قال رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس أمام مجلس الأمن الدولي إن السودان يواجه “أزمة وجودية” بسبب الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، مشيراً إلى أنها تسببت في “كارثة إنسانية غير مسبوقة، وزعزعة الأمن الإقليمي”.
وعرض إدريس أمام مجلس الأمن مبادرة الحكومة السودانية للسلام، قائلاً إنها تستند إلى المبادئ الدولية وتتكامل مع المبادرة السعودية المصرية.
وقال إدريس في كلمته أمام مجلس الأمن إن المبادرة السودانية تتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار تحت رقابة مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، مع انسحاب قوات الدعم السريع من كافة المناطق التي تحتلها.
كما تتضمن المبادرة تجميع مقاتلي الدعم السريع في “معسكرات محددة” تحت إشراف أممي وعربي وإفريقي، وتسهيل عودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية والعودة الطوعية للاجئين، فضلاً عن نزع سلاح الدعم السريع بمراقبة دولية مع ضمانات بعدم إعادة تدوير الأسلحة، وفقاً لرئيس الوزراء السوداني.
وأوضح إدريس أن مبادرة الحكومة السودانية تتضمن أيضاً تدابير بشأن مساءلة عناصر الدعم السريع غير المتورطة في ارتكاب جرائم حرب أو إبادة جماعية أو انتهاكات لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى دمج أفرادها المستوفين للمعايير المحددة في القوات النظامية للحكومة السودانية.
وقال رئيس الوزراء السوداني إن المبادرة تشمل أيضاً عملية سياسية تشهد حواراً سودانياً خالصاً “تتفق فيه القوى السياسية على كيفية إدارة الدولة وحكم البلاد”، يليها انتخابات بمراقبة دولية.
تصاعد العنف يدفع بموجة نزوح واسعة
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة (أوتشا) إن تصاعد العنف في السودان أدى إلى موجات نزوح واسعة، خاصة في إقليمي كردفان ودارفور.
وأفاد بأن نحو 2200 شخص نزحوا خلال أيام من مناطق متفرقة في ولاية جنوب كردفان، فيما وصل 400 نازح إلى مدينة القضارف.
وأوضح المكتب أن ولاية النيل الأبيض استقبلت أكثر من 15 ألف نازح من إقليم كردفان منذ أواخر أكتوبر، بينما شهد إقليم دارفور نزوح أكثر من 107 آلاف شخص من مدينة الفاشر ومحيطها خلال الأسابيع الماضية، إضافة إلى وصول 2,500 نازح إلى جنوب دارفور.
وأشار “أوتشا”، إلى سقوط 10 مدنيين على الأقل في هجوم استهدف سوقاً بولاية شمال دارفور، محذراً من تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية، ومجدداً دعوته إلى وقف الهجمات على المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
واشنطن تضغط لهدنة في 2026
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الجمعة، إن هدف الولايات المتحدة الفوري في السودان هو الوصول إلى هدنة إنسانية مع دخول العام الجديد، وأضاف أن واشنطن منخرطة “بشكل مكثف” في هذا الشأن عبر محادثات مع المسؤولين في الإمارات والسعودية ومصر، وبتنسيق مع المملكة المتحدة.
وأجاب روبيو، رداً على سؤال لـ”الشرق” خلال مؤتمر صحافي في واشنطن بشأن أولويات الإدارة الأميركية وخطوطها الحمراء في السودان، قائلاً إن هدف بلاده في الوقت الراهن، وعلى المدى القصير، هو إلى الوصول إلى وقف للأعمال العدائية.
وتابع: “هذا ما شددنا عليه للجميع، بما في ذلك أثناء اتصالاتي مع مسؤولين في الإمارات والسعودية (…) مبعوثنا الخاص، مسعد بولس، عاد للتو من المنطقة بعد لقاءات مع المسؤولين المصريين والسعوديين والإماراتيين وغيرهم. كما أننا نعمل بتنسيق مع المملكة المتحدة في هذا الشأن”.
ولفت روبيو إلى أن ما يجري في السودان “له أبعاد إقليمية واضحة”، مشيراً إلى أن طرفي الحرب (القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع) يحظيان بدعم من خارج حدود السودان، وأضاف أن “هناك أطراف خارجية منخرطة في هذا الصراع. وقد انخرطنا في التواصل مع تلك الدول”.
وواصل حديثه: “الأمر لا يقتصر على دول تقدم الأسلحة والمعدات، بل يشمل أيضاً دولاً توفر عمليات نقل وتمرير للأسلحة، ولا سيما لقوات الدعم السريع، بما في ذلك في بعض الحالات أسلحة متقدمة”.
