غيّب الموت، السبت، المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد، عن 79 عاماً، حسبما أعلنت زوجته الكاتبة الصحفية كريمة كمال.

ونعت كمال في منشور على “فيسبوك” زوجها بكلمات مؤثرة قائلة: “رحل اليوم أغلى ماعندي، زوجي وحبيبي داود عبد السيد”، مؤكدة فقدان أحد أهم الأصوات السينمائية في تاريخ السينما المصرية والعربية.

وقال وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو في ​بيان إن “السينما المصرية فقدت ​قامة فنية كبيرة استطاعت أن تحول الشاشة إلى مساحة للتفكير وطرح الأسئلة ‌الكبرى، وأن تعبر بصدق عن هموم الإنسان والمجتمع”.

أفلام وجوائز

ويعد داوود عبد السيد من أبرز المخرجين الذين شكّلوا تياراً سينمائياً خاصاً قائماً على التأمل الفلسفي والاشتباك العميق مع أسئلة المجتمع والسلطة والحرية والهوية، بعيداً عن القوالب التجارية السائدة، ما جعله يحظى بمكانة استثنائية لدى النقاد وصناع السينما.

ولد داوود عبد السيد في القاهرة عام 1946، وتخرج في المعهد العالي للسينما، وبدأ مسيرته المهنية كمساعد مخرج مع يوسف شاهين قبل أن يتجه إلى الإخراج، مقدّماً في بداياته عدداً من الأفلام التسجيلية التي عكست اهتمامه بالواقع الاجتماعي والإنسان البسيط، وهو النهج الذي ظل حاضراً في مجمل أعماله الروائية.

وخلال مسيرته، قدم عبد السيد مجموعة من الأفلام التي أصبحت علامات فارقة في السينما المصرية الحديثة، من بينها “الصعاليك” في عام 1985، مروراً بـ”الكيت كات” في عام 1991، و”أرض الأحلام” في عام 1993، و”سارق الفرح” في عام 1994، و”أرض الخوف” في عام 2000، و”مواطن ومخبر وحرامي” في عام 2001، و”رسائل البحر” في عام 2010، و”قدرات غير عادية”في عام 2015، وحصل على جوائز عدّة داخل مصر وخارجها.

ولقب عبد السيد، بـ”فيلسوف السينما”، وهو ينتمي لجيل من المخرجين أُطلق عليهم أصحاب “سينما الواقعية الجديدة” في الثمانينيات، مثل عاطف الطيب ومحمد خان وخيري بشارة.

ونال جائزة الدولة للتفوق في الفنون عام 2004 وجائزة الدولة التقديرية عام 2012 وجائزة النيل في الفنون عام 2022.

شاركها.