لم يتوقع سكان أحد العقارات المتواضعة بمنطقة المعصرة أن يستيقظوا على رائحة الدخان وصوت طرقعة النيران في مدخل العمارة، ففي ساعة متأخرة من الليل، أقدم رجل على إشعال النيران في باب شقة مطلقته، في محاولة للانتقام منها بعد خلافات عائلية طويلة، كادت أن تودي بحياة السيدة وأسرتها الصغيرة، لولا تدخل الجيران بسرعة وبلاغهم للأجهزة الأمنية.
لحظات مرعبة للجيران
قال أحد شهود العيان: “فوجئنا بالنار مسكة في باب الشقة، والدخان طالع لحد السلم.. خبطنا على الجيران وجرينا نبلغ الإسعاف والمطافي قبل ما تحصل كارثة.”
وأكد آخر أن أصوات الاستغاثة دفعت سكان العمارة إلى النزول بسرعة لمحاولة إخماد النيران بوسائل بدائية، حتى وصلت قوات الحماية المدنية وتمكنت من السيطرة على الحريق ومنع امتداده لباقي الشقق.
تحرك أمني سريع
لم يمر وقت طويل حتى تلقت وحدة مباحث قسم شرطة المعصرة بلاغًا بالواقعة، وعلى الفور وجّه المقدم إسلام بكر، رئيس مباحث القسم، قوة أمنية بقيادة معاونيه إبراهيم كرم وحسام وجدي ومحمد راضي إلى مكان الحادث.
وبعد إجراء التحريات الأولية وسماع أقوال الشهود، تمكنت القوات من تحديد هوية المتهم والقبض عليه في أقل من 24 ساعة.
خلفية الخلافات
كشفت التحقيقات أن الجاني هو طليق المجني عليها، وأن بينهما خلافات أسرية متكررة منذ الانفصال، وأكدت مصادر أن المتهم كان يلاحق مطلقته بالتهديدات المستمرة، حتى قرر تنفيذ جريمته بحرق باب الشقة في محاولة لبث الرعب في نفسها وإجبارها على التنازل عن بعض القضايا المرفوعة ضده.
أقوال المجني عليها
في محضر الشرطة، قالت المجني عليها إنها فوجئت بطرق شديد على الباب أعقبه اشتعال النيران، لتصرخ بأعلى صوتها مستنجدة بالجيران، مؤكدة أن طليقها هو الفاعل بسبب تهديداته السابقة لها. وأضافت: “كنت متأكدة إنه مش هيسيبني في حالي، لكن ما كنتش متخيلة إنه يوصل إنه يولع في البيت.”
التحقيقات والنيابة
أحيل المتهم إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق، ووجهت له تهم إشعال النيران عمدًا، وتعريض حياة الغير للخطر، والتعدي على حرمة مسكن. وقررت النيابة حبسه على ذمة التحقيق، مع طلب تحريات المباحث النهائية حول ملابسات الحادث.