خيم الحزن على الوسط الغنائي في الوطن العربي، بعد رحيل الموسيقار السعودي ناصر الصالح، الملقب بـ”قبطان الطرب الخليجي”، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، عن عمر ناهز 63 عاماً، وذلك حسبما أعلن ابنه خالد، الذي أشار إلى تحديد موعد صلاة الجنازة في وقت لاحق.
وولد ناصر الصالح في مدينة الأحساء بالسعودية، عام 1961، ويُعد من أبرز الملحنين في منطقة الخليج، إذ انطلقت مسيرته الفنية منذ السبعينيات من القرن الماضي، وحقق طوال تلك المدة نجاحات ضخمة في عالم الموسيقى، من خلال تعاونه مع كبار المطربين، مثل محمد عبده، وأحلام، ونوال الكويتية، وماجد المهندس، وراشد الماجد، ورابح صقر، وعبد الله الرويشد، ونبيل شعيل، وكاظم الساهر وغيرهم.
خسارة كبيرة
وحرص العديد من النجوم، على نعي ناصر الصالح، وتقديم واجب العزاء لأسرته، لعل أبرزهم المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، قائلاً: “لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون.. الله يرحمك ويغفر لك”.
أما الفنانة أحلام، كتبت: “بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، انتقل إلى رحمة الله تعالى ملحنّا القدير الموسيقار ناصر الصالح.. عسى الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته، عزائي لجميع الأسرة الكريمة عسى الله يصبرهم ويربط على قلوبهم”.
فيما قالت الفنانة أصالة: “أصعب شعور بالدّنيا الفقد، واليوم فقدنا فناناً عاشقاً للفن وصانع لأجمل الأغنيات اللي شكلت ذكرياتنا.. إنسان طيّب وحنون وغالي.. الله يرحم الفنان الكبير ناصر الصالح ويجعل مثواه الجنة وعزائي لأهله، وأحبّته ياربّ ألهمهم الصبر والتسليم لأمرك”.
بدورها، كتبت المطربة أنغام: “لا حول ولا قوة إلا بالله.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. خالص العزاء لأسرة الأستاذ الكبير ناصر الصالح، خسرنا زميل عزيز وملحن كبير، الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته”.
فيما نشر المطرب عبد المجيد عبد الله، صورة تجمعه بالراحل، معلقاً عليها بقوله: “رحم الله الأخ والأستاذ ناصر الصالح وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وأبنائه وذويه الصبر والسلوان.. خالص التعازي لأسرته الكريمة ولنا جميعاً”.
كما كشفت لطيفة التونسية، عن عمل مرتقب كان سيجمعها بالموسيقار الراحل، أقرب إلى المفاجأة، لكن القدر كان له رأي آخر، إذ كتبت: “الله يرحمك يا مبدع، الله يرحمك يا طيب الله يرحمك يا حبيب قلبي.. من مثلك لا يموت، أنت كنت فخر للأغنية والفن الخليجي.. أعمالك ستظل خالدة في تاريخ الفن الخليجي.. ألف رحمة ونور على روحك.. بعزي كل أهلك وكل جمهورك، وأعزي نفسي لأنك كنت أخ وفنان ومن أقرب الناس لقلبي”.
وتابعت “كنا محضرين مفاجأة، لكن لله ما أخذ ولله ما أعطى وقدر الله ما شاء فعل.. ربنا يقدرني وأنزل الحاجات اللي اتفقنا عليها”.
اللقاء الأول
واستعاد المطرب فهد الكبيسي، تفاصيل اللقاء الأول الذي جمعه بالراحل، قائلاً: “أخي الكبير الذي دعمني منذ بداياتي وآمن بموهبتي، ودائماً ما كان يغمرني بلطفه وكرمه”، متابعاً: “تعاونت معه في مجموعة من الأعمال أولها أغنية (صح النوم) رغم أن إمكانياتي المادية لم تكن تسمح في ذلك الوقت أن أسدد تكاليف العمل، فقال لي: “أنت فنان وأحب صوتك وهذا العمل هدية مني لك.. رحمك الله وغفر لك وأسكنك فسيح جناته يا من تركت إرثاً عظيماً وأثراً طيباً في القلوب”.
كما كشفت المطربة يارا، كواليس لقائها الأول بالموسيقار السعودي، بقولها: “تعرّفنا بالصدفة، بس صدفة غيّرت لي كل حياتي.. ألحانك زيّنت أرشيفي الغنائي، وخسارتك اليوم خسارة لا تعوّض للفن العربي الراقي.. الله يرحمك أستاذي والصّديق الملحّن والموسيقار، ويصبّرنا ويصبّر عائلتك الصغيرة وعائلتك الفنية الكبيرة”.
مسيرة فنية
والموسيقار ناصر الصالح، صاحب مسيرة فنية طويلة، وضعته في مقدمة صُنّاع الموسيقى بالعالم العربي، كما قدم عدداً من الأغاني الوطنية، منها “الله أكبر يا بلد” مع محمد عبده، و”عاشت بلادي” لراشد الفارس، وغيرها.
كما شارك في وضع الموسيقى، لعدد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، منها فيلم “كيف الحال”، و”مناحي”، وكذلك مسلسلات “بيوت من ثلج”، و”مجاديف الأمل”، و”أيام السراب”، و”العاصوف”، وغيرها.
