حذّر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الجمعة، من “سباق التسلح” بين القوى الكبرى في العالم، والتي تكشف عن “أنظمة أسلحة جديدة أكثر فتكاً”، معتبراً أن الوضع الحالي، “يشبه أجواء ما قبل الحرب العالمية الأولى”.

تأتي تصريحات أوربان قبل زيارته المرتقبة إلى واشنطن في نوفمبر المقبل، إذ سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وذلك بعد إلغاء خطط لقمة كانت مقررة في العاصمة المجرية بودابست، بين ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق من الشهر الجاري.

وقال أوربان في تصريحات لإذاعة “كوشوت” المحلية، إن “هناك تشبيهين للوضع الحالي: أحدهما يشبه ما قبل الحرب العالمية الأولى، والآخر ما قبل الحرب العالمية الثانية”. وأضاف: “تقييمي أقرب إلى الوضع ما قبل الحرب العالمية الأولى، لأنه حينها لم يكن أحد يريد حرباً كبيرة، لكنهم انزلقوا إليها في النهاية”.

واعتبر أوربان أن قادة الاتحاد الأوروبي “لا يدركون دائماً المخاطر”، وأن بعض الخطوات التي يتم اتخاذها “قد تشكل خليطاً خطيراً ينفجر لاحقاً”، محذراً من التصريحات التي يطلقها بعض الزعماء الأوروبيين تجاه روسيا، وأضاف: “إذا وضعت مسدساً على المسرح، فقاعدة المسرح القديمة تقول إنه سيُطلق النار”.

وحسبما يرى أوربان، فإن “أوروبا الآن تتجه نحو الحرب بناءً على التصريحات”. وأضاف: “من يقول هذه الكلمات لا يقدّر وزنها. لهذا أقول للمجريين إننا حتى في حالة تدهور الوضع سنبقى في صف السلام، ولهذا من المهم جداً لمستقبل المجر أن يكون لها حكومة مؤيدة للسلام”.

“صقور” أوروبا في مواجهة جهود أميركية للسلام

واعتبر رئيس وزراء المجر، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، أنه على بلاده في الوقت الراهن، اتخاذ قرار حازم بالبقاء إلى “جانب السلام”، في حين اتهم القادة الأوروبيين بأنهم “يدعون بشكل علني إلى الصراع مع روسيا”، واصفاً الأوروبيين بأنهم “الصقور”.

ولفت إلى أن “الوضع كان أسوأ قبل عام، لأن الأميركيين آنذاك كانوا أيضاً في صف الحرب، أما الآن فالروس مستعدون لوقف إطلاق النار بشروط معينة. الأوروبيون والأوكرانيون يريدون استمرار الحرب. من يعتقد أن بإمكانهم تحقيق نصر عسكري في هذه الحرب فهو مخطئ”.

وأشار إلى أن “الوضع قد تحسن في السنة الأخيرة، وهو ما يعزى بشكل أساسي إلى أن الولايات المتحدة، من خلال رئيسها، تدعم الآن وقف إطلاق النار”، مضيفاً: “اليوم، هناك قوة عظمى واحدة فقط تريد السلام: الولايات المتحدة”.

وقال رئيس الوزراء المجري، إن بلاده تدعم الجهود التي تقودها واشنطن، وإنه من المتوقع أن تنتخب المزيد من الدول الأوروبية حكومات ذات “توجهات سلمية” في المستقبل القريب، مضيفاً: “إذا كانت أوروبا تريد السلام حقاً، فإنها ستدعم الرئيس الأميركي”.

وانتقد أوربان في حديثه تمويل الاتحاد الأوروبي ودعمه لكييف، معتبراً أن “من يدعم أوكرانيا، يدعم الحرب”، على حد تعبيره.

وقال إن “بروكسل ليس لديها أموال خاصة بها – فقط ما تساهم به الدول الأعضاء – وأي تمويل للحرب سيتطلّب إما زيادة الضرائب أو تكبد ديون كبيرة”.

مباحثات لإنهاء حرب أوكرانيا

وقال مكتب رئيس الوزراء المجري، الخميس، إن اجتماع ترمب وأوربان في واشنطن، سيسمح للزعيمين بمناقشة جدول أعمال “قد يؤدي إلى اتفاق سلام في أوكرانيا”.

وكان أوربان، قال سابقاً إنه سيناقش العقوبات الأميركية المفروضة على شركات النفط الروسية مع ترمب في اجتماعهما، معرباً عن استعداد بلاده لاستضافة قمة بين ترمب وبوتين في بودابست، بهدف مناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وازدادت حدة الحرب مؤخراً بين كييف وموسكو، بعد سلسلة هجمات مكثفة استهدفت البنى التحتية للطاقة، في وقت عبّر فيه ترمب، الذي تعهّد بإنهاء الحرب، عن إحباطه المتزايد من نظيره الروسي فلاديمير بوتين بسبب استمرار الهجمات.

قمة بودابست

وألغى الرئيس الأميركي في 23 أكتوبر الجاري، قمة كانت مقررة في المجر مع نظيره الروسي، مشيراً إلى أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على أكبر شركتين روسيتين للنفط تهدف إلى دفع موسكو نحو إنهاء حرب أوكرانيا.

وجاء تعليق خطط عقد القمة في بودابست هذا الشهر بين ترمب وبوتين، بعد أن تمسكت موسكو بمطالبها، من بينها أن تتنازل أوكرانيا عن المزيد من الأراضي كشرط لوقف إطلاق النار.

وقال ترمب، في وقت سابق من الشهر الجاري: “لقد ألغينا الاجتماع مع بوتين، لم أشعر أن الوقت مناسب لذلك، لم أشعر أننا سنصل إلى النقطة التي نحتاج الوصول إليها، لذلك ألغيت الاجتماع، لكننا سنعقده في المستقبل”.

شاركها.