توفي اللواء حسن السوهاجي، الرئيس الأسبق لمصلحة السجون في مصر، وهو الاسم الذي ارتبط في أذهان كثيرين بحقبة دامية من الانتهاكات بحق المعتقلين السياسيين، خاصة في أعقاب أحداث ما بعد 2013.
عرف السوهاجي بلقب “جلاد المعتقلين”، وكان أحد أبرز رموز المنظومة الأمنية التي أشرفت على إدارة السجون، وعلى رأسها سجن العقرب، الذي وصفته منظمات حقوقية، بينها هيومن رايتس ووتش، بأنه “مقبرة الأحياء”.
في عهده، تفاقمت شكاوى المعتقلين من الانتهاكات الجسيمة: من العزل الانفرادي لأشهر، إلى الحرمان من الزيارة والرعاية الطبية، وصولًا إلى شهادات مروعة عن التعذيب والإهانة وسوء المعاملة.
رغم نفي السوهاجي المتكرر لأي تجاوزات، بل وتأكيده في تصريحات سابقة أن “السجون أنظف من البيوت”، إلا أن شهادات الناجين من سجونه، والتقارير الحقوقية الدولية، رسمت صورة قاتمة عن دوره في ما وُصف بـ”تسييس منظومة العقاب”.
رحيله، في نظر كثيرين، لا يطوي صفحة الألم الذي خلفه وراءه. فبينما أُغلقت حياته بجنازة، ما زالت ملفات الضحايا مفتوحة، وذاكرة المعتقلين حية. ويبقى السؤال الأكبر: هل تحاسب العدالة الأرضية أم تبقى العدالة الإلهية هي الملاذ الأخير؟