه رسالة تقدير، وسأجتمع بعد قليل مع عضويْ لجنة مراقبة وقف إطلاق النار”.
بدوره، قال ميقاتي بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي في المطار: “تحدثنا عن الأوضاع الراهنة وضرورة المتابعة لدعم لبنان على الصعد كافة، اقتصادياً وفي مجال إعادة الإعمار. كما تحدثنا عن التحديات الراهنة، وكان الرئيس (ماكرون) متفهماً للأوضاع اللبنانية، واعداً بمتابعة العمل والدعم للحكومة الجديدة”، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام.
ومنذ الهدنة التي توسطت فيها فرنسا والولايات المتحدة في نوفمبر الماضي، بين إسرائيل وجماعة “حزب الله”، لعبت باريس دوراً في المساعدة في كسر الجمود السياسي في لبنان.
ورداً على سؤال عن النية الفرنسية لتأمين الدعم للبنان، قال ميقاتي: “الرئيس ماكرون وعد بمتابعة هذا الموضوع من خلال عقد اجتماع على غرار الاجتماع الذي عُقد في باريس لدعم الجيش وإغاثة النازحين. الرئيس ماكرون على استعداد لدعم لبنان من خلال الصندوق الائتماني الذي تنوي الحكومة القيام به بالتعاون مع البنك الدولي من أجل إعادة إعمار الجنوب، ويمكن للجنوب المساهمة فيه”.
وفي بيان صحافي صادر عن قصر الإليزيه، فإن زيارة ماكرون إلى بيروت تهدف إلى تأكيد التزام فرنسا الثابت بدعم لبنان وسيادته ووحدته، إذ سيهنئ ماكرون رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزاف عون، لانتخابه رئيساً للبنان، وكذلك رئيس الوزراء المكلف نواف سلام.
وقال الإليزيه إن الزيارة “تعكس التزام فرنسا المستمر باستقرار لبنان ووحدته وتنميته، بوصفه الشريك التاريخي لفرنسا وصديقها، إذ يدخل هذا في إطار التحركات المستمرة لرئيس فرنسا تجاه لبنان، مثل زيارات أغسطس وسبتمبر 2020”.