رئيس وزراء الصين سيزور ماليزيا لحضور قمة مع آسيان والخليج

قال مصدران مطلعان إن رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج سيزور ماليزيا في أواخر مايو، لحضور قمة مع مجموعة تم تشكيلها حديثاً من دول جنوب شرق آسيا ودول عربية، تأمل بكين في حشد دعمها بمواجهة الرسوم الجمركية التي تفرضها واشنطن.
وأطلقت الصين أيضاً حملة لإصلاح العلاقات مع الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية بعد أن فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجموعة رسوم جمركية على الكثير من الدول في الثاني من أبريل، قبل أن يُعلّقها فجأة على عشرات الدول باستثناء الصين.
وأضاف المصدران أن لي سيزور كوالالمبور لحضور قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ومجلس التعاون الخليجي والصين في 27 مايو، التي ستعقد بعد يوم من قمة آسيان المقررة في 26 مايو.
ويضم مجلس التعاون الخليجي 6 دول عربية، هي السعودية والكويت وقطر والإمارات والبحرين وسلطنة عمان.
ولم تؤكد الصين علناً بعد المسؤولين الذين سيتألف منهم الوفد الذي سترسله، لكن زيارة رئيس الوزراء الصيني ستأتي بعد وقت قصير من زيارة الرئيس شي جين بينج، في أبريل، لماليزيا التي تترأس الدورة الحالية لرابطة آسيان.
وخلال زيارته، حض شي دول آسيان على الوحدة لمقاومة “الرسوم الجمركية المفرطة”، كما شهدت جهود رامية لإبرام اتفاقية تجارة حرة بين آسيان والصين إحراز تقدم منذ ذلك الحين.
وستأتي اجتماعات ماليزيا بعد محادثات تجارية مهمة بين الولايات المتحدة والصين في سويسرا مطلع الأسبوع والتي من المرجح أن تضع الأساس لمفاوضات أعمق بين أكبر اقتصادين في العالم بعد فترة من التصعيد في الحرب التجارية.
وقال أحد المصدرين إن التخطيط للقمة، الذي بدأ قبل بضعة أشهر، سبق فرض ترمب للرسوم الجمركية، لكن من المتوقع أن تكون التجارة على رأس جدول الأعمال.
ورداً على طلب لتأكيد الزيارة، قالت وزارة الخارجية الصينية، الخميس، إنها مستعدة “لتعزيز التعاون الذي يهدف للمنفعة المتبادلة” مع دول آسيان ودول مجلس التعاون الخليجي خلال القمة.
وقال المتحدث باسم الوزارة لين جيان للصحافيين: “سنعمل معاً من أجل حماية النظام الاقتصادي والتجاري الدولي ونظام التجارة الحرة العالمي”.
كما أكدت وزارة الخارجية الماليزية انعقاد قمة آسيان، وقمة آسيان ومجلس التعاون الخليجي، والقمة الاقتصادية لرابطة آسيان ومجلس التعاون الخليجي والصين في كوالالمبور يومي 26 و27 مايو.
وقالت في بيان لرويترز: “من المتوقع أن تشهد هذه (الاجتماعات) مشاركة رفيعة المستوى من الدول الأعضاء في رابطة آسيان وشركاء الحوار”.
وفي إطار جهودها لتوسيع التعاون مع دول جنوب شرق آسيا، أكدت الصين استعدادها لشراء صادرات من هذه الدول وخاصة المنتجات الزراعية، وفقا لدبلوماسي في بكين.
أكبر شريك تجاري
ورابطة آسيان هي أكبر شريك تجاري للصين حيث أظهرت بيانات الجمارك الصينية أن إجمالي قيمة التجارة بينهما بلغ 234 مليار دولار في الربع الأول من 2025، بينما تُعدّ الصين الشريك التجاري الأكبر لمجلس التعاون الخليجي.
وبلغ إجمالي تجارة السلع بين دول مجلس التعاون الخليجي والصين ما يقرب من 298 مليار دولار أميركي في عام 2023، بينما استحوذت دول المجلس على 36% من إجمالي واردات الصين من النفط الخام في ذلك العام، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة.
وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الثلاثاء، إن واشنطن تتفاوض حالياً مع 17 شريكاً تجارياً رئيسياً، ومن المحتمل إتمام بعض الصفقات التجارية هذا الأسبوع.
ويقول مسؤولون أميركيون إنهم يعتزمون استخدام المفاوضات التجارية مع دول ثالثة لعزل الصين اقتصادياً. وفي منتصف أبريل، أجرى وزير التجارة الصيني مكالمة بالفيديو مع نظيره السعودي ماجد عبدالله القصبي بشأن الرد على الرسوم الجمركية.
الذكرى العاشرة للتأسيس
وتحتفل “آسيان” هذا العام بالذكرى العاشرة للتأسيس الرسمي للمجموعة، واستناداً إلى رؤية مجموعة آسيان 2025 وجميع مخططاتها، حققت الرابطة إنجازات بارزة على مدار العقد الماضي في تعزيز السلام والاستقرار والازدهار الإقليمي، بحسب موقعها الإلكتروني.
وللحفاظ على هذا الزخم ورسم مسار المنطقة المستقبلي، اتخذت الرابطة خطوة جريئة من خلال تطوير رؤية مجتمع آسيان 2045، التي سيجري اعتمادها خلال قمة آسيان السادسة والأربعين في كوالالمبور.
وشعار قمة آسيان 2025، التي تتولى ماليزيا رئاستها هذا العام، هو “الشمولية والاستدامة”، ما يعكس تطلعها إلى تحقيق تقدم مشترك حقيقي، يضمن عدم تخلف أحد عن الركب.
وإلى جانب القمة، تُعدّ ماليزيا لاعباً تجارياً استراتيجياً مهماً، ولكنها علقت في حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين. وتأتي ماليزيا في المرتبة الثانية بعد الصين، في تصدّير المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة.
وفي 20 أكتوبر 2023، استضافت العاصمة السعودية الرياض، القمة الأولى لدول مجلس التعاون الخليجي ورابطة “الآسيان”. وعبّر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في كلمته خلال افتتاح القمة عن تطلعه لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين رابطة الآسيان ومجلس التعاون الخليجي وفتح آفاق جديدة للتعاون في جميع المجالات.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”، تكمن أهمية قمة دول مجلس التعاون الخليجي ورابطة “الآسيان” في كونها “الأولى من نوعها” على مستوى قادة الدول، وأنها تعكس انفتاح دول مجلس التعاون، وعلى رأسها السعودية، على الشراكات مع التكتلات الفاعلة في المجتمع الدولي، بهدف تعزيز مكانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية عالمياً.