رامي زهدي: تهجير الفلسطينيين إلى إفريقيا مخطط خطير يواجه رفضًا عربيًا وإفريقيًا (حوار خاص)

الجمعة 14 مارس 2025 | 05:49 مساءً
الدكتزر رامي زهدي ومساعد رئيس حزب الوعي للشؤون الإفريقية.
في حديث خاص لصحيفة “بلدنا اليوم”، أكد الدكتور رامي زهدي، خبير الشؤون الإفريقية ومساعد رئيس حزب الوعي للشؤون الإفريقية، أن التصورات المطروحة مؤخرًا حول تهجير الفلسطينيين إلى بعض الدول الإفريقية، ضمن توجهات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تمثل سابقة خطيرة وغير مقبولة أخلاقيًا وسياسيًا.
وأوضح أن هذا السيناريو، رغم صعوبته من الناحية العملية، يثير القلق ويستوجب تحركًا عربيًا وإفريقيًا مشتركًا لمواجهته.
أولًا: مدى واقعية التهجير إلى إفريقيا
أوضح الدكتور رامي زهدي أن فكرة تهجير الفلسطينيين إلى إفريقيا ليست جديدة، حيث طُرحت سابقًا تحت مسمى “الوطن البديل”، لكنها واجهت رفضًا قاطعًا من الدول المستهدفة.
ولفت إلى أن إفريقيا ليست ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية ولن تكون كذلك، خاصة أن العديد من الدول الإفريقية تعاني من أزمات اقتصادية وأمنية تجعلها غير قادرة على استيعاب أعداد كبيرة من اللاجئين.
وأشار زهدي إلى أن الرأي العام الإفريقي، تاريخيًا، متضامن مع القضية الفلسطينية، وأن أي محاولة لفرض مثل هذه المخططات ستقابل برفض شعبي ورسمي واسع.
وأضاف أن الدول الإفريقية، التي عانت طويلًا من الاستعمار والظلم، تدرك جيدًا معاناة الفلسطينيين ولن تقبل بأن تصبح أرضها ساحة لتمرير مشاريع تهجير قسري.
ثانيًا: أدوات ترامب المحتملة لتنفيذ المخطط
أوضح الدكتور رامي زهدي أن الإدارة الأمريكية قد تعتمد على عدة أدوات للضغط على الدول الإفريقية لقبول التهجير الفلسطيني، ومن أبرزها:
الابتزاز الاقتصادي: حيث يمكن للولايات المتحدة ممارسة ضغوط على الدول الإفريقية عبر تقليص المساعدات التنموية أو فرض شروط سياسية مقابل الدعم المالي.
التوظيف الأمني: بعض الدول الإفريقية، التي تواجه تمردات داخلية أو تهديدات إرهابية، قد تتعرض لضغوط للمقايضة بين الحصول على الدعم الأمني الأمريكي وقبول اللاجئين الفلسطينيين.
الاستغلال السياسي: قد تستجيب دول تعاني من عزلة دولية أو تبحث عن شرعية لنظامها السياسي لمثل هذه الطروحات مقابل اعتراف دولي أو دعم سياسي.
ثالثًا: الدول الإفريقية المحتمل استهدافها
أشار الدكتور رامي زهدي إلى أن الإدارة الأمريكية قد تفكر في استهداف دول إفريقية ذات كثافة سكانية منخفضة أو مساحات واسعة غير مأهولة، ومن أبرز هذه الدول:
أوغندا: رغم تاريخها في استضافة اللاجئين، فقد رفضت رسميًا أي حديث حول هذا الطرح.
رواندا: لديها تجارب سابقة في استضافة لاجئين بموجب اتفاقيات مع دول غربية.
زامبيا وموزمبيق: تعانيان من فقر حاد، مما يجعلهما عرضة لضغوط اقتصادية.
تنزانيا ومالاوي: لديهما مساحات كبيرة، لكنهما تواجهان تحديات تنموية ضخمة.
وشدد زهدي على أن غالبية الدول الإفريقية تعلن رسميًا رفضها القاطع لمشاريع التهجير القسري، مما يجعل تمرير هذا المخطط صعبًا ومعقدًا.
رابعًا: الموقف العربي والدولي المتوقع
لفت الدكتور رامي زهدي إلى أن الدول العربية، وخاصة مصر والأردن ولبنان، التي تتحمل أعباء اللاجئين الفلسطينيين منذ عقود، سترفض بشكل قاطع أي محاولة لتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم.
وأكد زهدي أن الاتحاد الإفريقي، كمؤسسة قارية، لن يقبل بأن تكون إفريقيا ساحة بديلة لحل صراعات الشرق الأوسط. كما أن المجتمع الدولي، رغم أنه قد يعارض الفكرة ظاهريًا، لن يتحرك بفاعلية ما لم يتكاتف العرب والأفارقة لإجهاض هذه المخططات في مراحلها الأولى.
وأضاف أن دولًا في آسيا وأمريكا اللاتينية سترفض هذا المخطط، لأنه يُشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وقد يُحدث سابقة خطيرة تهدد أمن واستقرار العديد من الدول مستقبلًا.
خامسًا: المطلوب عربيًا وإفريقيًا لمواجهة المخطط
شدد الدكتور رامي زهدي على ضرورة التحرك بشكل سريع وموحد لمواجهة هذه الأفكار قبل تحولها إلى خطوات عملية، داعيًا إلى:
بلورة موقف مشترك عربيإفريقي لرفض أي محاولة لتوطين الفلسطينيين خارج أراضيهم.
التحرك الدبلوماسي عبر الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية لإصدار بيانات رفض رسمية.
حشد الرأي العام وتفعيل الدبلوماسية الشعبية والإعلامية لتوضيح خطورة هذه المخططات.
واختتم زهدي حديثه بالتأكيد على أن فكرة تهجير الفلسطينيين إلى إفريقيا تمثل اعتداءً مزدوجًا؛ فهي تنتهك حقوق الفلسطينيين، كما تستغل إفريقيا في صراعات لا علاقة لها بها.
داعيًا إلى مواجهة حاسمة لهذه الأفكار قبل أن تتحول إلى واقع مرفوض.
المصدر: بلدنا اليوم