“ربيع دمشق”.. توثيق لحراك مدني في عهد الأسد المخلوع

يعود الحديث عن “ربيع دمشق” كحدث فريد في سوريا، باعتباره أول حراك مدني معارض قادته مجموعة من المثقفين السوريين وناشطي المجتمع المدني خلال فترة حكم الأسدين.
وبرز في ذلك الربيع عدد من الوجوه أبرزها رياض سيف، وبرهان غليون، والراحل رياض الترك، ورضوان زيادة المعارض السوري والباحث في “المركز العربي” بواشنطن.
زيادة (49 عامًا) والمنحدر من مدينة داريا بريف دمشق، شارك في هذا الربيع وسطَّر في كتابه “ربيع دمشق.. قضايا– اتجاهات– نهايات” مسيرة هذا الحراك وولادته وتفاعلاته مع المجتمع السوري خلال عمره القصير (سبعة أشهر فقط)، واغتياله في نهاية المطاف عبر اعتقالات وجوه الربيع البارزة وإغلاق منتدياته.
في 12 فصلًا، تطرق زيادة إلى الظروف التي سبقت ظهور “ربيع دمشق” كانتقال السلطة في سوريا من الأسد الأب إلى الأسد الابن في حزيران من العام 2000، وبدايات الربيع الخجولة ونهايته.
يقول الباحث السوري في مقدمة الكتاب، “إن اختلاف حقبة ربيع دمشق عن غيرها، هو انطلاقهـا من مبادرات فردية وشبه جماعية من مختلف القطاعات الثقافية والاقتصادية والاجتماعيـة، أي أنها بدأت من تحت وليس من فوق، ومعظم هذا الربيع يمكن وصمه بالثقافي أكثر من السياسي على اعتبار أن الأحزاب السياسية شاركت في وقت متأخر في هذا الحراك” .
ضمّ الكتاب أيضًا العديد من إسهامات المثقفين السوريين والعرب حول تلك المرحلة في الصحافة العربية، أمثال الدكتور محمد الدروبي، والدكتور فايز سارة، والكاتب السعودي خالد الدخيل، والكاتب اللبناني سليم نصار، وغيرهم.
طبع الكتاب في مركز “دراسات القاهرة لحقوق الإنسان” ضمن سلسلة “دراسات الإصلاح” في عام 2004، ويقول المركز، إن “الكتاب عكس الصورة الحقيقية للمجتمع السوري، وبخاصة الأفكار التي طرحها المثقفون والناشطون والمعارضون، وأيضًا طريقة تفكير أعضاء حزب البعث والمسؤولين السياسيين الحاكمين”.
بعد غياب لربع قرن عاد “ربيع دمشق” إلى دمشق بعد سقوط نظام الأسد في 8 من كانون الأول 2024، ليطلق أول حواراته في 23 من نيسان الحالي بعنوان “السلم الأهلي والعدالة الانتقالية” في منزل الدكتور رياض سيف الذي يعتبر، إلى جانب المعارض الراحل رياض الترك، من الآباء المؤسسين للعمل المدني في سوريا، وبمشاركة من كاتب هذا الكتاب الباحث السوري رضوان زيادة.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي