اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، الأحد، أن الضربات التي شنتها إسرائيل على إيران “لن تؤخر” طهران عن صنع سلاح نووي، وقال إن من المبكر الحكم على خطوة حكومة بنيامين نتنياهو في التصعيد والضربات المباشرة، إذ أنها “أمام اختبار طويل” لمعرفة ما إذا نجحت في مهمتها أم لا.

وأضاف باراك، وهو رئيس أركان سابق للجيش الإسرائيلي ووزير دفاع سابق، أن إسرائيل “استهدفت منشآت البرنامج النووي وستستهدف منشآت وقدرات أخرى، لكننا لم ولن نرجئ، لأكثر من عدة أسابيع، قدرة إيران على الوصول إلى سلاح نووي، وذلك لأن بحوزتهم مواد انشطارية لصنع حوالي 10 قنابل والخبرة في كيفية صنعها، كما أن جيل المنشآت المقبل تم بناؤه في عمق 800 متر تحت الأرض”.

وتابع في مقال رأي نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية: “بالرغم من الضربات الإسرائيلية في إيران، إلا أن إسرائيل أمام اختبار طويل ومؤلم”، معتبراً أن وصول إيران، في التوقيت الذي تقرره، من أجل إثبات قدراتها، حال رغبت في ذلك، إلى بناء سلاحها النووي الأول وبعد ذلك 10 أسلحة مشابهة يعد “تهديداً لا يزال قائماً وسيبقى على حاله”.

وشدد على أن “أجواء النشوة” في إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن “إزالة التهديد النووي الإيراني” سابقة لأوانها وبعيدة عن الواقع. 

وأشار باراك إلى أنه عندما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي في العام 2018، بتأثير من إسرائيل، كانت إيران على بعد 18 شهراً من تطوير سلاح نووي، قائلاً: “الآن هي دولة على عتبة نووية”.

إسقاط النظام الإيراني

وشدد رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك على أن “الحقيقة هي أن الأميركيين أيضاً لم يعد بإمكانهم تأجيل وصول الإيرانيين لمرحلة صنع السلاح النووي لأكثر من عدة أشهر”.

وأضاف: “إذا تحقق الأمل بأن الضربة الإسرائيلية ستعيد الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات، فهذا جيد، لكن إذا لم يحدث هذا، فإن الطريقة الوحيدة بالنسبة للأميركيين أيضاً، من أجل منع إيران من امتلاك سلاح نووي، ستكون بإعلان الحرب على النظام نفسه حتى إسقاطه”.

وقال باراك: “إسرائيل لا يمكنها تنفيذ ذلك لوحدها، وفي تقديري، لن يدخل ترمب إلى حرب كهذه وقراره بهزيمة جماعة الحوثي، على سبيل المثال، لم يتحقق طوال 6 أسابيع تقريباً”.

وحذر باراك من أن “من الجائز أننا سنسرع هذه العملية، إذا قررت إيران المضي في صنع سلاح نووي بادعاء أن العدوانية الإسرائيلية أنشأت تهديداً وجودياً عليها ولا يبقي أمامها خيار سوى الانطلاق نحو سلاح نووي”.

وتابع أن “من وجهة النظر الإسرائيلية يوجد منطق في العملية (ضد إيران).. لم نقف مكتوفي الأيدي عندما حانت اللحظة الأخيرة من أجل محاولة منع سلاح نووي عن إيران، حتى لو كان نجاحنا مشكوك فيه”.

وحث رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق الولايات المتحدة على اتباع ذات الخطوات الإسرائيلية، بعدما تعهد جميع رؤساءها في العقود الأخيرة، بأن إيران “لن تكون نووية”، مشدداً على أنه إذا سارعت إيران في الطريق إلى النووي، فإن الولايات المتحدة ستكون “مذنبة في ذلك”.

ودعا باراك إلى مطالبة القيادة الإسرائيلية بـ”ترجيح الرأي وتحمل المسؤولية في إدارة هذا الاختبار” والتوقف عن الانقلاب على القضاء والتفكيك السريع للمجتمع الإسرائيلي والمطالبة بشن ضربات شديدة في إيران وبدء خطوة فورية لتحرير الرهائن في قطاع غزة وإنهاء الحرب.

شاركها.